غريب أمر دولة الرئيس الياس المر، يسكت دهراً لينطق كفراً… بـ14 آذار، فاصلاً بين رئيس تيار المستقبل وبينها، وكأن السياسة مجرد رأي شخصي يُبنى على الصداقة أو العداوة.
في الأساس، إن ما يحصل منذ فترة، وتحديداً منذ انقلاب القمصان السود، لم يكن ليحصل، إلا بفضل بعض الرموز المسماة وسطية ولو كانت قريبة أحياناً، بحسب الظروف والمصالح من 14 آذار، على غرار النائب وليد جنبلاط أو دولة المر الإبن.
اليوم، يتباكى الياس المر على 14 آذار، وهو الغائب عن السياسة والموقف، وكأن محاولة الإغتيال الفاشلة (والحمدلله) التي طاولته اغتالته سياسياً أيضاً.
لو أن أحداً سواه، قال ما قاله بالأمس في جريدته “الجمهورية” من تشكيك واتهام يقارب التخوين لـ14 آذار، لكانت المسالة تحتمل إمرارها من دون كثير جدل، لكن أن يصدر هذا الكلام عن الياس المر، فهو ما يدعو إلى العجب! وكأنه لم يتعرض هو ايضاً لمحاولة اغتيال، أو كأن مجموعة من أبرز رموز 14 آذار لم تسقط بالاغتيال أو تستهدف بمحاولات الاغتيال، وآخرها اغتيال وسام الحسن ومحاولة اغتيال سمير جعجع وكشف مخطط التفجير والاغتيال الذي تورط فيه الوزير السابق ميشال سماحة.
إن 14 آذار يا دولة الرئيس، ليست أسيرة “الأسير” لاستقطاب شارعها، بل هي أسيرة رهانات من يأسر لبنان كله وتتعامى أنت عنه ولا تشير إليه بكلمة! أسيرة رهانات “الوكيل الممتاز” للنظامين الإيراني والسوري في لبنان، والذي لم يكن ليجد فرصة لهذا الاستكبار والاستقواء لو لم يجد أرضاً خصبة في بعض اللبنانيين، ولاسيما المسيحيين من فجّار وتجار سياسة أو من متهربين متملصين ينتظرون المواسم ليطلوا بموقف ما وبئس هذا الموقف!
هل 14 آذار هي التي تجر اللبنانيين إلى المواجهة مع الجيش، وإلى حروب متنقلة ، وتجر لبنان من هاوية إلى هاوية؟ واستطراداً، هل هي التي تستقوي بسلاحها على الدولة وتعطل المؤسسات وتهدد السياحة؟
كنت أظن ان الياس المر سينتفض على قتلته المعروفين-المجهولين، كرمى لشهداء ثورة الأرز من رفيق الحريري الذي يدعي صداقة نجله الى كل الشهداء والاحياء منهم بما فيهم هو، وكرمى لشعب 14 آذار، وكرمى لروح 14 آذار ومبادئها، بدلاً من الحمل عليها وإعلان انزعاجه من تعدد الرؤوس فيها، وهو مفخرة ودليل على التنوع والديموقراطية. إلا إذا بات الياس المر مأخوذاً بتجربة 8 آذار التي يجرها حزب الله ومن دون أي مساعدة حتى إلى خارج الحدود!
والأسوأ أن يستغل الياس المرّ هجومه البائس على 14 آذار ليسدد فواتير كما يبدو للرئيس نبيه بري باعتباره رمز الاعتدال والضمانة للوطن والمواطن! وكأنه يريد أن نصدّق أن الرئيس بري يقدم على شيء أساسي من دون موافقة حزب الله وعند الضرورة النظام السوري، لاعباً بمهارة دور الجانب المعتدل في 8 آذار.
في أي حال، إن موقف 14 آذار من دعوة الرئيس بري إلى الجلسة التشريعية هو موقف يرتبط باعتبارات دستوربة بالدرجة الأولى، وهو لمنع تحويل المجلس إلى ملعب بلاعب واحد أحد ، ولقطع الطريق على محاولة إرساء سابقة خطرة لإمرار ما يراد إمراره تحت قبة البرلمان وباسم الشعب اللبناني.
ان صداقة الياس المرّ مع سعد الحريري، كما يقول على الاقل، لا تسمح له بمهاجمة تيار المستقبل واتهامه بالتقصير، وكأن الرئيس الحريري يقيم خارجاً للذةٍ في نفسه وليس قسراً؛ فيا ليت الياس المر لم يكتب ما كتب، ولسان 14 آذار رداً عليه: إن الاعتدال في القضايا المصيرية لا مكان له، فالحرية لا تكون معتدلة، والعمالة لا تكون معتدلة، و القتل لا يكون معتدلاً . إلا إذا اعتبر أن محاولة اغتياله كانت معتدلة، ولذلك نجا منها ، فهذه مسألة اخرى نؤيدها.
الياس المر يحاول اغتيال 14 آذار!؟بالرغم من عدم إعجابي بسياسة إلياس المر المترافق بعدم الثقة به ولكن بمجرد أن أعطى الرجل رأيا مخالفا بدأتم برجمه يا من تتغنون بأنكم حضاريين ومع حرية الرأي وضد كبت الآراء أم لانه فضحكم أمام جمهوركم كاشفا التضليل الذي تمارسونه عليه أليست ١٤ آذار من شجعت جمهورها والمتطرفين على التسلح لكي يخلقوا توازنا مع سلاح المقاومة ويبتزوها به سياسيا حتى قبل أحداث ٧ أيار انتم من ادخل تلك الأفعى إلى داره وبدأت تلسع به قبل غيره انتم تنافقون وتدعون دعمكم للجيش وقد تامرتم عليه منذ ما قبل أحداث مخيم نهر البارد حتى اليوم مهما تكاذبتم… قراءة المزيد ..