المعلومات التي نقلتها صحيفة “الراي” الكويتية عن مصادر اميركية متابعة للشأن اللبناني خشيتها من استهداف رئيس حكومة لبنان سعد الحريري في وقت يتم رصد تحركاته في العاصمة اللبنانية بشكل اكبر تتقاطع مع معلومات نشرها “الشفاف” في نهاية الأسبوع الماضي حول أسباب إنتقال سعد الحريري فجأة وعلى عجل إلى جدة للإجتماع بالملك عبدالله.
وحسب “الرأي”، وصفت المصادر الأميركية الوضع السياسي في لبنان بالمتأزم، وقالت لمراسل “الراي” في واشنطن، ان “المؤشرات تدل على ان الضغوط التي تمارس على السيد الحريري لادانة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ممكن ان تترجم في وقت لاحق الى استهدافه او تصفيته جسديا، بعدما ثبت ان تليينه او ممارسة ضغوط داخلية واقليمية عليه لم تأت بنتائجها المطلوبة حتى الآن”.
واعتبرت المصادر ان تقارير استخباراتية تداولتها جهات عربية، وتطابقت مع معلومات متوافرة لدى الدوائر الاوروبية والاميركية، تشير الى ان الحريري في دائرة الاستهداف، وانه يتم مؤخرا رصد تحركاته بشكل اكبر من السابق.
وتتقاطع هذه المعلومات، بحسب المصادر نفسها، مع معلومات سابقة وردت الى العاصمة الاميركية “عن استنفار في صفوف ميليشيات لبنانية”. ولكن من غير المعلوم اذا “كان قرار الاستهداف قد تم ابرامه بين الشركاء المعنيين”.
واشارت الى ان “فكرة التخلص من الحريري بدأت تتبلور بعد الادراك ان تكرار احداث ايار 2008 قد تؤدي الى اشعال حرب من دون التوصل الى الهدف الرئيسي، اي الفرض على الحريري ادانة المحكمة الدولية لتكوين اجماع سياسي لبناني حول معارضتها، وهو اكثر ما يمكن لهذه الاطراف عمله لمحاولة التخلص من المحكمة في الوقت الحالي”.
وتابعت المصادر بحسب “الراي”: “لا تنفع الترتيبات الاقليمية القائمة في توفير الحماية للحريري الذي اغتيل والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في ظروف اقل تأزيما، وفي الوقت الذي لم يعتقد احد ان الجهات التي توجِّه اليه التهديدات قد تلجأ الى تصفيته فعليا ونسف علاقاتها مع دول العالم واطراف داخلية في لبنان”.
المصادر علقت على الترتيبات الدولية والاقليمية الراهنة، التي يعتبر البعض “انها ضامنة لامن لبنان والسياسيين اللبنانيين من غير الموالين لسورية او لايران”، بالقول: “يبدو ان في لبنان العديد من الاتفاقات الضمنية والعلنية، والمشكلة ان كل طرف من الاطراف يعمد الى تفسير الاتفاقات على هواه”.
واضافت: “يبدو ان هناك خيبة امل لدى جهات اقليمية ولبنانية من ان تحسن العلاقات بينها وبين اطراف اوروبية واقليمية اخرى لم يصل الى نتيجة ما في خصوص المحكمة، وعندما يعتبر طرف ان الطرف الآخر لم يف بالتزاماته، وقتذاك يعتبر نفسه في حل من الاتفاق، ويختلق لنفسه الاعذار لاستخدام اساليب مختلفة للتوصل الى الاهداف التي دفعته الى الدخول في اتفاقات اصلا”.
بكلام آخر، تقول المصادر، من المحتمل ان لا يصمد “اتفاق امن لبنان وبعض اللبنانيين في مقابل تمييع بعض قرارات مجلس الامن اذا رأت اطراف معينة ان القرارات الدولية والمحكمة ما زالت قائمة”.
ورفضت المصادر التعليق لـ “الراي” على ما اذا كانت الجهات الاميركية او الاوروبية او العربية قد “نصحت الحريري بتوخي الحذر من اجل سلامته الشخصية”. وختمت بالقول انه سبق ان تم تحذير الحريري في الماضي من استهدافه، وانه “منذ اغتيال والده وامنه الشخصي ما زال في خطر.
بعد لقاء الملك مع مدير مخابرات كندا: سعد الحريري على عجل إلى جدة!