أشارت معلومات خاصة بـ”الشفاف” الى ان لقاءً عقد، بعيدا عن الاضواء، في حاضرة الفاتيكان قبل اسبوعين، ضم وفدا روسيا رفيع المستوى مع مسؤولين فاتيكانيين تناول البحث خلاله مسألة المسيحيين في الشرق الاوسط وفي الدول التي تشهد نزاعات مسلحة تهدد الوجود المسيحي في هذه البقعة من العالم.
وأضافت ان الوفد الروسي طرح على الفاتيكان المساعدة في إبقاء المسيحيين في الشرق من خلال العلاقات التي تربط روسيا بالمنطقة عموما، وبالارثوذكس خصوصا، على انهم الكتلة المسيحية الاكبر في المنطقة.
وطلب الوفد الروسي من المسؤولين الفاتيكانيين المساعدة في وقف النزف المسيحي ووقف التسهيلات التي تمنحها الدول الغربية للمسيحيين الشرقيين الراغبين بمغادرة بلدانهم، في مقابل تعهد روسي بتقديم ضمانات لهم باعادتهم الى بيوتهم، وممتلكاتهم.
وتشير المعلومات الى ان الفاتيكان رحب بالمبادرة الروسية مبديا تجاوبه معها. وطلب من الوفد الروسي العمل على بناء عوامل الثقة بين الجانبين من خلال تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، نظرا لما لروسيا من تأثير على النظامين السوري والايراني ومن خلفهما حزب الله اللبناني.
وقال المسؤولون الفاتيكانيون للوفد الروسي: “لنبدأ معا إجراءات بناء الثقة من لبنان، حيث الجماعة المسيحية تتمتع ببعض امتيازات المواطنة، كما ان لبنان يشهد استقرارا امنيا لا تعيشه سائر دول المنطقة. ولا شيء يحول دون إجراء إنتخابات رئاسية فيه سوى موقف حلفاء روسيا في المنطقة، لذلك استخدموا علاقاتكم الطيبة مع سوريا وإيران وسهـّلوا انتخاب ئيس لبناني لننطلق معا نحو تجذير المسيحيين في الشرق”.
الجواب الروسي جاء إيجابيا حسب ما أشارت المعلومات حيث بادر وزير الخارجية سيرغي لافروف الى القيام بجولة شملت المملكة العربية السعودية وبعض الدول ذات الصلة بالشأن اللبناني، لبحث امكان إنتخاب رئيس في اقرب فرصة ممكنة.
وتشير المعلومات الى ان من نتائج الحركة الديبلوماسية الروسية المواقف المرنة التي بدأ بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إضافة الى المبادرة التي اطلقها النائب وليد جنبلاط من خلال اللقاء الذي عقده مع الرئيس سعد الحريري لجهة ملاقاة رئيس حزب القوات اللبنانية في منتصف الطريق من خلال المبادرة التي أطلقها الدكتور جعجع وتاليا الذهاب الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية، على ان يتعهد جنبلاط بمسعى لدى حزب الله من أجل تأمين النصاب القانوني لانتخاب الرئيس.
وتشير المعلومات الى ان الطرح الروسي يحظى بفرصة جدية ليبلغ منتهاه، خصوصا ان اتفاقا روسيا أميركيا قضى بالحفاظ على الاستقرار في لبنان، وان هذا الاتفاق ساهم في إخراج التشكيلة الحكومية، وان روسيا تمارس ضغوطا أيضا من اجل عدم انزلاق لبنان نحو مهالك الفتنة المذهبية التي بدأت تضرب دول المنطقة.