رياض طوق- “الشفاف” بيروت
أكّد عضو كتلة الكتائب النّيابيّة النّائب إيلي ماروني أنّ كلام الرّئيس السّوري بشّار الأسد الأخير عن إمكانيّة إندلاع حرب في لبنان، وعن ضرورة تغيير النّظام أنّه مظهرٌ جديدٌ من مظاهر التّدخّل السّوري السّافر في الشّؤون اللّبنانيّة، مضيفاً أنّ موضوع النّظام هو شأنٌ لبنانيٌّ داخليٌّ، ولا علاقة لا لسوريا ولا لأيّ دولةٍ أخرى في هذا الشّأن الدّاخليّ.
ماروني، وفي حوارٍ مع موقع “الشفاف”، اعتبر أنّ كلام الأسد هو تهويلٌ وتهديدٌ مبطـّنٌ وجّهه الى الّلبنانيين مفاده أنّه اما الحرب واما تغيير النّظام. وعن توقيت هذا الكلام الّذي صدر عن الأسد قال ماروني: “سمعنا منذ فترةٍ طروحاتً من أمين عام حزب الله السّيّد حسن نصرالله مفادها أنه إذا لم يغيّر المسيحيّون في لبنان ثوابتهم ويغيّروا من طروحاتهم فإنّهم مقبلون على حربٍ، مشبّهاً وضعهم بأنّه سيكون مشابهاً لمسيحيي العراق. كما ان استبسال الرّئيس نبيه بري في طرح موضوع الغاء الطّائفيّة السّياسيّة، هو ليس إلاّ بدايةً لتغيير النّظام اللّبنانيّ الّذي يقوم على المناصفة بين المسلمين والمسيحيّين”.
وأضاف أنّه إذا كان يقصد الأسد أنّه يجب تغيير النّظام اللّبناني الدّيمقراطي اللّيبيرالي الحرّ وتحويله الى نظامٍ قمعيٍ “فنحن لن نسمح بذلك، وهذا كلامٌ مرفوضٌ ومردودٌ”. وسأل ماروني: “لماذا يشارك حلفاء سوريا في لبنان في حكومة الوفاق الوطني إذا كان الأسد يعتبرها حكومةً هشّةً في نظامٍ لا يعجبه؟”
وعن مواقف البطريرك الماروني نصرالله صفير الأخيرة عن أن “فرص الحرب قائمةٌ دائماً في لبنان ما دام حزب الله يريد أن يقوم مقام الدّولة”، قال ماروني: “البطريرك ضمير لبنان، ونحن نأخذه بعين الاعتبار لأنّ البطريرك لا يقول الا الحقيقة. ونحن لذلك نطالب دائماً بنزع سلاح حزب الله والسّلاح الفلسطيني خارج المخيّمات، لأنّ أيّ سلاح خارج الشّرعيّة اللّبنانية يعرّض السّلم الاهليّ للخطر ويمنع قيام حوار حقيقيّ وفعليّ بين اللّبنانيين. فالبطريرك يعلم جيداً أنّه لا مجال للحوار في ظلّ وجود سلاح مع فئةٍ دون فئة أخرى”.
واعتبر ماروني أنّ البطريرك لا يتكلّم باسم الموارنة فحسب بل باسم كلّ اللّبنانيين، لأنّ السّلام في لبنان لن يكون لفئةٍ دون أخرى كما أنّ الحرب في لبنان ستطال جميع اللّبنانيين.
وفي سياقٍ منفصلٍ، اعتبر ماروني أنّ ذهاب النّائب ميشال عون إلى سوريا للإحتفال بعيد مار مارون يوم التّاسع من شباط (فبراير) هو أمرٌ خارجٌ عن المألوف، وأنّ البطريرك هو رأس الكنيسة المارونيّة، وقد عبّر خير تعبيرٍ عن هذا الموضوع عندما سُئِلَ إذا ما كان سيزور سوريا، وأجاب أنّه لن يذهب إلى سوريا “إلاّ والمسيحيّين معه”.
وأضاف بأنّ الفارق سيبدو جليّاً في التّاسع من شباط عندما سيحتفل المسيحيّون بعيد القدّيس “مارون” في القرى والبلدات اللّبنانية وفي وسط بيروت برعاية البطريرك وحضوره وحضور حشود رسميّة وشعبيّة وروحيّة مقابل وجود العماد ميشال عون في سوريا.
وختم ماروني قائلاً: “نتمنّى رحلةً مميّزةً للعماد المميّز ميشال عون، ونرجو أن تطيب له الإقامة بين أحبّائه وأصدقائه في سوريا”.