فشلت مساعي رأب الصدع في العلاقة المتوترة بين رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط ورئيس الحكومة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري. وهذا، رغم تكرار محاولات “سُعاة الخير” بين الجانبين، وفي مقدمهم الوزير والنائب مروان حماده، حيث اصطدمت محاولات حماده برفض الرئيس الحريري الاستجابة لمساعيه بِجَمعِهِ مع جنبلاط لازالة الخلاف المستجد بين الطرفين.
معلومات أشارت الى ان الخلاف بدأ سياسيا وتحول لاحقا الى شخصي. وأشارت الى ان الرئيس الحريري، خلال مفاوضاته لانجاز قانون الانتخابات العتيد، كان يضع جنبلاط في خانته، ويلتزم بموافقة جنبلاط على القانون، خصوصا بعد إقصاء الحزب الاشتراكي، وغيره من الاحزاب عن اللجنة الرباعية التي تم تشكيلها لانجاز القانون وضمت القوات والمستقبل والتيار العوني وحزب الله.
وأضافت ان الحريري ُسمع يقول في أكثر من مناسبة وموقف أن “جنبلاط عليي” انا أقنعه!
وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، إبداء الرئيس الحريري موافقته على إسناد رئاسة مجلس الشيوخ لمسيحي، بناء على مطالبة الوزير جبران باسيل!
وهنا أيضا، أخذ الرئيس حريري على عاتقه موافقة النائب جنبلاط، الامر الذي أثار حفيظة الاخير، كونه كان مشاركا في الجلسات التي أخرجت إتفاق الطائف الى النور، حيث كان إسناد رئاسة مجلس الشيوخ الى الطائفة الدرزية بطلب وتمنٍّ من الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وهذا مدوّن في مداولات جلسات اتفاق الطائف، من دون ان يرد هذا البند صريحاً في بنود الاتفاق ليصبح بنداً دستوريا، أسوة بتوزيع الرئاسات الثلاث على الموارنة (رئاسة الجمهورية)، والشيعة (رئاسة مجلس النواب)، والسنة (رئاسة الحكومة).
جنبلاط عن الحريري: “المفلسون الجدد”!
جنبلاط، الذي رفض ان يكون على عاتق الحريري، ساءه ان يتخلى عنه صديقه وحليفه، وان يتنكر لالتزام والده. فغرّد على موقع “تويتر” معترضا على القانون الذي كان العمل جارياً على دراسته بغيابه. فوصف الرئيس الحريري بتعبير “المفلسون الجدد”، في إشارة الى الازمة المالية التي عصفت بالرئيس الحريري، الامر الذي اعتبره الحريري إهانة شخصية له، واستوجب منه الرد على إساءة جنبلاط، فتوجه له بالقول:”لم امد يدي الى خزينة الدولة، ويللي مش عاجبه يبلط البحر“!
جنبلاط، إعتذر لاحقا عن تسمية “المفلسون الجدد” إلا أن الحريري لم يلقِ آذانا صاغية للاعتذار الجنبلاطي. ولجأ الى التصعيد في وجه جنبلاط، ورشح شخصا من آل سعد من تيار المستقبل من مدينة “برجا” في إقليم الخروب، في قضاء الشوف في وجه المقعد الاشتراكي الذي يشغله حاليا النائب علاء ترو. وقالت أوساطه إنه يريد ترشيح درزي لمقعد بيروت في مواجهة مرشح جنبلاط!
الخلاف بين جنبلاط والحريري ليس مرشحا للحل أقله في القريب العاجل. خصوصا ان الحريري ما زال يستشعر الاهانة الجنبلاطية.
ولكن في السياسة اللبناينة كل شيء وارد، خصوصا ان جنبلاط، إعتبر في تغريدة له مؤخرا ان الخلاف مع الحريري مؤقت، مُبدياً أسفه للحال الذي وصلت اليه شركة “سعودي اوجيه”، التي اعلنت إقفال ابوابها إعتباراً من نهاية الشهر المقبل.