حسب معلومات “النهار” ان اللقاء الذي جمع بري والنائب الحريري فور عودة الاخير من موسكو مساء امس لم يفض الى اي اتفاق، ذلك ان بري فاتح الحريري باسم الوزير السابق ميشال اده، لكن الحريري ابلغ اليه صراحة رفض فريق 14 آذار طريقة الفرض التي يجري فيها طرح اسم اده واطاحة الآلية الفرنسية.
وكشفت مصادر رفيعة المستوى في 14 آذار لـ”النهار” ليلاً ان فريق الغالبية لم يوافق على اسم اده ولا يزال يتمسك بالآلية التوافقية التي طرحها الفرنسيون، محذّرة من تكرار سيناريو عام 2004 حين فرض التمديد قسراً للرئيس اميل لحود تحت وطأة التهديد بالخراب.
وأوضحت ان عرضاً قدم الى الاكثرية اثار انعكاسات سلبية لديها واوحى بوجود عملية ضغط لارغامها على القبول بمرشح واحد وليس التوافق على اللائحة. ذلك ان هذا الفريق تلقى عرضاً مفاده اما الذهاب الى انتخاب الوزير السابق اده واما الذهاب في المقابل الى الفراغ ومن ثم فرض انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان، في ما اعتبرته الغالبية محاولة لفرض مرشح عليها بعيداً من آلية التوافق ودفعها نحو السلبية ربما بايحاء من قوى اقليمية ترغب في احداث فراغ ونسف الانتخابات. واعتبرت الغالبية ان طرح اسم الوزير السابق اده بهذه الطريقة والاصرار عليه دون كل الاسماء الاخرى الواردة في اللائحة البطريركية ورفض البحث فيها أو وضع فيتوات عليها، كما رفض النزول الى مجلس النواب وفق الآلية الفرنسية بمرشحين أو ثلاثة في حال تعذر الاتفاق على اسم واحد، ينطوي على تهديد مماثل لما طرحه السوريون عام 1988 عبر الشعار المعروف “مخايل ضاهر او الفوضى”.
وجاء في معلومات ديبلوماسية توافرت لـ”النهار” ان كوشنير الذي زار أمس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير حاول التركيز على هذا الشق المتعلق بالآلية الفرنسية. وقيل انه، قبل ان تحصل تطورات أخرى ليلاً استدعت زيارة كوشنير لعين التينة ومشاركته في لقاء بري والحريري، وكان وزير الخارجية الفرنسي لمّح امام بعض من التقوه الى انه يزمع زيارة بري اليوم لتحديد النقاط التي يعتبرها اخلالاً بالتعهدات التي اعطيت له، ولم يكن مستبعداً ان ينفذ كوشنير اليوم صراحة ما هدد به قبل يومين من كشف اسماء معرقلي الانتخابات الرئاسية. واقترنت هذه المعلومات بعودة معاون كوشنير السفير جان – كلود كوسران الى بيروت بعد رفض طهران استقباله. وفهم ان ايران لمحت الى انها تفضل زيارة كوشنير، مع أن الاخير ليس من الديبلوماسيين المرحب بهم في طهران بعد المواقف التي أعلنها حيالها، الامر الذي فسره ديبلوماسيون بأنه اشارة الى عدم رغبة طهران فعلا في استقبال أي موفد فرنسي راهنا.
(النهار)