“استأسدَ” رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقال في اجتماع هيئة مكتب المجلس “لا الله ولا حزب الله بإمكانهما ان يرغمانني على التصويت لميشال عون”!
وتقول مصادر ان الرئيس بري يعتبر ان المواجهة مع الجنرال عون تعطيه المزيد من الصدقية في الشارعين السني والشيعي، وفي مواجهة حزب الله، الذي هو اليوم أعجز من فتح مواجهة شيعية – شيعية، سوف تكون حركة امل التي يراسها بري، المستفيد الاول منها. وذلك، في ظل تزايد أعداد قتلى الحزب في سوريا، من جهة، وما يتم تسويقه، من أن الرئيس نبيه بري يعمل على الحفاظ على مكتسبات الطائفة من جهة أخرى.
وتضيف المعلومات أن حظوظ العماد عون تراجعت كثيرا الى حدود الصفر، بعد ان ظهرت مواقف حلفاء الجنرال وسوريا الهادفة لفرملة اندفاعة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في إعلان دعمه للعماد عون. خصوصا ان حلفاء دمشق هددوا الحريري قائلين له إن اكثر ما يمكن ان يحصل عليه الحريري هو تكليفه تشكيل الحكومة، من دون ان يسمح له بتشكيل الحكومة فعلياً، ترهيبا او ترغيبا! في حين ان وئام وهاب أطلق النار على مبادرة الحريري، قائلا: “لا مكان لمن لا يحترم شهداء سوريا في السلطة في لبنان”،بينما حدّد اللواء المتقاعد جميل السيّد توزيع المقاعد الوزارية في العهد الافتراضي للجنرال عون، وللرئيس الافتراضي المرتقب للحكومة سعد الحريري، قبل ان يُنتخب عون ويُكلف الحريري!
هذه المواقف وضعت الحريري امام مزيد من الحرج السياسي فلا هو يستطيع المضي قدما في مبادرته، خصوصا ان لا ضمانات يمكن ان يعطيها له الجنرال عون من جهة، وفي ظل عجز مؤيدي عون عن تقديم اي عنصر إضافي يمكنه ان يطمئن الحريري الى انه في حال إقدامه على خطوة تأييد عون لن يعمل على مراكمة خسائره السياسية منذ إعلانه تبني ترشيح النائب سليمان فرنجيه.
بالمقابل، لا يستطيع الحريري التراجع عن خطوته، في ظل كمّ التفاهمات غير المعلنة التي اضطلع بها مدير مكتبه نادر الحريري مع الوزير جبران باسيل.
المعلومات تقول إن حزب الله سوف يأخذ من الحريري موقف تأييد العماد عون اولا، ومن ثم سيلجأ الحزب الى مفاوضة الحريري نفسه لفرض مزيد من التنازلات عليه، في تشكيل الحكومة، وفي بيانها الوزاري، وفي ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وفي الموقف من مشاركة حزب الله في القتال الدائر في سوريا، وفي موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي، التي تحاكم خمسة متهمين من حزب الله باغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسوى ذلك من الملفات العالقة بين ما كان يعرف بقوى 8 و 14 آذار.
وفي سياق متصل أشارت المعلومات الى ان الرئيس الحريري قد يلجأ الى مخرج وهو إعلان تاييده ترشيح العماد عون للجلسة المقبلة على ان يشارك عون وكتلته النيابية في جلسة 31 الجاري وفي حال لم يشارك عون يكون الحريري في حِلٍ من التزامه الاستمرار في تأييد ترشيحه.