بدأت صورة الحكومة اللبنانية الجديدة تتظهر، ومن المرتقب ان يشهد اللبنانيون تأليفها يوم الخميس المقبل بعد ان ازيلت المعوقات، وبقيت عقدة واحدة تتمثل بتمسك العماد عون بتولي صهره الوزير جبران باسيل “وزارة الطاقة وكل الطاقات” كما يحلو لباسيل تسميتها.
المعلومات من بيروت تشير الى ان الرئيس سليمان ابلغ جميع الفرقاء ان المهل استُنفدت، وكذلك الرئيس المكلف تمام سلام، الذي ينتظر إجابات محددة من حزب الله بشأن موافقة حليفه العماد عون على مبدأ المداورة في الحقائب الوزارية. سلام ابلغ من يعنيهم الامر ان قطار التأليف إنطلق وان تشكيلة حكومية ستبصر النور قبل نهاية الاسبوع الجاري.
المعلومات اشارت الى ان تشكيلة حكومية من إثنين هي التي سيتم الإعلان عنها:
الاولى وسميت عرفا “حكومة امر واقع سياسية”، وتنطلق في اعتبارات تشكيلها من حيث انتهت المفاوضات بين الاطراف، على قاعدة 3 ثمانات، وفقا لمبدأ المداورة في الحقائب، وهي ستضم جميع القوى السياسية من 8 و 14 آذار، مسيحيين ومسلمين، وليتحمل كل طرف مسؤوليته، بالبقاء او الاستقالة من الحكومة او منحها الثقة في المجلس النيابي من عدمه.
الثانية، وتم الاصطلاح على تسميتها ب”حكومة حيادية”، وتتألف من 14 وزيرا، وزراؤها من التكنوقراط.
المعلومات تشير ايضا الى ان احتمال تشكيل الحكومة “الحيادية”، يتقدم على حكومة “امر واقع”، لاسباب عدة، تبدأ بموقف حزب الله الذي لن يوافق على حكومة يستقيل منها وزراء العماد عون، وتاليا، سوف يستقيل الوزراء الشيعة، ما يعني انهيار التشكيلة الحكومية قبل ولادتها.
وتضيف ان الحكومة الحيادية، تشكل مخرجا لجميع القوى.
فقوى 8 آذار تحافظ على وحدتها وتتجنب الاحراج في الاستقالة من حكومة سياسية تضامنا مع العماد عون، وتنزع فتيل فرط التحالف في حال عدم الاستقالة. خصوصا ان لا شيء مضمونا بالنسبة لوزراء حركة امل، حيث ان الرئيس نبيه بري ضاق ذرعا بمطالب عون، وهو ليس على استعداد لمجاراته ايضا هذه المرة، كرمى لعيون صهره جبران باسيل.
اما بالنسبة لقوى 14 آذار، فإن الحكومة الحيادية تشكل بدورها مخرجا للتباين في وجهات النظر بين “القوات اللبنانية”، من جهة وتيار المستقبل، إضافة الى مخرج للرئيس سعد الحريري، الذي سجل موقفا مسؤولا بالموافقة على مجالسة حزب الله، بعد طول رفض. فهو لن يكون مضطرا الى مواجهة وزراء الحزب على طاولة مجلس الوزراء، كما ان الحكومة الحيادية تعطي رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع دفعا إضافيا، إذا انه لم يتوقف يوما عن المطالبة بهكذا حكومة الى حين جلاء الصورة سياسيا محليا وإقليميا.
مصادر سياسية في بيروت اعتبرت ايضا، ان تشكيل حكومة حيادية، يسرّع في الاتفاق على تأمين حصول الانتخابات الرئاسية، إذ انه ليس من مصلحة أي طرف سياسي، إبقاء صلاحيات الرئاسة في يد حكومة من غير السياسيين، في حين ان حكومة “امر واقع”، تتألف من سياسيين من جميع الفرقاء، تبعد انتخابات الرئاسة وتضعها في ميدان التجاذب السياسي والاتفاق على الرئيس المقبل، في معزل عن اللعبة الديمقراطية.
المعلومات تشير الى قطبة مخفية، قد تطيح السيناريو السابق وتتمثل في حاجة حزب الله الى حكومة يشارك فيها، في هذه المرحلة الحرجة إقليميا. فهل سيوافق حزب الله على “حكومة حيادية” لا يتمثل فيها مباشرة؟
الايام المقبلة كفيلة بالاجابة.