منذ إقرار قانون الانتخابات الاخير والبدء بالكشف عن أسماء مرشحين للانتخابات النيابية تسود صفوف الاحزاب اللبنانية عموماً، والمسيحية منها خصوصاً، حالة بلبلة مردها الى اختيار قيادات هذه الاحزاب مرشحين للانتخابات، معظمهم من المُصنَّفين في خانة “المقرّبين من الحزب او من رئيسه” وليس من صفوف “الحزبيين” الذين ناضلوا وسجنوا واعتقلوا وتعرضوا للتعذيب والملاحقة، “وما بدلوا تبديلا”!
هذا الواقع يسري على صفوف مناصري التيار العوني حيث تتبدل الترشيحات وفق حسابات لا تمت الى نضال العونيين بصلة. ويستشهد انصار التيار البرتقالي بتوزيع مناصب ومغانم التيار على “اقرباء الجنرال” اولاً، و”المقربين من رئيسه” ثانيا وفق اعتبارات مالية وسياسية، وليس وفق اختبار مسيرة مرشح لتولي منصب وزاري او نيابي ونضالاته في صفوف التيار.
عونيون يقولون إن شربل نحاس تولى وزارة باسم “التيار” وهو شيوعي، وفادي عبود والياس ابو صعب توزّرا باسم التيار وكلاهما من انصار الحزب السوري القومي. ويعقوب الصراف تولى وزارة الدفاع في الحكومة الحالية من حصة الرئيس عون وهو اقرب لحزب الله منه الى التيار العوني. وسيزار ابي خليل ورائد خوري (وسواهما) توزرا باسم التيار العوني لقربهما من عائلة الرئيس! واعتمد الوزير باسيل شريكا له في انتخابات 2005 و2009 رجل الاعمال نزار يونس ومن بعده شقيقه الدكتور فائق يونس، في حين ان جرد البترون كان يغص بانصار التيار العوني! والى عشرات الشواهد الاخرى من تبني ترشيح السيدة جيلبيبرت زوين ونعمة الله ابي نصر وامل ابو زيد والقواتي الجذور جان عزيز مرشحا للمقعد النيابي في جزين بديلا من زياد اسود و …… وحميعهم ليسوا من مناضلي التيار او ناشطيه.
والحال نفسه في.. “القوات”!
على المقلب القواتي الوضع ليس بافضل حالاً. فما يرشح عن اسماء مرشحي حزب القوات في دائرة كسروان وجبيل، على سبيل المثال، لا يشير الى ارتياح القواتيين للترشيحات. حيث أشيع عن تبني ترشيح رئيس بلدية جبيل زياد الحواط ورجل الاعمال نعمة افرام والنائب السابق منصور غانم البون، والقواتي شوقي الدكاش. أي أنه، في دائرة مارونية من ثمانية نواب احدهما شيعي، يرشح حزب القوات” حزبياً واحداً، علما ان انصار “القوات” في هذا الدائرة بامكانهم الفوز بمقعدين على الاقل!
ويقول قواتيون إنهم يستدعون للنضال الحزبي، وعند إقتسام الارباح يتم إقصاؤهم! مثل توزير الأستاذ ملحم الرياشي، ذي الجذور القومية، وهو التحق مؤخرا بحزب القوات! أو توزير غسان حاصباني القريب من القوات وهو خبير دولي كفوء ولكنه ليس قواتيا. ويتم تحشيد القواتيين لايصال “زياد الحواط” الكتلوي الجذور والانتماء، ورجل الاعمال نعمة افرام والنائب السابق منصور البون وكل هؤلاء يقتربون ويبتعدون عن القوات تبعا لمصالحهم وليس لنضالاتهم الحزبية. وهذا ما حصل ايضا مع توزير ابراهيم نجار، وهو من اصول كتائبية، وترشيح فادي كرم لملء المقعد الذي شغر بوفاة النائب فريد حبيب وهو لم يكون يوما قواتيا!
مصادر رجحت ان تتصاعد هذه البلبلة تباعا مع إقتراب موعد الانتخابات النيابية ورسو بورصة الترشيحات الحزبية على من هم من غير الحزبيين.
فهل يعاقب الحزبيون قياداتهم؟