أشارت معلومات قريبة من قيادة حزب الله أن الحزب مستاء من ما يشاع عن تقارب عوني قواتي، ومن احتمال قيام رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون الى معراب للقاء الدكتور جعجع، وما قد تحمله الزيارة من إحتمال إعلان رئيس القوات تأييده لترشيح عون لمنصب رئاسة الجمهورية.
مصادر سياسية اعتبرت ان استياء الحزب الالهي مرده الى عدم رغبته في إجراء انتخابات رئاسية في لبنان بمعزل عن الضوء الاخضر الايراني والمصالح الايرانية في المنطقة، التي لن تتضح معالمها وحجمها وحدودها قبل نضوج التسويات في اليمن وسوريا على الاقل. وتالياً، فإن احتمال ترشيح جعجع للجنرال عون سوف يضع الحزب في موقف لا يُحسد عليه وسوف يفقده آخر ورقة يتلطى بها لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية.
وتشير معلومات الى ان ترشيح عون من معراب سوف يعيد خلط الاوراق على الساحة السياسية اللبنانية. فهو، اولاً، سيحرج حزب الله الذي لن يبق لديه عذر لكي يستمر في تعطيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بعد ان صمّ آذان اللبنانيين منذ أكثر من سنة ونصف السنة عن انه لن يقترع سوى للعماد عون، وفي حال حصول عون على تأييد القوات فإنه سيضمن فوزه بالمقعد الرئاسي. فماذا ستكون حجة الحزب لعدم النزول الى المجلس النيابي والاقتراع؟
ترشيح جعجع لعون سيحرج ايضا زعيم تيار المستقبل، الذي بادر الى فتح حوار مبكر مع الجنرال عون واشترط لتأييد ترشيحه للرئاسة حصوله على موافقة مسيحيي قوى 14 آذار وفي مقدمهم القوات اللبنانية. وإذا ما ايّدت القوات ترشيح عون، فما هي حجة زعيم المستقبل في عدم الاقتراع لعون، ولماذا يقترع المستقبل لفرنجيه ولا يقترع لعون؟
مصدر قواتي قال إن هناك مبالغات في إخراج سيناريوهات زيارة مرتقبة للعماد عون الى معراب، وما يقال عن هذه الزيارة. وأضاف: الاكيد ان القوات لن تقبل بعد اليوم ان تتلقى وتتحمل تبعة « القرارات السياسية التي يتم إتخاذها وإنزالها على رؤوسنا بالمظلات، » وان القوات، « إن لم تكن هي في موقع الرئاسة، فبالتأكيد ستكون هي من سيصنع الرئيس، سواء كان هذا الرئيس الجنرال عون ام سواه »!
وأضاف، في المقارنات، وعند إنطلاق صفارة الحَكَم، فإن عون ليس إبن بيئة قوى 8 آذار، في حين ان فرنجيه، تربّى في هذه البيئة، مشيرا الى ان ترشيح عون من معراب لن يكون على طريقة إنزال ترشيح فرنجية بالمظلة، بل على قاعدة اتفاق سياسي، من دون ان يستبعد تضمن الاتفاق معظم البنود التي طرحها رئيس القوات في برنامجه الرئاسي.
المصادر السياسية اعتبرت ان ترشيح جعجع لعون، فيما لو تم على قاعدة برنامج جعجع الرئاسي، سيعطي القوات نقطة إضافية على حساب الحلفاء في 14 آذار، وسيضع جعجع في موقع صانع الرئيس. كما انه يعطي لجعجع افضلية القول إنه إستطاع من خلال ورقة إعلان النيات مع التيار العوني، سحب التيار ربع المسافة نحو مبادئ قوى 14 آذار. وفي تبني عون لمعظم برنامجه الرئاسي إستطاع ايضا سحب الجنرال وتياره الى تأييد المزيد من مباديء القوى السيادية، في حين ان ترشيح فرنجيه جاء على قاعدة تبادل مصالح من دون التزامات سياسية سيادية.