حسب سياسة الإقتصاد الحر، فإن”كل شئ للبيع بالسعر المناسب”، والمقصود بكل شئ هنا هو الأصول الثابتة، وحسب النظرية الشيوعية فإن كل شئ يجب أن يكون ملكا لدكتاتورية البروليتاريا وأن على الفرد أن يضحى بنفسه وفى غرائزه (غريزة التملك، وحب المال، والتطور) وفى الحقيقة أن الشيوعية والإشتراكية أفكار جميلة ولا بد أن يتأثر بها كل إنسان يفكر بالرغم من رومانسيتها، وقد فشل التطبيق الشيوعى لأنه يحمل فى طياته أسباب فنائه وهو إفتقاد الحافز للعمل والتضحية بالفرد ونكران غريزة حب التملك. وكان أبرز مثال على هذا هو إنهيار الإتحاد السوفيتى لأنه فشل أن يجارى الدول الرأسمالية وكان الحزب الشيوعى يتبنى سياسة رأسمالية الدولة وليس دكتاتورية البروليتاريا، تذكرون أثناء ثورة عمال ميناء بوتسدام فى بولندا بقيادة نقيب العمال (الكهربائى ليخ فاوينسا والذى أصبح رئيس بولندا بعد إنهيار الشيوعية فيها وتبنيها سياسة الإقتصاد الحر) ثورة فاوينسا لم تحظ برضا الكرملين فى موسكو بالرغم من أنها ثورة “بروليتاريا” وأذكر نكتة كاريكاتور أمريكية مرسوم فيها الزعيم السوفيتى ليونيد بريجينيف مع أعضاء حزبه ويشير ناحية بولندا ويقول:
Bloody Proletarians!
…
ونجاح الصين “الشيوعية” اليوم كقوة إقتصادية يرجع إلى درجة كبيرة إلى بعدها عن الشيوعية بتبنيها سياسة الإقتصاد الحر.
وبيع وشراء الشركات هو موضة العصر، والأشخاص العاديون مثلى ومثلك بإمكانهم بمبالغ زهيدة أن يتملكوا جزء من أضخم الشركات فى العالم عن طريق شراء الأسهم، وتلك طريقة مثلى لإعادة توزيع الثروة. ولقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك هو أن القطاع العام “مدير فاشل وخاسر” عند مقارنته بالقطاع الخاص.
ولقد بدأت كثير من بلدان العالم فى بيع الكيانات الإقتصادية سواء الخاسرة أو الرابحة، وتستخدم هذه الأموال الهائلة إما لبناء بنية تحتية أفضل أو لتخفيف عبء الضرائب عن المواطنين. وفى مصر تعرضت عملية “الخصخصة” إلى هجوم ضارى من الشيوعيين واليساريين والناصريين، والمقولة الشائعة لديهم هو أن :”الحكومة تبيع البلد” وهى جملة كوميدية لا معنى لها، يعنى هل المستثمر الأجنبى والذى إشترى شركة معلبات قها (مثلا)، هل سيأخذ هذه الشركة ويحملها على ظهره عائدا إلى بلده، هذا المستثمر سيجلب معه الأموال والخبرات والتى سيتم تدويرها فى البلد، وكل الذين يتغنون بنجاح الصين الإقتصادى لا بد أن يدركوا بأن الصين أصبحت من أكبر مراكز جذب الإستثمارات فى العالم، وأى مستثمر فى العالم يجب عليه أن يربح ويتطور وإن لم يربح ويتطور فسوف يغلق شركته، الشئ الوحيد الذى أؤيد فيه من يهاجمون “الخصخصة” هو إحتمال أن يكون هناك أموال تدفع “تحت الترابيزة” لتمرير صفقات البيع، وفى هذه الحالة فإنه من الأمانة والوطنية إبلاغ النائب العام للتحقيق إن كان لديهم ما يثبت هذا الفساد.
…
وبما أن الحكومة المصرية “تبيع البلد” فلقد قررت مساعدتها أسهاما فى حل مشاكل السيولة النقدية بأن أبيع “أهرامات الجيزة” !!
ولقد علمت بوجود ملياردير أمريكانى فى فندق “الفور سيزونز” بالقاهرة وهو من أكبر مستثمرى
العقارات فى العالم فتخيلت أننى قابلته فى الفندق ودار بيننا الحوار التالى:
– سامى البحيرى سمسار عقارى
– جون سميث صاحب شركة سميث بروبرتيز، أهلا بيك، عندك إيه عاوز تبيعه؟
– أنا عرفت إن الحكومة المصرية على وشك طرح أكبر صفقة عقارية بشكل سرى على بعض المستثمرين فى العالم.
– ويا ترى إيه الصفقة دى؟
وملت قليلا وأنا أهمس فى أذنه :
– بينى وبينك الحكومة ناوية تبيع أهرامات الجيزة وحتبدأ بالهرم الأكبر خوفو.
وتحفز سميث وجلس على طرف المقعد من الإثارة:
– إنت لازم إتجننت أو الحكومة المصرية إتجننت.
– زى ما بأقولك يامسر سميث، حكومة مصر مزنوقة جدا فى توفير العملة الصعبة لتوفير دعم رغيف العيش للمواطنين، وحتبدأ فى بيع الآثار المصرية.
– إنت لو كلامك ده صحيح وساعدتنى فى إتمام الصفقة دى حتكون عمولتك بالملايين.
– يامستر سميث إنت أول واحد عرضت عليه الصفقة دى لأنى بأعزك جدا وبأحب الأمريكان جدا ومش عاوز أهرامات الجيزة يشتريها حد غيرك، والله يا مستر سميث ده إنت أمك داعية لك، هى أمك إسمها إيه؟
– إسمها نانسى.
– روح ياجون يا إبن نانسى والصفقة دى تكون من نصيبك فى صباح اليوم المفترج ده.
– وتفتكر الحكومة حتطلب كام فى هرم خوفو؟
– الحكومة ناوية تبيعه فى مزاد سرى وكل واحد يقدم أعلى سعر.
– وإنت تفتكر يعنى هرم خوفو يساوى كام؟
– والله أنا آخر هرم بعته كان فى المكسيك وقف بحوالى 500 مليون دولار!
– ياه 500 مليون!
– لأ.. وأهرامات المكسيك تيجى إيه جنب أهرامات الجيزة، إنت عارف طبعا إنها الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة.
– أيوه عارف، تفتكر إتنين مليار كفاية.
– إتنين مليار إيه يامستر سميث، دى شركة جوجل عندكو إشترت موقع يوتيوب بمبلغ 1700 مليون دولار، يعنى إشتروا كلام وصور فى الهوا، فما باللك بهرم خوفو إللى بقاله 4500 سنة واقف مكانه ويمكن يقعد كمان 10000 سنة.
– يعنى إنت رأيك إيه؟
– أنا رائى إننا ممكن نخلص على خمسة مليار.
– ياه ده مبلغ كبير قوى
– ما يغلاش عليك يامستر سميث، أنا عارف إنك قدها وقدود، ده شركتك حتاخد دعاية بس بالمبلغ ده.
– وتفتكر حا أعمل إيه بالهرم ده؟
– والله زى ما إنت عاوز، تسكن فيه، تدفن فيه بعد عمر طويل، تأجره مفروش، تفكه حتت وتنقله أمريكا، زى ما إنت عاوز.
– أنا ناوى أعمل لتطوير كبير لمنطقة الأهرامات، وحأعمل دخول منطقة الهرم بالدولار.
– دى فكرة هايلة، وعلشان أديك فكرة عن أد إيه الصفقة دى مربحة، مصر بيزورها حوالى ستة مليون سائح، وكلهم بيروحوا يتفرجوا على الأهرامات يعنى ممكن نعمل التسعيرة الآتية:
دخول الهرم 50 دولار
تسلق الهرم 200 دولار
أخذ صورة بدون جمل بجوار الهرم 10 دولار
أخذ صورة بالجمل بجوار الهرم 20 ولار
وبحسبة بسيطة حتلاقى دخلك فى السنة ممكن يوصل إلى مليار دولار، يعنى حترجع رأسمالك فى خمس سنين.
– ده حيبقى أعظم مشروع عملته فى حياتى، وبعدين ممكن أغير أسم الهرم إلى هرم سميث بدل هرم خوفو.
– أنا بس خايف الفرعون خوفو يغضب عليك ويجى لك شلل لا قدر الله، وإنت طبعا سمعت عن لعنة الفراعنة، وبعدين كحل وسط ممكن نسميه الهرم الأكبر لصاحبه (جون سميث) الشهير بهرم خوفو.
– دى فكرة كويسة، يلا بينا نبدأ الإجراءات !!
samybehiri@aol.com
* كاتب مصري- الولايات المتحدة
المصدر ايلاف
أين قبعة زاهي حواس في مصر
أريد أن أعرف أين يتم بيع قبعة زاهي حواس في مصر , من فضلكم
تشتري هرم يا خواجة؟!الصديق سامي بالطبع انت تمزح في بيعه ولكن لو فكرنا في مشروع يعود بالفائدة على مصر يمكن تاجيره بعقد لشركة استثمارية سياحية عالمية بالتاكيد ستصنع منه افضل مكان للسياحة من ارجاء العالم وسيدر على مصر ارباح كبيرة ربما تضاهي عوائد لاس فيجاس مثلاً على أن ينص العقد على مدة الإيجار يعود بعدها للدولة أو لشركة مصرية سياحية بكافة منشئاته المقامة حديثاً. بالطبع لم نقل من البداية شركة مصرية لاستثماره لتوقعنا أنها ما تزال أعجز من ذلك. لكن للأسف هذا ما يزال حلماً فما زلنا نخاف من “الاجنبي الامبريالي!!” وعندنا عقدة من أنه يريد نهبنا وهذا بسبب ضعفنا… قراءة المزيد ..
صفقتك فاشلة يا استاذ سامي لن تتمكن من بيع الهرم.. ولا حتى الجمال التي حول الهرم ما دامت العقول الادارية بمصر واخواتها صناديق مرصوصة بين الاكتاف وعليها اقفال مصنوعة ايام السلطان الغوري … الكثير من القيادات الادارية العليا تعمل لمصلحتها الضيقة وللظهور امام الاعلام بشكل بطولي .. الكثير منهم مستعد لكسر جرة العسل حتى يلعق منها القليل… الكثير يحرص على ان يدوس فوق رؤس الاخرين حتى يطلع الى( فوق ) ويظهر امام الكاميرات بمظهر البطل والمنقذ … .. انسيت قبعة زاهي حواس الكاوبوي ..؟ وكيف يحرص عليها مع السيجار الكوبي امام الكاميرات .. وكانه خوفو وخفرع ومنقرع بان واحد ..؟؟..رايته… قراءة المزيد ..