كشفت جريدة [“الواشنطن بوست” في عدد اليوم الإثنين->http://www.washingtonpost.com/world/national-security/lessons-from-iraq-libya-loom-large-as-diplomats-ponder-syrian-weapons-probe/2013/09/14/5440f544-1d70-11e3-a628-7e6dde8f889d_story.html?wpisrc=nl_headlines
]
أن الثوّار الليبيين اكتشفوا، بعد سقوط معمّر القذافي، أن نظامه كان قد أخفى قسماً كبيراً من أسلحته
الكيميائية في مخازن تحت الأرض في الصحراء بجنوب شرق ليبيا. وتشمل الأسلحة التي تم العثور عليها
بضع مئات من الرؤوس الحربية الجاهزة للإستخدام والمعبّأة بغاز الخردل. ([شاهد الفيديو->http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=UdHrD9oUqkI
])
وهذا مع أن معمّر القذافي فاجأ الجميع في العام ٢٠٠٣ حينما وقع اتفاقاً للتخلص من أسلحته الكيميائية، وبنى معملاً للتخلص منها، وسمح لمفتشين دوليين بالإشراف على عملية تدميرها. وفي حينه، اعتُبر الإتفاق مع ليبيا نموذجاً ناجحاً” إلى درجة أن الولايات المتحدة ودول أوروبا رفعت الحظر المفروض على نظام العقيد المجنون” واستأنفت العلاقات، والزيارات، معه. (صورة المقال: الرئيس بوش يتفقد الترسانة الكيميائية التي سلّمتها ليبيا وتم إرسالها إلى مختبر “أوك ريدج” الأميركي في العام ٢٠٠٤).
لكن، بعد سقوط القذافي، أبلغت حكومة ليبيا الجديدة المنظمات الدولية عن اكتشاف مئات الصواريخ الكيميائية وتعهّدت بتدميرها.
عملية التدمير.. بطيئة جداً
وعدا مشكلة الذخائر الكيميائية التي ”أخفاها” القذافي، تكشف ”الواشنطن بوست” أن ”وكالة حظر الأسلحة الكيميائية”، ومركزها في ”لاهاي”، كانت قد أشرفت على إتلاف نصف ذخائر ليبيا الكيميائية “المعلنة” فقط حينما اندلعت الثورة في مطلع ٢٠١١. وهذا مع أن ليبيا انضمت إلى المنظمة في العام ٢٠٠٤ (كما فعلت سوريا قبل ٣ أيام).
وكانت الأسلحة الكيميائية التي ”أعلنت” ليبيا امتلاكها (في العام ٢٠٠٣) تشمل ٢٥ طن من غاز الخردل إضافة إلى ذخائر ومعدات تصنيع وحوالي ١٤٠٠ طن من المواد الاولية الضرورية لإنتاج أسلحة كيميائية.
أما في حالة العراق، فتنقل ”الواشنطن بوست” عن ”تشارلز دولفر”، الذي قاد عملية البحث عن الأسلحة المحظورة في العراق بعد الغزو في العام ٢٠٠٣، انه تم العثور على كمية صغيرة من الاسلحة الكيميائية، ولكن لم يتم كشف برامج لإنتاج أسلحة كيميائية جديدة. ويضيف ”كنا قد قصفنا العراق إلى درجة أن العراقيين أنفسهم لم يعودوا يعرفون ماذا بقي من مخزونهم الكيميائي”!
وللتدليل على صعوبة إتلاف الأسلحة الكيميائية، حتى مع توفّر ”حسن النية”، تذكر ”الواشنطن بوست” أن الولايات المتحدة التي وافقت على إتلاف كل ذخائرها الكيميائية قبل ٢٠ سنة، لم تنجح حتى الآن سوى في إتلاف ٥٠ بالمئة منها، وذلك رغم إنفاق مليارات الدولارات لبناء معامل ”حرق” حديثة جداً. كما أن روسيا متأخرة بدورها في إتلاف ذخائرها، التي تبلغ ٤٠ ألف طن المركّبات السامة.
أما الدول الأخرى التي وافقت على إتلاف أسلحتها الكيميائية فتشمل اليابان والهند وألبانيا.