إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
هل سيتوقف بهاء الحريري عن محاولاته الدخول الى السياسة اللبنانية، بصفته وريثا طبيعيا لوالده، وعن الزعم بأن شقيقَهُ الرئيس سعد الحريري انتزع منه هذه الوراثة دون وجه حق؟
يبدو أن آخر محاولات بهاء باءت بالفشل. فقد أعلن أنه سيغادر لبنان قريبا، ليستمتع بالعطلة الصيفية مع زوجته الرابعة، وهي سعودية الجنسية، حسب ما ابلغ سائليه من المواطنين الذين التقوه في مجمع ِABC فردان، والذي يملك الحريري حصة فيه.
وتوجه الحريري الى الذين سألوه عن مدة بقائه في لبنان، فسألهم :”الا تذهبون لتمضية العطلة الصيفية مع عائلاتكم ونسائكم؟، وانا حقي ان استمتع بالعطلة الصيفية“!.
وكان بهاء الحريري قد جال على عدد من المناطق اللبنانية ذات الغالبية السنية، محاولا تقديم نفسه كبديل عن شقيقه الرئيس سعد الحريري الذي اعلن تعليق العمل السياسي. وقال في أحد اللقاءات في البقاع :” إن الساحة السنية لا تحتمل وجوده مع شقيقه، فحيث يكون هو لن يكون سواه“.
إلا أن زيارة إقليم الخروب، والقرى السنية فيه، كانت مخيبة لأمال الطامح الطارئء، بحيث تضمن برنامج الجولة زيارة اكثر من قرية، وفوجيء بهاء بأن عدد مستقبليه في اول قريتين زارهما لم يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة، فقفل عائدا مختتما الجولة بحجة ألم أصاب ظهره!.
بهاء أغدق الكثير من الوعود على من التقاهم على قلتهم، ولكنه ابلغهم بصراحته الفجّة، انه لن يدفع قرشا واحدا من جيبه، بل هو سيسعى الى تأمين مساعدات من دول ومنظمات، لاقامة مشاريع تشغيلية ومنتجة، الامر اصاب مستقبليه بالاحباط، فانفضوا عنه.
ولعل ابلغ ما اسفرت عنه زيارة بهاء الى لبنان، هو عدم استقباله من قبل اي من السياسيين، علما ان شيئا لم يرشح عن محاولته لقاء اي مسؤول سياسي لبناني. بل سرت شائعات ان الرئيس بري قال لمن جاء يطلب موعدا لبهاء “عندما يتأبط ذراع شقيقه الرئيس سعد الحريري ويدخلان معا تكون الابواب مفتوحة“.
زيارة بهاء الاخيرة، اثمرت المزيد من التعاطف مع شقيقه الرئيس سعد الحريري من اوساط السنة عموما وتيار المستقبل خصوصا، حيث لم يستطع استمالة سوى عدد محدود جدا من من قياديي المستقبل، ممن ابعدهم الرئيس سعد الحريري، ولا يتجاوز عددهم الثلاثة. في حين ان الاوساط الشعبية لم ترحب بقدومه، بل عبرت عن سخطها لمحاولاته المتكررة والتي تظهر بين الفينة والاخرى، من دون مراعاة لوضع العائلة وضرورة وقوفه الى جانب شقيقه الذي عانى من ازمات متعددة، فكان “بهاء” في موفع الشامت المترقب سقوط شقيقه ليحل مكانه.
مقربون من بهاء الحريري، قالوا إن المحاولة الاخيرة، جاءت بنصيحة من اهل زوجته سعودية الجنسية، الذين ابلغوه انهم على علاقة طيبة بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وانه إذا استطاع بهاء الحريري اثبات حضوره السياسي في لبنان، فإن اهل زوجته سيعملون على تقريبه من ولي العهد للحصول على مباركته للاستمرار في نشاطه السياسي.
هل سيعيد بهاء الكرة بعد ان فشل اكثر من مرة؟