كشفت جريدة “الكنار أنشينيه” الساخرة أن المدعي العام السويسري جان – برنار شميد وجّه إتهاماً بـ”تبييض أموال” للسوري “عبد الرحمن الأسير”، وأن النيابة العامة في العاصمة السويسرية “برن” تدرس طلب استرداد للأسير تقدّم به القاضي الفرنسي “فان رويمبيك”. وقال القاضي الفرنسي للـ”كنار أنشينيه” أن طلب الإستراد يمكن أن يأخذ وقتاً طويلاً لأن موضوع التحقيق يعود إلى سنوات. وبالمقابل، يمكن للقاضي الفرنسي أن يسافر إلى سويسرا للتحقيق مع عبد الرحمن الأسير. وقال النائب العام السويسري أنه يستبعد أن يحاول الأسير الفرار من سويسرا لأن هنالك بحقه “مذكرة توقيف فرنسية تتسبّب بتوقيفه في أي مطار يهبط فيه”.
وكان القاضي الفرنسي يبحث عن عنوان عبد الرحمن الأسير منذ أكثر من سنتين بعد أن كشفت تحقيقاته أن الأسير وزياد تقي الدين حقّقا عمولات بقيمة ٨٠ مليون فرنك على عقد “أغوستا” (لبيع ٣ غواصات لباكستان) وعلى عقد “صواري ٢” (لبيع ٣ فرقاطات للسعودية) الذي تم توقيعه في العام ١٩٩٤.
تمويل حملة بالادور الرئاسية
أما موضوع تحقيق القاضي الفرنسي “فون رويمبيك” مع عبد الرحمن الأسير فسيكون الشبهة بأن عبد الرحمن الأسير كان المنظّم الحقيقي لنظام العمولات على مبيعات الأسلحة التي وصل قسم صغير منها (من العمولات) إلى حسابات المرشح الرئاسي إدوار بالادور في العام ٢٠٠٥، بمساعدة من اللبناني-الفرنسي “زياد تقي الدين”.
ويركز القاضي الفرنسي، بصورة خاصة، على مبلغ ١٣ مليون فرنك فرنسي قبضها فريق حملة بالادوار الرئاسية نقداً في شهر أبريل ١٩٩٥. وهذا المبلغ “الغامض المصدر والمثير للجدل يمكن أن يكون قد سُحِب من أحد حسابات الأسير. وبعد أن أودع هذا المبلغ ببنك “إس سي إس أليانس” في جنيف، فقد تم سحب مبلغ بالقيمة نفسها من جانب شخص ثالث (الأرجح أن يكون “شيخاً كويتياً”) استخدم إسمه للتمويه قبل أن يتم تسليمه (حسب فرضية القاضي) إلى زياد تقي الدين الذي نقل المبلغ إلى فرنسا.
وما يثير شكوك القاضي الفرنسي هو أن مبلغ ١٣ مليون فرنك، الذي تم سحبه بالفرنك الفرنسي وليس بالفرنك السويسري، كان ينبغي- حسب تعليمات عبد الرحمن الأسير للبنك- أن يصل إلى الشخص الذي تم التحويل لصالحه قبل ٢٥ أبريل ٢٠٠٥- أي بين الدورة الأولى والدورة الثانية للإنتخابات الرئاسية (خسر إدوار بالادور منذ الدورة الأولى).
وإذا كان زياد تقي الدين قد اقسم أمام القاضي أنه لا يعرف شيئاً عن “هدية” الـ١٣مليون فرنك، فسيكون صعباً على عبد الرحمن الأسير نفسه أن يزعم انه لا يعرف هوية الشخص الذي قدّم له هو مبلغ ١٣ مليون فرنك.
إقرأ أيضاً:
ماذا وضع شيخ كويتي حسابه بتصرف زياد تقي الدين وعبد الرحمن الأسير؟