لا نعرف كم دفعت ليبيا “مقابل” تسليم الساعدي القذافي لبلاده! ولكن حكومة زيدان الضعيفة، و”المجلس الوطني” الذي تقوم مظاهرات يومية ضده، كانا بحاجة إلى”ورقة إعلامية” مثل استرداد “الساعدي” لتحسين صورتهما. لا بأس! ولكن انتقال ليبيا من المرحلة الهمجية التي كان يمثّلها العقيد المقبور إلى مرحلة “الدولة” و”الحداثة” ينبغي أن يمرّ باحترام تعهداتها بأن “الساعدي سيعامل وفقا لمعايير العدالة الدولية للسجناء”.
*
طرابلس (رويترز) – قالت الحكومة الليبية يوم الخميس إنها تسلمت الساعدي ابن معمر القذافي من النيجر وانه وصل لتوه إلى طرابلس وتم إيداعه في أحد السجون.
وكانت ليبيا طلبت تسليم الساعدي الذي فر إلى النيجر المجاورة بعد الإطاحة بالقذافي في انتفاضة ساندها حلف شمال الأطلسي عام 2011.
وقالت حكومة رئيس الوزراء علي زيدان في بيان “تسلمت الحكومة الليبية اليوم الساعدي القذافي ووصل إلى طرابلس.”
وقالت الحكومة إن الساعدي وهو أحد أبناء القذافي السبعة تحتجزه قوات الشرطة القضائية. وشكرت حكومة ليبيا النيجر على تعاونها وقالت إن الساعدي سيعامل وفقا لمعايير العدالة الدولية للسجناء.
ونشر موقع على الإنترنت لميليشيا تدعمها الحكومة ما قال انها صور الساعدي وهو يرتدي ملابس السجن الزرقاء ووصفه بالمجرم. ونشرت مواقع إخبارية ليبية صورا تظهره وهو حليق الرأس في السجن.
وكان الساعدي رجل أعمال ولاعبا محترفا لكرة القدم وهو غير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية على عكس شقيقه سيف الإسلام أشهر ابناء القذافي.
لكن ليبيا تريد محاكمة الساعدي بتهم الاستيلاء على ممتلكات بالقوة والترويع باستخدام السلاح عندما كان رئيسا للاتحاد الليبي لكرة القدم.
وتتهم المحكمة الجنائية الدولية سيف الإسلام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وكان ينظر لسيف الإسلام على انه الخليفة المرجح لوالده وتحتجزه ميليشيا في غرب ليبيا ويواجه محاكمة بتهم مختلفة.
وضبط مقاتلون من الزنتان بغرب البلاد سيف الإسلام في الصحراء الجنوبية بعد شهر من إلقاء القبض على والده في 2011. ولم تستجب الميليشيا لأمر من الحكومة بتسليمه لسجن في العاصمة.