ينفذ الجيش اللبناني منذ ليل امس عمليات دهم في بلدات جب جنين والصويري وبعلول ومجدل عنجر في البقاعين الغربي والاوسط بحثاً عن الاستونيين السبعة المخطوفين. كما تحصل عمليات دهم في محيط مجدل بلهيص في قضاء راشيا الوادي. وقد اتجهت قوة كبيرة من الفهود نحو راشيا الوادي.
وكان عنصر من فرع المعلومات اصيب خلال عدد كبير من المداهمات حصلت خلال الليلة الماضية في قرى القرعون وبعلول لمجموعة يشتبه بخطفها الاستونيين في البقاع الأوسط.
مصدر امني لبناني قال قبل قليل إن القوى الامنية اللبنانية تعرف من يقف وراء عملية خطف الاستونيين السبعة، وإنها أوقفت ثلاثة أشخاص قادوا القوى الامنية الى الخاطفين الذي هم لبنانيون ومن غير جنسيات مرجحا ان يكون المخطفوفون على قيد الحياة.
واضاف المصدر الامني أنهم إستطاعوا تحديد البقعة التي يتواجد فيها المخطوفين وإنهم يعملون على تضييق الخناق على خاطفيهم من أجل تأمين الإفراج عنهم.
*
الخبر السابق:
أثار إختطاف المواطنين الاستونيين السبعة في مدينة زحلة الصناعية إستغراب الاوساط السياسيية اللبنانية وحتى الامنية، لأنه لم يصدر عن الخاطفين، الى اليوم، أي مطلب او فدية مالية، او حتى بيان سياسي.
مصادر في البقاع اللبناني أشارت الى ان عملية الخطف حصلت في منطقة تُعرف كـ”مربّع أمني” للجيش اللبناني وقوى الأمن، ما يشير الى احد أمرين: إما تواطوء من قبل عناصر امنية لبنانية مع الجهة الخاطفة، وإما عجز عن مواجهة الخاطفين نظرا لهويتهم التي لا تغفل عنها الأجهزة الامنية اللبنانية.
المصادر رجحت فرضية العجز على فرضية التواطوء، مشيرة في الوقت نفسه الى ان الاستونيين السبعة قد يكونوا اصبحوا خارج الحدود اللبنانية. وربطت الخطف بسيناريوهات كانت تتكرر في لبنان ابان الحرب الأهلية وفي زمن الوصاية الامنية السورية، حينما درج خطف الاجانب في لبنان ومقايضة الإفراج عنهم بمواقف سياسية من دولهم او لقاء اموال طائلة كانت تُدفع لسلطات الوصاية والجهات الميليشيوية اللبنانية التي كانت ترعاها وتوكل اليها عمليات الخطف.
وتضيف المصادر ان خطف الاستونيين تزامن مع تفجير القدس، وإطلاق “حماس” لصواريخ “غراد” على غزّة، واعقبهما تفجير كنيسة في زحلة، في البقاع اللبناني ايضا. وهذا يشبه إستعادة لزمن التفجيرات المتنقلة التي يراد منها إيصال رسائل سياسية الى من يعنيهم امر إستقرار لبنان وإسرائيل بأن هذا الامن، وإن بدا شأنا لبنانيا بعد العام 2005، إلا أن تأثيرات عهد الوصاية ما زالت قائمة وقادرة على زعزعة الاستقرار، وإحداث التفجيرات في إسرائيل وخطف أجانب في لبنان وإثارة نعرات طائفية، من خلال تفجير الكنائس. علماً ان تفجيرات الكنائس سابقا وخطف الاجانب كانا يترافقان مع بيانات تشير الى مسؤولية جهات مغفلة او وهمية، عن القيام بهذه الاعمال، في حين انه في الحالتين الاخيرتين لم تتبنَّ أي جهة، حتى المغفلة او الوهمية منها، مسؤولية تفجير الكنيسة او خطف الاستونيين.
الى ذلك رجحت المصادر قرب الافراج عن المواطنين الاستونيين السبعة بالتزامن مع عودة الهدوء النسبي الى الشارع السوري، وخصوصا في العاصمة دمشق. وعززت هذه المصادر توقعاتها استنادا الى سيناريوهات كانت تعتمد سابقا، حيث يتم إبلاغ الاجهزة الامنية اللبنانية بمعلومات “من مصادر مجهولة” تشير الى احتمال وجود المخطوفين في أحد الاماكن او احد القرى، فتعمد القوى الامنية الى القيام بمداهمات في الامكنة التي يتم التبليغ عنها لتجد المخطوفين متروكين لحال سبيلهم.
وأضافت المصادر ان آخر المعلومات التي تم الإبلاغ عنها منذ يومين أشارت الى احتمال وجود الاستونيين السبعة في قرية “بعلول” في البقاع الغربي، حيث ينفذ الجيش اللبناني وقوى الامن مداهمات منذ يومين في القرية، علما ان هذه القرية تبعدعن مكان الخطف حوالي 40 كم
وتحيط بها جبال تتضمن كهوف ومغاور. وهي
معروفة بأنها مسالمة وأكثر من نصف سكانها من المغتربين ولا يتواجدون فيها بصورة دائمة، ما عزز إعتقاد القوى الامنية اللبنانية بقرب الافراج عن المخطوفين الاستونيين.