يكشف الصحفي السعودي، السيد أحمد عدنان، خفايا من علاقات السعودية مع بشّار الأسد في حوالي 70 تغريدة على “تويتر”. وتكشف تغريداته، مثلاً، أن بشّار الأسد كان ينوي أن يقوم بـ”7 أيار ثانية” عبر الحزب الإيراني طبعاً، بهدف احتلال مقر قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات. والمعلومة صحيحة، وكنا نعرفها في حينه، ولكن المعلومات عنها لم تُنشَر سابقاً.
ولكن أهم ما في تغريداته هو ما يكشفه عن تآمر بشّار المتواصل مع ايران وضد السعودية، بالترافق مع “ابتزاز” مالي متواصل أيضاً للمملكة! وقد استمر ذلك الإبتزاز حتى بعد محاولته إسقاط “مبادرة السلام العربية” التي أُطلقت من بيروت (بالتعاون مع “وكيله” إميل لحود)! وحتى بعد نشوب الثورة السورية، التي “قبض بشّار عليها” (أي على الثورة السورية ) دعماً مالياً بقيمة 150 مليون دولار!
الملك عبدالله بن عبد العزيز كانت لن أيادٍ بيضاء على لبنان بعد انتفاضة 14 آذار، وفي لحظات صعبة، ولا أحد ينكر ذلك. ولكن السياسة السعودية في عهده أخطأت، أحياناً ، حينما خضعت لـ”ابتزاز الأسد”، وحينما “بدا”، في لحظات معينة، وكأنها تخلّت عن الفريق الإستقلالي، أي فريق 14 آذار. وهذا أيضاً، أحد أسباب استقواء جماعة إيران في لبنان. (وفي حينه، وجّه “الشفاف” انتقادات واضحة للتقارب السعودي-الأسدي على حساب التيار الإستقلالي في لبنان)!
ولهذا السبب، تفاءل “التيار الإستقلالي” في لبنان (وهو أوسع بكثير جداً من المحسوبين على السعودية في لبنان، وأكبر حتى من “أحزاب14 آذار”!) ودعمَ بقوة “مفاجأة” المملكة ودولة الإمارات بإعلانَ الحرب على انقلابيي اليمن الذين يعتبرون الحزب الإيراني مثلهم الأعلى، وهذا رغم معارضة إدارة الرئيس أوباما الصريحة!
الشارع العربي، بمعظمه الآن، يؤيد سياسة مواجهة “الباسداران” التي تقودها المملكة ودولة الإمارات منذ تولّي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده. سواءً في اليمن، أو في سوريا، أو في لبنان، أو في العراق!
ومعه حق السيد أحمد عدنان، “من جرب المجرب كان عقله مخرب”، سواءً بالنسبة لنظام دمشق او لنظام طهران.
أليس ذلك هو الشعار الذي رفعه المتظاهرون العراقيون (ومعظمهم من الشيعة “العرب”) في بغداد وكربلاء النجف “إيران بر”ا برّا”؟ إيران الملات الخمينيين طبعاً، وليس الشعب الإيراني الصديق!
ب. عقل
*
تغريدات أحمد عدنان
١- الدافع وراء هذه السلسلة من التغريدات كشف الحقائق ودحض اتهامات. منها مثلا: السعودية تركت بشار فاتجه لايران
٢- ومنها كذلك أنه يمكن فصل بشار عن ايران، هذا ما يردده الروس مثلا.
بالنسبة لي أقله : من جرب المجرب عقله مخرب
٣- تبدأ فصول القصة سنة ١٩٩٤ يوم مات في حادث سيارة “باسل حافظ الأسد”، الوريث المعتمد لوالده
٤- حينها استدعى حافظ الأسد ابنه بشار ليحل مكان باسل، وهذه من اخطر العقد التي حكمت بشار، انه بديل وليس أصيل
٥- ولا أحد يعرف أبناءه أكثر من حافظ الأسد، وعلى هذا كان الاختيار الأساس : باسل هو الوريث لا بشار
٦- اتصل حافظ الأسد بولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وطلب منه ان يكون بشار محل عنايته ورعايته
٧- كان طلب حافظ الأسد واضحا: تأهيل وتسويق بشار عربيا ودوليا .. ويتولى حافظ – عبر فريق يختاره – تأهيله سورياً
٨- وبالفعل تولت المملكة، بحكم العلاقة الوطيدة بينها وبين سوريا وحافظ الأسد، تأهيل وتسويق بشار عربيا ودوليا
٩- وكان رأي الانجليز والفرنسيين والأميركيين، أنه لا مشكلة من وراثة بشار لوالده
١٠- وبحكم ثقل المملكة تلقى بشار دعوات رسمية لزيارة دول عربية وخليجية
١١- وزار بشار المملكة سنة ١٩٩٨، وأمر “الأمير” عبدالله أن يعامل بشار كرئيس دولة
١٢- ومن القصص الطريفة أن بشار أعجبته اللبنة على الإفطار، فقال له “الأمير” عبدالله أنها من إنتاج مزرعته
١٣- فطلب بشار منها زيادة،ولست ادري ان كان ذلك رخصا او توددا،لكنه كان يحرص بين حين وآخر، أن يطلب من المملكة لبنة (حتى حين أصبح رئيسا)
١٤- قبل وفاة حافظ الأسد بقليل، اتصل بولي العهد السعودي، وقال له بشار أمامي وأردت ان اوصيه وانت على الخط
١٥- وكانت وصية حافظ الأسد “المسجلة يفترض” لابنه بشار: “لا تخرج عن طوع السعودية وعبدالله بن عبدالعزيز”
١٦- وأثبتت الأيام والسنون ان بشار لم يلتزم بوصية والده مطلقا
١٧- تولى بشار الأسد رئاسة سوريا، وكونت له (المملكة) شبكة دعم سياسي دولية وعربية
١٨- مرت الأيام ووصلت المملكة تقارير عن تمدد ايراني داخل سوريا أمني وحكومي، ورعى رامي مخلوف ورجل امن هذا التمدد
١٩- وحين واجهت المملكة (بشار) بذلك، كان رده: “لا تصدقوا كل ما تسمعوه”
٢٠- وتلقى “الأمير” عبدالله أول طعنتين/ صدمتين من بشار
٢١- الأولى بعد أحداث سبتمبر ٢٠٠١ اذ وصلت تقارير موثقة بأن بشار يحرض بشكل غير مباشر الولايات المتحدة ضد المملكة
٢٢- والصدمة/ الطعنة الثانية كانت خلال القمة العربية ببيروت ٢٠٠٢ حيث وافق قبل القمة على المبادرة العربية للسلام٢٣- لكنه في القمة اوعز للرئيس اللبناني اميل لحود بمحاولة افسادها وتعطيلها، ومن ذلك منع بث كلمة ياسر عرفات
٢٤- والقى بشار في القمة كلمة حاول التأستذ فيها على القادة العرب، وحاول إفشال المبادرة لكنه فشل
٢٥- ومما يتم الترويج له أن بشار دعم المملكة في حربها ضد الإرهاب، وهذا غير صحيح البتة
٢٦- هرب أحد المتورطين في تفجيرات الرياض ٢٠٠٣ إلى الشام، وتأكدت المملكة بأنه محتجز عند المخابرات السورية
٢٧- تملص بشار من تسليم المطلوب، فأرسلت المملكة وفدا مكث في مطار دمشق ١٢ ساعة لم يغادر من دون استلام المتهم
٢٨- في ذلك الوقت، ٢٠٠٣، وصلت رسالة لولي العهد السعودي من حاكم عربي: “بشار أصبح إيرانيا بالكامل ولا جدوى فيه”
٢٩- وكانت ملاحظات المملكة النهائية بدأت تتكون عن بشار: متردد، بوجهين، يعد ولا يفي، وتتحكم فيه عقدة الأقليات
٣٠- اشتعلت الأزمة اللبنانية بموضوع التمديد لإميل لحود، وبعد الاجتماع الشهير بين بشار وبين رفيق الحريري
٣١- ارسل “الأمير” عبدالله رسالة لبشار “أمن رفيق الحريري خط أحمر، ونعرف أنك تمسك امن لبنان فلا تخطئ”
٣٢- أكد بشار للأمير عبدالله أنه لن يسمح بالمساس بشعرة من رأس رفيق الحريري “من يرشه بالماء نرشه بالنار” لكنه كذب
٣٣- بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري انتهى الدعم السعودي لبشار الأسد
٣٤- وكانت الدولة السورية قد حصلت على عشرات المليارات كهبات وتسهيلات واستثمارات من المملكة وأصدقائها حول العالم
٣٥- وحصل بشار على دعم مباشر بين ٢٠٠٠- ٢٠٠٥ يقدر بمليار ونصف المليار دولار بذريعة دعم البادية والمزارعين والأمن
٣٦- وللعلم، فإن والدة بشار، أنيسة مخلوف كانت تعالج على نفقة المملكة تقديرا لزوجها الراحل
٣٧- وكانت تذهب لرحلاتها العلاجية بطائرة سعودية خاصة، واستمر ذلك -رغم الخلاف السياسي – الى انطلاق الثورة السورية
٣٨- وذات يوم اتصل مجد الأسد بالديوان الملكي السعودي طالبا منحة مالية، اتصل الديوان ببشار، الذي تعجب من الاتصال
٣٩- ومجد هو شقيق بشار، وقال بشار أنه متعجب لأنه مجد – نظرا لظرفه الخاص – ممنوع من هكذا اتصالات، وانهى الموضوع
٤٠- بعد اغتيال الحريري زار بشار الملك عبدالله، طلب منه الملك ان يعترف، من قتل الحريري هو او حلفاؤه
٤١- تملص بشار من الجواب، فقال له الملك: “إما الانسحاب الكامل من لبنان وإما قطع العلاقات”، وانسحب بشار
٤٢- وللتاريخ، كان موقف الولايات المتحدة أساسيا، إذ قال جورج دبليو بوش: “لم نعد نتحمل بشار”
٤٣- وأضاف الرئيس الأميركي: “لو قطعت المملكة علاقتها مع بشار الساعة ٩ سنقطعها ٩ ودقيقة”
٤٤- بعد ذلك تبنت المملكة موضوع المحكمة الدولية، وبذل بشار كل جهد لتعطيلها، لكن انتصر لبنان وانتصرت المملكة
٤٥- بعد ذلك قامت حرب تموز ٢٠٠٦، وأطلق بشار تصريحه الشهير “أشباه الرجال” . فقطعت المملكة كل صلة به
(أرسل بشار وسيطا فيما بعد بأنه لم يكن يقصد الملك(
٤٦- ثم قامت أحداث ٧ أيار، يوم احتل حلفاء بشار، حزب الله ومن والاه، بيروت وروعوا الجبل
٤٧- تم حصار منزل الزعيمين سعد الحريري ووليد جنبلاط في بيروت، فصار اول اتصال بين المملكة وبشار عبر وسيط
٤٨- كانت رسالة الملك عبدالله قاطعة “لو تعرض امن سعد الحريري ووليد جنبلاط للخطر سنتدخل عسكريا في قلب دمشق”
٤٩- وابلغ حاكم عربي بشار: “المملكة جادة في وعيدها ولن نتمكن من منعها”. فسارت الأمور إلى اتفاق الدوحة الشهير
٥٠- انطلقت مباحثات سين – سين الشهيرة، على خلفية مصالحة القمة الاقتصادية في الكويت
٥١- وما لا يعلمه كثيرون عن خلفية مباحثات سين – سين، انها قامت على العصا والجزرة بقرار دولي وليس سعودي فقط
٥٢- الجزرة: فصل بشار عن ايران مقابل إحياء سوريا اقتصاديا. العصا: أن الولايات المتحدة أرادت ضرب سوريا
٥٣- وأرسل الملك عبدالله رسالة لبشار “انت تتحمل مسؤولية نفسك وبلدك، وانا ابرأت ذمتي”
٥٤- قال بشار للملك: “ما تأمر به انفذه، وما توافق عليه اوافق عليه”. لكنه كذب كالعادة وانهارت مباحثات السين سين
٥٥- والنتيجة كما هي معروفة إقالة حكومة سعد الحريري الأولى
٥٦- وهذه معلومة تكشف لأول مرة، بعد اقالة حكومة الحريري، قرر بشار قيام ٧ أيار أخرى
٥٧- هدفها احتلال قوى الأمن الداخلي ومقر شعبة المعلومات واحتلال بيروت
٥٨- بعدها يتصل بشار بالملك ليقول له “لا تقلق سنة لبنان تحت حمايتي” لكن مسعاه خاب
٥٩- ٧ ايار الثانية/ الموؤودة شهودها احياء وان تم اغتيال وسام الحسن: زياد بارود، اشرف ريفي ود.سمير جعجع
٦٠- قامت الثورة السورية، وحاول الملك عبدالله المحاولة الأخيرة مع بشار الأسد
٦١- في الأيام الأولى للثورة قدمت المملكة دعما عاجلا لبشار يقدر ب ١٥٠ مليون دولار٦٢- مع تعهد دول الخليج بمنح سوريا مبلغ يقدر ب ١٠ مليار دولار
٦٣- وكانت شروط المنحة العاجلة والآجلة: إجراء إصلاح شامل، ورفع سطوة الأمن على الناس، والانفصال عن ايران
٦٤- وافق بشار على الشروط واستلم المنحة، وأعلن انه سيعلن الاصلاحات خلال ايام لكنه كذب كالعادة
٦٥- وقال له الملك عبدالله “دم السوريين ليس خطا احمرا واحدا، بل هو كل الخطوط الحمر. ولا بد من محاسبة المتجاوزين”
٦٦- اقسم بشار للملك بانه لن يقتل سوريا واحدا وسيحاسب كل من تجاوز. لكنه كذب كالعادة
٦٧- لكن طعنتين جاءت من بشار جعلت الملك ينفض يده تماما: هجومه على الثوار في اولى خطاباته بدلا من اعلان الاصلاح
٦٨- الثانية وهي الأخطر: مجزرة حماة الثانية. اذ كسر بشار “كل الخطوط الحمر” ولا مجال للرجعة او التهاون
٦٩- فأعلن الملك عبدالله بيانه الشهير وموقف المملكة النهائي الأبدي من بشار، في بيان رمضان الشهير
٧٠- وبالمناسبة قيل للمملكة من دول غربية في تلك المرحلة: اسرائيل لا تقبل بتغيير بشار. وما زال موقفها ثابتا
٧١- تلك هي قصة نقاء وشجاعة الملك عبدالله، وتلك هي قصة خيانة وغدر #بشار_الأسد وفي الختام السلام
٧٢- وأخيرا يجب ان لا ينسى بشار قبل غيره ان المملكة منعت غارة اميركية مباشرة عليه بعد دخول العراق، لكنه بشار
ها هو يعيد نفس الخطأ في العراق فيستقبل العبادي و الصدر و هاو وزير خارجيته تحدث عن القبول ببشار
….