غريان (ليبيا) (رويترز) – رغم مظهر يوحي بأن الحياة تسير مسارها الطبيعي ثمة توتر تحت السطح في هذه البلدة الواقعة على الطريق الى طرابلس من الجبل الغربي في ليبيا حيث تتقدم قوات المعارضة المسلحة نحو العاصمة الموجود فيها الزعيم الليبي معمر القذافي.
وعلي العديد من الجدران في أنحاء البلدة شوهدت يوم الاربعاء كتابات طمست بالطلاء في الاونة الاخيرة. وكانت نوافذ أحد المباني الحكومية مهشمة بينما امتلأت لافتة مبنى اخر بالثقوب.
وتقع غريان على بعد نحو 20 ميلا الى الشرق من ككلة التي سيطرت عليها المعارضة التي تقاتل القوات الموالية للقذافي يوم الثلاثاء. وربما تكون البلدة هي الهدف التالي اذا تمكنت قوات المعارضة من مواصلة تقدمها نحو الشرق.
ورغم عزوف كثير من التجار والمارة في شوارع غريان عن الحديث الى الصحفيين ذكر مالك أحد المتاجر أن الهدوء في المنطقة خلال النهار يحل محله قتال أثناء الليل.
وقال لرويترز مكتفيا بذكر أن اسمه محمد “ثلثا الناس هنا مع الثوار.”
واصطحب مرافقون من الحكومة مجموعة من الصحفيين الى هنا يوم الاربعاء ليثبتوا أن غريان لم تتأثر رغم القتال في الغرب وأن الناس يمارسون شؤون حياتهم الطبيعية.
وكان القليلون الذين أبدوا استعدادا للحديث الى الصحفيين أمام مرافقين مؤيدين بقوة للقذافي.
وقال مصطفى الذي ذكر أنه محاضر في الجامعة “نحن وراء زعيمنا وسنقاتل حتى الموت من أجل هذا البلد. لماذا جاء حلف الاطلسي الى هنا ليقصفنا رعم أننا لم نرتكب أي خطأ.”
وتبعد غريان نحو 80 كيلومترا الى الجنوب من طرابلس وهي أكبر بلدة في منطقة الجبل الغربي وتقع على جانبي الطريق السريع المؤدي الى طرابلس.
ويمر الطريق نحو الشمال الى هنا من الجبال عبر منحدرات جبلية تغطيها بضعة نباتات في اتجاه الوادي المنبسط بالاسفل نحو الطريق السريع المؤدي الى طرابلس.
وكانت المتاجر مفتوحة هنا يوم الاربعاء لكن كان هناك أيضا عدد ملحوظ من أفراد الشرطة بالزي الرسمي وفي ملابس مدنية في الشوارع. وعندما كان الصحفيون يقتربون من السكان لم يقل العديد منهم شيئا.
وقال مالك أحد المتاجر “لا حديث.. لا حديث” قبل أن يختفي عن الانظار في الجزء الخلفي من متجره بدون كلمة أخرى.
وتحدث رجل اخر ذكر أن اسمه يونس بالفرنسية مهاجما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بصفة خاصة.
وقال “ساركوزي أبله يخوض هذه الحرب من أجل النفط. هذا استعمار مرة أخرى.”
وبعيدا عن المرافقين من الحكومة ذكر التاجر محمد أن معظم سكان غريان يتطلعون الى وصول قوات المعارضة.
وقال “لا نطيق صبرا على وصول الثوار الى هنا.”
قاعدة صواريخ “غريان” تهدّد طرابلس: لا مخرج إلا بحظر جوي وضرب الكتائب الأمنية