أن تكون “داعشياً” لا يعني بالضرورة أنك تبايع أبو بكر البغدادي..
لم يعد لفظ “داعش” يقتصر على ما يسمى “دولة الإسلام في العراق والشام”
بل أصبح رمزاً وصفةً للتعبير عن التخلف والتبعية، العنف والبطش، القتل والرجعية..
أن تكون داعشياً يعني أنك تبايع..
أن تقف في موقف ما، ترفع يمينك وتصرخ “لبيك”، لغير الله..
أن تكون داعشياً يعني أن تغتال بألفي كيلوغرام من المتفجرات رئيس حكومة ووزيره ومرافقيه، ليرى العالم جثثهم المحترقة واشلاءهم المنتشرة، كمن يشاهد فيلماً من نسج الخيال..
ثم تكمل تفجير من أدرك أنه لا يشاهد فيلماً، ورَفَعَ صوت الحق في وجه حقدك، والاعتدال في وجه تطرفك، من سمير قصير إلى محمد شطح.
وتهدد وتتوعد وتلاحق ناشطين وكتاباً وصحفيين وأهل علم، لأنهم لا يدركون فعل “التلبية”.
ثم تعمل على إقصاء زعيم أغلبية معتدلة سلمية إلى حد الاستسلام، لا الاستزلام.
لتختلق، في علمك المسبق، متطرفين تكفيريين على شاكلتك ونهجك وثقافتك وإجرامك
يعيشون كما تعيش على سفك الدماء، والرقص على الجثث والبطش والتشبيح.
هم يشبهونك تماماً، قلباً، بالفكر الإقصائي الإلغائي التبعي فلا فرق بين “المبايعة” و”التلبية”.
وقالباً، باللون الأسود، وزج “الإسلام” بالتسمية زوراً، وزج اسم “الله” بالرايات زوراً وحمل السلاح ضد “الغرب الكافر” كذباً.
أن تكون داعشياً يعني أن تقتل أكثر من مئتي ألف مواطن من شعبك.
أن تقصف بالبراميل المتفجرة والطائرات الحربية مناطق آهلة بالسكان والمدنيين. أن تجعل اعتياديا، مشهد عائلات مقطعة أجسدها تحت ردم منازلها.
أن تنتزع حنجرة منشد ألف أغنية في مظاهرة. ما الفرق بينك وبين قطاعي الرؤوس وآكلي الأكباد والقلوب؟ لا شيء، لا فرق على الإطلاق سوى أنك تسوق لنفسك بغير ذلك.
“داعش” التنظيم، دخل أرضا غير أرضه واحتل قرى غير قراه، وهجّر وقتل ناسها وسكانها الأصليين من “الأقليات”،
“حزب الله” التنظيم،دخل أرضا غير أرضه واحتل قرى غير قراه، وهجر وقتل ناسها وسكانها الأصليين من “الأكثريات”.
لا فرق، لا تمييز.. الفعل الداعشي نفسه.. التنظيمان هما “داعش”.
ليس فيما سبق حصر، هي فقط أمثلة ليقف عندها كل متضرر ومثقفٍ وشيخ وراهب وإنسان حر صاحب فكر مدني.
أن تكون داعشياً يعني أن تحتل مطار طرابلس الدولي في ليبيا، وأن تمنع إعلانات البيرة في طرابلس لبنان، وأن تبيد اقليات “الروهنجا” في بورما، وأن تمنع الحجاب في اوروبا، وأن تسقط طائرة ركاب في أوكرانيا، وأن تحجب مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، وأن تمنع المرأة من قيادة السيارة في السعودية، وأن تحجب تأشيرات الدخول عن العرب في قطر، وقِس على ذلك..
أن تكون داعشياً، يعني بالتأكيد أن تدير العالم وفقا لمصالحك بعد كل ما ذكر..
m.chreyteh@gmail.com
Facebook: mchreyteh
Twitter: mchreyteh