شكل فوز المرشح عماد مرتينوس بمنصب نقيب المحامين في بيروت، علامة فارقة في المشهد السياسي اللبناني، فلطالما كانت انتخابات هذه النقابة وسائر النقابات مؤشرا على المزاج السياسي في البلاد.
مرتينوس، قال في كلمته عقب فوزه،” انتخبتم نقيب الحياد، الحياد الحقيقي، الحياد الصافي، الحياد الخالص، حياد الفعل لا حياد القول“
بهذه العبارات اكد مرتينوس حياده، علما انه لم ينفِ انه قريب من حزب “القوات اللبنانية”، كما أشاعت وسائل الاعلام اللبنانية المختلفة إثر إعلان انتصاره.
علما ان مرتينوس يحظى بسمعة طيبة بين المحامين وهو كان يواظب على الترشح ويحل في صدارة المرشحين.
قراءة في ارقام الانتخابات تسمح بسوق الملاحظات التالية:
ولمعرفة طبيعة فائض التصويت للنقيب مرتينوس، لا بد من العودة اسبوعاً الى الوراء، حيث جرت انتخابات لنقيب محامي الشمال، التي فاز فيها للمرة الاولى، محامٍ ماروني محسوب على”تيار المستقبل”، هو النقيب مروان ضاهر، مقابل انسحاب مرشح “ألقوات اللبنانية” من المنافسة الانتخابية، المحامي ايلي ضاهر.

المعلومات تشير الى ان اتفاقا جرى بين تيار المستقبل وحزب “ألقوات اللبنانية” بحيث انسحب مرشح القوات شمالا، وصوتت كتلة المحامين “القواتيين” لصالح النقيب مروان ضاهر، في مقابل، تأييد تيار المستقبل للمرشح عماد مرتينوس في انتخابات نقابة المحامين في بيروت.
من هنا ارتفعت اسهم مرتينوس على حساب منافسه الرئيسي المحامي ايلي بازرلي، المدعوم من حزب الكتائب اللبنانية، حيث فاجأت أرقام مرتينوس حزب الكتائب الذي بدا اكثر تنظيما وله شعبيته المنفردة في صفوف المحامين.

التحالف الانتخابي غير المعلن بين المستقبل والقوات، قد يكون مقدمة لتحالفات انتخابية مضمرة وغير معلنة خشية استفزاز أطراف اقليميين او محليين لا مصلحة لهم في اي تحالف بين الحليفين اللدودين مؤخرا.
وتشكّل نتائج الانتخابات النقابية، منم جهة أخرى، خسارة مدوية لاربعة احزاب رئيسية لطالما كان لها حضورها التمثيلي في النقابة، وهي: حركة أمل، حزب الله، تيار المستقبل، والتيار العوني، حيث اخفق المرشحين المدعومين من هذه الاحزاب في الفوز بعضوية مجلس النقابة، مع تسجيل فوز المرشح المدعوم من الحزب التقدمي الاشتراكي، المحامي نديم حماده، بعد سنوات من غياب التمثيل الدرزي عن النقابة ومجالسها.

