بعد أكثر من ثلاثة أشهر من المواجهات بين القوات الحكومية وأنصار الحوثي عاد الهدوء إلى محافظة صعدة إثر إعلان الرئيس علي عبدالله صالح تعليق العمليات العسكرية لمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية وذلك تقديرا لهذه المناسبة الوطنية الغالية كما قال دون أن يحدد مدة تعليق هذه العمليات.
وفيما تحدثت مصادر صحفية عن ترحيب مصدر في لجنة الوساطة بهذا القرار، قالت مصادر محلية في محافظة صعدة لـ”الصحوة نت” إن هدوءا مشوبا بالحذر ساد جبهات القتال منذ ما قبل الإعلان الرئاسي لكن ثمة حوادث وقعت في بعض المواقع، إذ شهدت بعض مناطق مديرية سحار تبادلا لإطلاق النار بين الجانبين.
وحسب تلك المصادر فقد استولت قوات حكومية وقبلية على جبل “شوابة” في مدينة النظير برازح في مواجهات أسفرت عن قتلى وجرحى لم تحددها، كما اعتقل خلالها حوالي عشرة من أنصار الحوثي.
وكانت لجنة العلماء توجهت السبت الماضي إلى صعدة برئاسة القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف لإبلاغ الحوثي وأنصاره بفحوى الرسالة التي نتجت عن اجتماع جمعية العلماء، والتي دعت أنصار الحوثي إلى إلقاء السلاح.
وقالت مصادر في صعدة ان تلك اللجنة أرسلت أحد المشائخ إلى الحوثي، وأن الأخير أبلغهم أن الرد على الرسالة سيأتيكم، مترجما ذلك بتصعيد الهجوم في أكثر من موقع.
وأعلن الرئيس صالح أمس الثلاثاء في كلمة له في مهرجان عيد الوحدة السابع عشر بمحافظة إب تعليق العمليات العسكرية، وقال: ينبغي على تلك العناصر أن تدرك وتستوعب معاني ودلالات هذه الرسالة, التي نوجهها للمرة الثانية والثالثة, فقد سبق وعلقنا العمليات العسكرية في صعدة عسى أن تستجيب تلك العناصر لقرار مجلس الدفاع الوطني ولنداء علماء اليمن.
وأضاف قائلا: نحن سنبحث فيما بعد ما هي متطلباتهم, سنبحث اذا كان لديهم أي طلب, أما طلب عودة الامامة البائدة فهذا مستحيل, هذا مستحيل”، وتابع: نحن لا نريد ان تسفك قطرة دم واحدة, بل نريد أن نثبت في وطننا ثوابت الحوار.
وقال: إذا كان هناك من لديه فكرة أو رأي حول قضايا معينة ومن شأن ذلك إلغاء العنف وعدم رفع السلاح في وجه بعضنا البعض, فلنجعل من الحوار هو المرتكز لحل مشاكلنا سياسيا وثقافيا واجتماعيا ونتحاور, وخير لنا أن نتحاور قبل ان نلجأ للقتال وسنتحارو بعد ما نتقاتل”. وزاد صالح في خطابه: لماذا لا نجلس على طاولة الحوار قبل أن تقرح البندقية, أنا متأكد أن كل هذه الحالات ليست موجودة لدينا نحن في اليمن فقط بل في العالم أجمع هناك بؤر عديده للمواجهات, الناس يتقاتلون وتنزف الدماء ويهدر الاقتصاد وبعد ذلك يضطرون للجلوس على طاولة الحوار (…) أنا أدعو كل القوى السياسية إلى الجلوس على طاولة الحوار قبل أن تراق الدماء وتزهق الارواح, لنبحث ماذا عند الأخر وماذا لدينا.
وتعزيزا للإعلان الرئاسي نسبت وكالة سبأ لمصدر مسؤول في غرفة العمليات المتقدمة في المنطقة العسكرية الشمالية الغربية بمحور صعدة تأكيد تعليق العمليات العسكرية بناء على تعليمات الرئيس إبتداء من الساعة الثامنة من مساء الأثنين 21 مايو مراعاة للعيد السابع عشر للجمهورية اليمنية، ولإعطاء الفرصة لمن وصفهم المصدر بعناصر الإرهاب والتخريب بتسليم أنفسهم وأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة إلى الدولة تنفيذا لقرار مجلس الدفاع الوطني وبيان علماء اليمن بحسب الخبر الرسمي.
وفيما لم يحدد لا الرئيس ولا المصدر العسكري مدة تعليق هذه العمليات، فقد شدد الأخير على أن “أي تحرك من قبل الارهابيين سيتم الرد عليه بقوة”، وعقب ذلك تحدثت مصادر صحفية عن “ترحيب مصدر في لجنة الوساطة” بقرار رئيس الجمهورية تعليق العمليات.
ونسب موقع العربية نت للمصدر قوله: إن ذلك يوفر أجواء آمنة للحوار مع المتمردين وإيصال رسالة علماء اليمن إليهم والتي تتضمن تسليم السلاح للدولة وانهاء مظاهر العنف المسلح هناك، وحتى كتابة هذا الخبر لم يصدر أي تعليق من قبل الحوثي وأنصاره.
الموقع ذاته نسب لمصدر طبي في مستشفى السلام بصعدة القول أن المستشفى استقبل خلال الايام الثلاثة الماضية 120 حالة منها 30 قتيلا، فيما كانت مصادر أخرى ـ كما قال ـ ذكرت أن عدد القتلى في المعارك من الجيش يزيد 1200 جندي.
وكانت مصادر محلية أكدت لـ”الصحوة نت ” مقتل 62 شخصا من أنصار الحوثي و9 من الجنود أثناء هجوم استهدف قبل أيام مواقع عسكرية في جبل “مخراف” التابع لمديرية ال الصيفي .
وقالت المصادر إن الهجوم الذي نفذه ما يقارب 200 من أنصار الحوثي على جبل “مخراف” شهد مقاومة شرسه من القوات الحكومية التي تمكنت من إلقاء القبض على 23 من أنصار الحوثي بعد سقوط ما يقارب 62 قتيلا منهم, فيما نقل قتلى القوات الحكومية التسعة وجرحاها إلى مستشفيات صعدة.
وأشارت المصادر أيضا إلى مقتل أحد مرافقي أمين عام محافظة صعدة الشيخ حسن مناع مصرعه وجرح 5 آخرين في هجوم نفذه مناع على بعض تجمعات أنصار الحوثي في منطقة “الدقائق” التابعة لمديرية سحار.
23/05/2007 الصحوة نت – خاص