“الشفاف”- عمان
بمجرد نشر “داعش” فيديو لرهينتين يابانيتين لديها سارعت الحكومة اليابانية والتي كان رئيس وزرائها يقوم بزيارة لمنطقة الشرق الأوسط إلى المطالبة بالإفراج عنهما عاجلا.
في وقت، كشف مصدر ياباني مطلع لصحيفة “الغد” الأردنية عن ابتعاث السلطات اليابانية نائب وزير الخارجية الياباني يسوهيدي نكايما إلى العاصمة الأردنية عمان لإدارة “غرفة عمليات” خاصة لمتابعة مستجدات حادثة الرهيتنتين.
تلك الغرفة ليست حديثة النشأة، كما أشار المصدر، إنما بدأت عملها منذ آب/أغسطس الماضي، أي منذ اعتقال أحدهما على ما ذكره المصدر لذات الصحيفة، فيما لم يصدر أي موقف ياباني رسمي حول “نية التفاوض” مع داعش من عدمه وذلك بعد مطالبة داعش من اليابان بدفع فدية لتحريرهما والتي تصل إلى 200 مليون دولار فدية.
غير أن رئيس الوزراء الياباني كان قد وصف احتجاز تنظيم “داعش” للرهينتين بأنه عمل “لا يغتفر”، مطالبا بالإفراج عنهما فورا.
الرهينتان وهما صحفيان حربيان كينجي جوتو وهارونا يوكاوا ، ذهبا لأول مرة إلى سوريا في ابريل الماضي، لتغطية وقائع الحرب هناك، ظهرا في شريط الفيديو الذي بثته “داعش” قبل يومين وهما واقفان على ركبهما مرتديين اللباس البرتقالي الذي بات حال جميع الرهائن لدى داعش، يتوسطهما أحد أعضاء تنظيم الدولة ويحمل بيده سكينا.
في حديث مقتضب أجراه “الشفاف” مع الملحق الثقافي والإعلامي لدى السفارة اليابانية في عمان، يوتو ناغانو، فإن السلطات اليابانية تترقب وقائع ما قامت به “داعش” من شريط فيديو، فيما لم يفصح عن نية اليابان في “إجراء تفاوض” أو “عدم الامتثال لما تريده داعش” باعتبار أن الحكومة اليابانية لا تريد “عكس موقف متسرع”.
فيما صدر تصريح عن مسؤول في قسم مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية اليابانية لوكالة فرانس برس بأنهم يتابعون أزمة الاختطاف وأنهم في مرحلة التحقق من صحة التسجيل الذي حمل عنوان “رسالة الى حكومة وشعب اليابان”.
وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا خلال مؤتمر صحافي في طوكيو: “إن موقف بلدنا وهو المساهمة في المعركة ضد الإرهاب بدون الاستسلام، يبقى ثابتا”.
عن قيمة الفدية التي طلبتها داعش من السلطات اليابانية، فهي ذاتها التي تعهدت بها اليابان في اطار مساعدات “غير عسكرية” في الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد التنظيم.
ورفض نشطاء على تويتر يعتقد أنهم مقربون من الدولة الإسلامية في العراق والشام اعتبار لجوء التنظيم إلى المفاوضات المالية انهيارا مالي لها، معتبرا أن ذلك هو رد على حديث شينزو آبي، رئيس الوزراء الياباني تقديم بلاده 200 مليون دولار معونة غير عسكرية للبلدان التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.
المحلل الاستراتيجي محمود الطاهر كتب على موقع “شبكة الإعلام العربية” مقالا تحليلياً ذكر فيه، نقلا عن متخصصين، أن مطالبة تنظيم الدولة فدية من اليابان لم يشمل مطالبتها بالتراجع عن دعم التحالف الدولي هو تغيير فى استراتيجية المواجهة لاستخلاص أكبر قدر ممكن من الفائدة لإرباك التحالف الدولي لتخفيف وطأة الهجمات عليه”.
وتعد هذه الحادثة هي الأولى من نوعها بحق رعايا يابان، ويقول أكثر من مسؤول ياباني في وسائل إعلام بأن إشهار داعش للرهائن بفيديو “لا يبشر خيرا” في حال لم تتفاعل اليابان مع المطالب.