يواصل البطريرك الراعي مساره التصاعدي في التصدي للحلول المقترحة للازمة الرئاسية! فقد استكمل أمس الأحد ما كان بدأه قبل أسبوع من انتقاد مباشر لرئيس مجلس النواب نبيه بري وما يُسمّى “سلة الحل”، للخروج من الازمة الرئاسية والتي تتضمن الاتفاق على إسم رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، والوزراء، وحاكم المصرف المركزي، وقائد الجيش و…. “ناطور الحقلة”!
الراعي كان وصف رئيس الجمهورية الذي يقبل بسلّة الرئيس بري بأنه “بلا كرامة”، وبأن “السلة” عار! ثم استكمل المطارنة الموارنة في اجتماعهم الدوري الاربعاء الماضي، موقف البطريرك الراعي، الذي عاد وأكد في عظته اليوم “ان المواضيع التي طرحت على طاولة الحوار لا يمكن أن تكون ممرا الزاميا لانتخاب الرئيس”، ما يطرح أكثر من علامة استفهام بشأن ما الذي تريده بكركي!
مصادر قريبة من الصرح البطريركي قالت إن الراعي لا يوافق على إنتخاب الجنرال عون رئيسا للجمهورية، وأن بكركي تعتبر “إن انتخاب عون يعني عمليا تسليم البلد لحزب الله، فالجنرال تجاوز الـ83 عاما، وهو غير قادر على ممارسة مهامه الرئاسية، ومحاط بجماعة من النفعيين، الذي لا يتورعون عن القيام بأي شيء لتأمين مصالحهم”.
وتضيف ان عون أصبح بالنسبة لسيّد بكركي “كابوسا ينبغي الخلاص منه”! وان بكركي تسعى لدى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع وغيره من القيادات المسيحية واللبنانية الى إيجاد مخرج لازمة انتخاب رئيس وفق الشروط الدستورية، والتمسك باتفاق الطائف، اولا واخيرا، من دون المرور باتفاقات وسلل.
الراعي لجعجع: “لوين بعدك رايح..” ورا عون؟
وتضيف ان بكركي تريد من الرئيس الحريري ان لا يسرف في إغداق الوعود على الجنرال وتطمينه الى ان كتلة المستقبل سوف تقترع لصالحه، وان يتمسك الحريري بالدستور وتطبيق اتفاق الطائف، وان ما تريده بكركي من الحريري هو نفسه ما تريده من حزب القوات اللبنانية، وان البطريرك الراعي ابلغ رئيس القوات حين زاره مؤخرا بموقفه هذا، وقال له حرفياً “لوين بعدك رايح؟”!
وفي سياق متصل رجحت مصادر سياسية ان يكون موقف بكركي تصاعديا في سياق وضع سكة حل الازمة الرئاسية على سكة الحل الدستوري من خلال التشديد على تطبيق اتفاق الطائف، ما يقطع الطريق على اي بحث في مشاريع تصفها بكركي بـ”الكارثية” كالمؤتمر التأسيسي او المثالثة او سواها من المشاريع التي يسيل لها لعاب بعض القيادات المسيحية.