في عهد بومدين، مباشرةً بعد الإستقلال، كان الجزائريون الذين تصادفهم في أوروبا يأبون أن ينتقدوا نظام بلادهم إنطلاقاً من تعصّبهم الوطني. هذا الموقف انهار بعد الحرب الدامية مع الأصوليين. قبل عامين، وقف ألوف الشبّان الذين كانوا يشاهدون مباراة كرة قدم في ملعب كبير بالعاصمة وأخذوا ينشدون “رحّلونا من.. إفريقيا”! بعد 40 عاماً من الإستقلال، من نظام “الإشتراكي” بومدين إلى حكم الرئيس “المؤمن” (صديق الشيخ القرضاوي) بوتفليقة، كم شاب جزائري سيختار البقاء في بلاده إذا انفتح باب الهجرة؟ ما قيمة الإستقلال إذا كانت حصيلته أن يحلم المواطن بالفرار من بلده؟
“الشفّاف”
*
نادراً ما لاقت إتنخابات رئاسة الجمهورية مثل هذه اللامبالاة في الجزائر. هل تمثّل حالة اللامبالاة السائدة في العاصمة مشاعر الجزائريين في أنحاء البلاد البعيدة؟ في أي حال، فإنها تمثّل مؤشراً لقلة الإهتمام الذي تحظى به إنتخابات 9 أبريل.
في العاصمة، تنتشر في جميع الأحياء ملصقات “الرئيس المرشّح” عبد العزيز بوتفليقة الذي يسعى لولاية ثالثة. ومع أن تمجيد بوتفليقة لا يصل، بعد، إلى مستوى “عبادة الشخصية” المعمول به في تونس المجاورة، فالمسافة لم تعد بعيدة. أمامنا مثلاً ملصق هائل الحجم لبوتفليقة وبجانبه حمامة، وعبارة “الجزائر تقترع لبوتفليقة”. وملصق آخر للرئيس وهو يضع يده على قلبه ويدعو إلى “جزائر قوية تعيش في سلام”.
إن عبد العزيز بوتفليقة سيخرج منتصراً، بدون شك. فمنافسوه الخمسة لا يملكون أدنى فرصة لإسماع أصواتهم. وتصرف الإدارة الحكومية، التي تم وضعها في خدمة الرئيس، كمحدلة. وفي شارع بن مهيدي، وهو واحد من أكبر شارعين في العاصمة، يمكن سماع موسيقى صاخبة تخرج من مركز إنتخابي كبير تابع لبوتفليقة. وهذا واحد من 900 مركز تابع للرئيس المرشح في منطقة العاصمة. وتعرض شاشتان عملاقتان أعمال رئيس الدولة منذ وصوله إلى السلطة في العام 1999. وألصقت على الجدران صور الرئيس في كل الأعمار: كطفل، ومراهق، ومجاهد شاب، ثم كوزير للخارجية في عهد بومدين. وفي ساحة البريد المركزي، ترتفع في سوق الزهور يافطات تعلن أن “أصدقاء الزهور يقترعون لبوتفليقة”.
ويقول أحد الصحفيين ملتاعاً: “في العام 2004، كان هنالك قدر من التساؤل والتكهّنات. لم نكن نعرف إذا كان “النظام” قد اختار بين “بوتفليقة” و”بن فليس”. ويقول مواطن يدعى “رشيد”: “ما الذي يبرّر إنفاق كل هذا المال من أجل إنتخابات محسومة نتائجها مسبقاً؟” ويقول أنه سيضع ورقة بيضاء في صندوقة الإقتراع في 9 أبريل. وتقوية “حورية”، التي تدرس البيولوجيا في الجامعة: “لن أقترع، لا أنا ولا أصدقائي”.
(منذ مرضه العضال بدأ الرئيس بوتفليقة ببناء المساجد الكبرى وبات “لا يرد طلباً” للشيخ القرضاوي)
في “كلوب 54″، وهو واحد من المقاهي القليلة في الجزائر حيث تستطيع الفتاة أن تدخّن وأن تتحادث مع صديقاتها بكل حرية، وجدنا 3 فتيات بالجينز والحجاب. قالت إحداهن: “والدين تعبد بوتفليقة. تدمع عيناها حينما تشاهده على التلفزيون! أنا أيضاً أشعر بالإمتنان له لأنه أعاد الأمن إلى البلاد. قبل 10 سنوات، لم يكن بوسعي أن أتجوّل في الجزائر ولا أن أعود إلى بيتي في الساعة 2 صباحاً”. وهنا يصل نادل المقهى وعمره حوالي 30 سنة فيقول وهو بمرّ بقربنا: “أنا لن أقترع! أنا أشعر انني جزائري فرنسي!”
إن اعداد الجزائريين الذين يطرحون التساؤل التالي علناً أخذ بالإزدياد: هل كان أباؤهم على حق حينما قاتلوا من أجل إستقلال الجزائر؟ تقول سامية: “يؤسفني أن أقول ذلك، فأنا أحب بلدي، ولكن هل كانت الأمور ستصل إلى هذا الحد اليوم لو كانت فرنسا ظلت هنا؟” وتظل صديقتها مليكة صامتة، ولكنها فجأة تفقد أعصابها وتروي ما حدث معها. وهي تقول أنها وعائلتها يعيشون في وضع عصبي لا يُطاق منذ أن قام شقيقها الشاب، وعمره 18 سنة، من مقعده في المدرسة وتوجّه إلى اللوح الأسود حيث محا العلم الجزائري ورسم علماً فرنسياً مكانه ووضع عبارة “عاشت فرنسا إذا قَبِلَت أن تعود”! وتم طرد الشاب من المدرسة، ومُنِعَ من تقديم البكالوريا، وهو بانتظار محاكمته. وتقول شقيقته: “أنه يبكي ويعتذر. وأمي وأبي منهاران”.
“سعيد”، وعمره 33 سنة، لا يعرف إذا كان سيصوّت في 9 أبريل. وإذا ما استقرّ رأيه على التصويت فسيقترع لبوتفليقة لأنه “الأقل سوءاً”! ويقول أنه قبل 10 سنوات كان يناقش الأمور السياسية مع أصدقائه. ولكنه توقّف الآن: “أخيراً فهمت أنه لكي تعيش بصورة معقولة في الجزائر، عليك ألا تهتمّ بشيء، وبصورة خاصة عليك ألا تفكّر…”
مراسلة “لوموند” Florence Beagé
بوتفليقة سيكتسح إنتخابات 9 أبريل.. و”عاشت فرنسا إذا قبلت أن تعود”!
زرو انا اول من ينتفظ
بوتفليقة سيكتسح إنتخابات 9 أبريل.. و”عاشت فرنسا إذا قبلت أن تعود”!
أرجو أن تبلغ نسبة المشاركة البوم أعلي نسبة لبغلق الأبواق الخارجية ومن يساندها أفواههم جميعا .لي ما يصبر على خوه يصلط عليه ربي كلب اعدوه،
بوتفليقة سيكتسح إنتخابات 9 أبريل.. و”عاشت فرنسا إذا قبلت أن تعود”! أمنياتنا أصبحت كالتالي: فرنسي من أصل جزائري ! بريطاني من أصل يمني ! اسباني من أصل مغربي !. كلا منا يبحث لنفسه عن بلد- , مفر, ملاذ -آخر, خارج الوطن العربي الكبير التعيس . هنا في- موسكو- أيام الاتحاد العظيم كانوا الطلاب الجزائريين يتمتعوا بإمكانيات مادية ممتازة جدا مقارنة مع الطلاب العرب الآخرين,من هنا كانوا يحبوا وطنهم الأم. ولدى اغلبهم طموحات في العودة إلى الجزائر, وليس إلى فرنسا الاستعمارية , وكانت تربطنا علاقات ودية و طيبة مع الكثيرين منهم , الطيب , كمال , ناصر….,…. وتبادلنا العناوين في الأيام… قراءة المزيد ..