فيديو “النصرة” عن هجومها على مشارف “بريتال” اللبنانية
https://www.youtube.com/watch?v=agUMGCSl37g#t=224
*
المركزية- فيما كانت العيون ترصد التطورات الميدانية في عرسال حيث توقع قائد الجيش العماد جان قهوجي منذ أيام، تجدد المعارك، وفي وقت ارتفع منسوب القلق على أمن منطقة العرقوب وسط معلومات عن امكانية تسلل مسلحي المعارضة السورية اليها، اندلعت معارك أمس في جرود بريتال بين قوات “حزب الله” ومسلحين حاولوا شن هجوم على مواقعه في المنطقة… فما أسباب وتفسيرات هذا التصعيد، عسكريا واستراتيجيا، وهل سينتقل التوتر الى كافة المناطق الواقعة على السلسلة الشرقية؟
الخبير العسكري العميد المتقاعد نزار عبد القادر شرح لـ”المركزية” ان “هناك أسبابا عديدة لامكانية تمدد القتال الى لبنان، أولها اشتراك “حزب الله” بكثافة، في الحرب السورية وهذا جعل لبنان كقطعة مغنطيس تجذب الفصائل المعارضة المسلّحة في سوريا، خاصة الاسلامية منها. فأماكن تواجد “حزب الله” تشكل نقطة جذب لهؤلاء، من القاع الى البقاع الاوسط خاصة بعد قتال حزب الله في جبال القلمون، وهي المقلب الاخر لسلسلة جبال لبنان الشرقية”. وأضاف “من الطبيعي ان نتوقع احتكاكات على طول الحدود خاصة في منطقة القلمون، وان تستهدف البيئة الحاضنة لحزب الله، وقواته المنتشرة في شكل دفاعي عن هذه القرى”.
ورأى عبدالقادر انه “مع تطور الحرب في سوريا، يبدو ان هناك 3 سيناريوهات، يمكن ان يشكل أحدها أو كلها، الخيارات التي يمكن ان تلجأ اليها الفصائل المسلحة خاصة “جبهة النصرة” و”داعش”.
السيناريو الاول: تجدد القتال في عرسال، واختراق الفصائل جبهة عرسال في اتجاه القرى الشيعية ومنها اللبوة والعين والنبي عثمان وغيرها، وبالتالي منع استخدامها كنقطة لقصف عرسال، خاصة ان هذه المناطق تصل اليها المساعدات الى حزب الله، من مناطق بعلبك او بيروت أو الجنوب.
السيناريو الثاني: استهداف البقاع الاوسط وبعض القرى الشيعية هناك من قبل المسلحين، وتوسيع رأس الجسر الذي يمكن ان تحاول “النصرة” و”داعش” اقامته في هذه المنطقة، الى مناطق بريتال، وأقصد المناطق في البقاع الاوسط الواقعة على علو زحلة.
السيناريو الثالث: تسلل مجموعات من “النصرة” عبر جبل الشيخ بعد احتلالها كامل منطقة الجولان السورية، الى سفوح جبل الشيخ أو من خلال فجوة حلوة – دير العشاير، لتلتف وتتخذ لها عمقا استراتيجيا في منطقة العرقوب أي في قضاءي حاصبيا ومرجعيون، وان تستعيد تجربة “فتح لاند” او أرض فتح هناك، وهذا ممكن لان الطرق وعرة في المنطقة ويمكن ان تؤسس لها ملاجئ فيها، اذ هناك بيئة حاضنة لها هناك، حيث تضم أكثر من منطقة سنية وينتشر فيها بعض الاسلاميين خاصة في شبعا والهبارية وكفرشبوبا وكفرحمام. كما يمكن ان يتوسع “داعش” و”النصرة” في المنطقة، لقطع طرق التواصل والتموين ما بين البقاع الحاضنة الأولى لحزب الله والجنوب الحاضنة الاساسية للحزب، عبر قطع طريق مرجعيون عبر سحمر ويحمر وقطع طريق ضهر الاحمر – مرجعيون، وهي طرق استراتيجية للتواصل بين الجنوب والبقاع.
وأكد عبد القادر ان “هذه الحوادث غير مفاجئة ، ويمكن ان تتطور الاشتباكات المحدودة الآن، الى احداث اختراق فعلي في العمق اللبناني لضرب حاضنة “حزب الله” او اقامة مناطق استراتيجية تسهّل احتماء المقاتلين واخلاء الجرحى والتموين من لبنان، على ابواب فصل الشتاء، اذ لا يمكن للمسلحين ان يستمروا في الشتاء مختبئين او في قواعد في أعالي جبال القلمون، بسبب تراكم الثلوج”.