“واعلموا أن ما أُخِذَ بالسيف، بالسيف يُؤخَذ، وأن الإيمان أقوى من كل سلاح، وأن كأس الحنظل في العز أشهى من ماء الحياة مع الذل وأن الإيمان يُشحَن بالصبر ويُحفَظ بالعدل ويُعَزّز باليقين ويُقوّى بالجهاد. عودوا إلى تاريخكم الحافل بالبطولات، الزاخر بالأمجاد لأني لم أرَ أقوى تأثيراً في النفوس من قراءة التاريخ لتنبيه الشعور وإيقاظ الهمم لاستنهاض الشعوب فتظفر بحريتها وتحقق وحدتها وترفع أعلام النصر”.
بهذه الكلمات غاب سلطان باشا الأطرش، تاركاً لأحفاده إرثاً من الكرامة والحرية والعنفوان، وها نحن اليوم في الجبل الأشم، حيث وقف سلطان العرب معلناً الثورة على الانتداب، نقول للجميع أننا لن نكون شهود زور في معركة استعادة وطننا من براثن الحكام الخالدين، فلا خلود إلى لله ولا حاكم يعلو فوق حكم الشعب، ولا حزب يستطيع احتكار الوطن، فالوطن للجميع وفوق الجميع.
أيها السوريون، يا أحفاد سلطان باشا وابراهيم هنانو والشيخ صالح العلي،
دقت ساعة الحقيقة، ساعة ننهض يداً بيد، لنسترد كراماتنا المسلوبة على أبواب قصور طغاة الزمان، المشادة فوق دماء الشعب السوري من كل طيف ومن كل منطقة.
10 أشهر مرّت على صحوة البلاد، وفي كل يوم، يتوسع البيكار، فيخرج أبناء سوريا واحداً تلو الآخر إلى الوعي، إلى الحرية، إلى العزة والكرامة، وفي كل يوم، تخرج بلدة أو قرية لتنضم إلى مناطقنا الثائرة، وترسم معهم خريطة سوريا الجديدة، سوريا الحرية والكرامة، سوريا العروبة الحقة، سوريا المقاومة والتحرير، سوريا البعيدة كل البعد عن بدعة الممانعة التي لم تكن سوى وسيلة لقتل الشعب، فيما لم يتجرأ نظامها المتواطئ حتى على المطالبة باستعادة جولاننا المحتل.
أيها السوريون،
من هنا من قلب جبل العرب، من سويداء السلطان، السويداء التي ثارت على الظلم ونهضت من أجل وحدة الشعب وحريته، نعلنها ثورة من دون هوادة، ثورة نقدم من خلالها الغالي والنفيس من أجل الوصول إلى المرتجى، من أجل التخلّص من ديكتاتوريات آن لها أن تذهب إلى غير رجعة.
جبل العرب صبر على جراحه، ولكن، لقد طفح الكيل. دماؤنا ليست أغلى من دماء أهلنا في درعا وفي حمص وحماه وحلب وإدلب ودمشق ودير الزور والقامشلي، وكل فرد فوق تراب سوريا الثائرة على الظلم والطغيان.
أيها السوريون،
في سوريا الحبيبة ليس هناك حرب طائفية، في سوريا هناك نظام قرّر التخلّص من شعبه، وشعب لن يموت، فمن علّم الشعوب الحريّة، لن يتراجع اليوم، حين تُزهر هذه الحرية في هذا الشرق المظلم، لتخرج الشمس من خلف غياهب الحقد ومتاريس الكراهية.
وجبل العرب، خرج لحريّته، فها هي أصنام القاتل الأب والقاتل الإبن، تُدمّر في شوارع وساحات السويداء وكل الجبل، وها هو البطل الملازم الأول في الجيش السوري الحر خلدون زين الدين، يُسطر ملاحم البطولة باسم أحفاد سلطان، ويدافع عن كل الشعب السوري بمسلميه ومسيحييه وأقليّاته، عرباً وكرداً، فهذا ما تربينا عليه، وهذا ما لن ينجح بشار الأسد وأتباعه من انتزاعه منّا أو تغييره في نفوسنا.
موعدنا معكم أيها الأحرار، يوم الجمعة.. لنوصل الصوت من قلب جبل العرب إلى قلب قصر المهاجرين، بأن أحفاد سلطان باشا الأطرش هم في صلب هذه الثورة المجيدة، التي ستنهي قريباً عهداً من حكم الدم، وتفتح عهوداً من الحرية والديموقراطية.
“يا أحفاد العرب الأمجاد! هذا يوم ينفع المجاهدون جهادهم، والعاملين في سبيل الحرية والاستقلال عملهم، هذا يوم انتباه الأمم والشعوب فلننهض من رقادنا، ولنبدد ظلام التحكم عن سماء بلادنا”.
عاشت سوريا، ويسقط بشار الأسد.
“دروز الجبل الأحرار”
الخميس 29-12-2011
بيان من دروز الجبل الأحرار: لقد طفح الكيل!
صبروا … وصبروا !! فلما رأوا أن النظام إلى مزبلة التاريخ، أعلنوا وقوفهم ضده وأنهم بعد 10 أشهر وقفوا مع الشعب