رياض طوق- (الشفاف- بيروت)
أتى لقاء البريستول ليكرس تحالف قوى 14 آذار ناسفاُ بذلك كل ما قيل عن انتهاء الحركة الاستقلالية. والمواقف السياسية التي صدرت عن اركان هذا التحالف لا سيما كلام رئيس الحكومة سعد الحريري عن ان الموت فقط يفرقه عن 14 آذار، أتت لتؤكد أن التسويات العربية- العربية لم تلغ الروزنامة الداخلية والمشروع السياسي الذي نشأ لحظة انطلاقة انتفاضة الاستقلال. وبما يختص بتيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري برزت مواقف لافتة في الآونة الاخيرة عبر عنها نواب وقيادات المستقبل الذين اكدوا فيها تضامنهم مع حلفائهم المسيحيين في رفضهم لالغاء الطائفية السياسية مع أن هذا الطرح قد يتناسب مع موقعهم وحيثيتهم الشعبية والطائفية. كل هذه المواضيع التي تطرح على ابواب الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وانطلاق انتفاضة الاستقلال، كان للنائب عمار حوري مواقف منها عبرعنها “بشفافية في حوار شامل مع “شفاف الشرق الاوسط.
س: كيف تقيمون لقاء البريستول الذي عاد وجمع مكونات فريق 14 آذار؟
ج: تمكنا من تحقيق نجاح جديد في لقاء البريستول الاخير لأننا أكدنا ان 14 آذار كانت وستبقى بعنفوانها، بصمودها وبقدرتها على التجدد دائماً كما انه كان هناك تأكيد ان المبادىء والاهداف التي سعت اليها حركة 14 آذار وتمكنت من تحقيقها ليست بقليلة من انسحاب الجيش السوري من لبنان الى تبادل علاقات ديبلوماسية الى المحكمة الدولية والى الاقرار والاعتراف بسيادة لبنان، كما تم التأكيد ايضا أن مسيرة العبور الى الدولة التي نحن في صددها تجمع ولا تفرق وهذا ما بدا جلياً في هذا الحشد الكبير في البريستول. فأتى اللقاء ليكرس كل هذه العناوين وهذه التوجهات وليؤكد أن مشروعنا السياسي مستمر وأن حلفنا مستمر.
س: لماذا لم يشارك نواب ووزراء اللقاء الديمقراطي في هذا اللقاء باستثناء النائب مروان حماده؟
ج: هذا أمر طبيعي الا يشارك اللقاء الديمقراطي في هذا اللقاء، فالجميع يعلم أن النائب وليد جنبلاط أعلن خروجه من قوى 14 آذار، ولكنني أقول أن جمهور الحزب التقدمي الاشتراكي وتوجهاته لا يمكن أن تكون خارج 14 آذار. أما النائب مروان حماده فقد اعلن انه حضر بصفته الشخصية، فمروان حماده هو شهيد حيّ وقدم دماء في مسيرة ثورة الارز وثورة الحرية والسيادة والاستقلال، لذلك أعتبر أننا نحن من كان في ضيافة مروان حماده.
س: كيف تقرأ كلام رئيس الحكومة سعد الحريري في البريستول أنه لا يفرقه عن 14 آذار الا الموت؟ هل هو كلام وجداني أم كلام حقيقي له مضمون سياسي؟
ج: كلام الرئيس الحريري هو كلام حقيقي وهو يعني ما يقول. فهو كلام تعمّد بالدم، فدماء والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودماء سائر دماء شهداء انتفاضة الاستقلال عمدت هذا الكلام. وأنا أقول بأنه لم يفرقنا عن جبران تويني الا الموت وعن بيار الجميل الا الموت وعن وليد عيدو وأنطوان غانم الا الموت… فهؤلاء لم يفرقنا عنهم بالمعنى المادي الا الموت. وبالمعنى المعنوي لن يفرق شيء بين مكونات قوى 14 آذار والرئيس الحريري أكد في كلامه على هذا التوجه. فالتحالف العريض الذي تأسس في انتفاضة الاستقلال ليس نزوة سياسية أو تحالف انتخابي، لا بل هو تحالف استراتيجي وتأسس نتيجة لدماء الشهداء التي بذلت.
س: هل تعتبر ان البيان الذي نتج عن اجتماع البريستول كان يتضمن تراجعاً عن بعض ثوابت قوى 14 آذار؟
ج: قوى 14 آذار لم ولن تتراجع عن مطالبها وعن ثوابتها، لأنها مطالب تحظى باجماع الشعب اللبناني وأنا أصر على “اجماع الشعب اللبناني”. فاللبنانيون بمعظمهم هم من دعاة الاستقرار ومن دعاة العبور الى الدولة ومنطق الدولة وهم يرغبون بالازدهار الاقتصادي وبالامن الاجتماعي. كل هذه الامورعبرنا عنها في بيان البريستول، وقلنا ما هي ملامح الدولة التي نريد. لذلك فان البيان جاء مضبوطاً بايقاعه على وقع طموحات الشعب اللبناني.
س: هل سيشارك رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط في ذكرى 14 شباط في وسط بيروت؟
ج: كل المؤشرات في الادبيات السياسية للنائب جنبلاط وكتلته تشير الى احتمال مشاركته يوم 14 شباط وهذا ما عبر عنه بعض نواب ووزراء اللقاء الديمقراطي. وفي البيان الذي أكدوا فيه عدم مشاركتهم في لقاء البريستول، قالوا فيه أنهم سيشاركون في ذكرى 14 شباط.
س: ما هو موقفكم الحقيقي من اجراء الانتخابات البلدية؟
ج: نحن مع اجراء الانتخابات في موعدها، واجراؤها في موعدها هو تحدٍّ كبيرٍ للكثيرين، أما عدم اجرائها يشكل خللاً قانونياً في مبدأ تداول السلطة في النظام الديمقراطي، لا سيما انه الاستحقاق الاول الذي سيجري من بعد الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة. فاجراء الانتخابات في الوقت المحدد بالنسبة لنا هو الاولوية. وأؤكد أن محاولات البعض للتأجيل لن تمرّ مهما تعددت الحجج. وهنا لا بد من القول ان احترام المهل الدستورية في نظامنا الديمقراطي هو أسمى من القوانين والتعديلات. فنحن لدينا قانون انتخابات نافذ وعملية الاصلاح عملية مستمرة ولا تنتهي بوقت معيّن، ونحن نرحب بكل ما يمكن انجازه من اصلاحات قبل اجراء الانتخابات شرط الا يؤثر على موعدها وما لا يمكن تحقيقه الآن سنتابعه من بعد الانتخابات.
س: في موضوع الغاء الطائفية السياسية وخفض سن الاقتراع نرى أن موقفكم ينسجم مع حلفائكم في 14 آذار ولا سيما مع المسيحيين الذين يرفضون هذه المواضيع لاعتبارات ديمغرافية تؤثر على التوازن في لبنان، علماً ان الغاء الطائفية السياسية قد يناسبكم كفريق سياسي وكطائفة لها وجودها الفاعل والمؤثر في لبنان، كما ان لها امتداداتها في المنطقة. لماذا صدر عنكم هذا الموقف؟
الوجود المسيحي في لبنان أعطى نكهةً وتميزاً للبنان
ج: الغاء الطائفية السياسية وخفض سن الاقتراع هما أمرين اصلاحيين وقد اتفق عليهما اللبنانيون في اتفاق الطائف وفي مجلس النواب. ولكننا لا نقبل بطرح هذه العناوين الا اذا كان الظرف ملائماً لمثل هذه الطروحات. فنحن نرفض الاصلاحات او العناوين التي تشكل عنصر تفرقة بين اللبنانيين، فالاصلاحات وجدت لتكون جامعة وليست موضوع خلاف. لذلك نحن لا نرغب في احداث شرخ بين اللبنانيين، وفكرة العيش المشترك هي الاساس وهي المعيار الحقيقي لاي اصلاح.
كما اننا نرفض الغاء الطائفية السياسية اذا كانت تتعارض مع المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وهنا أؤكد أننا نتمسك بالقول الشهير للرئيس الشهيد رفيق الحريري “لو بقي مسيحيّ واحد في لبنان لوجبت المناصفة”. موضوع المناصفة ليس قصيدة شعرية وليس كلاماً رومنسياً، وبكل موضوعية نحن نعتبر أن الوجود المسيحي في لبنان أعطى نكهةً وتميزاً للبنان. ولبنان لا يكون الا من خلال هذا التنوع المعبّر عنه في المناصفة. وما عدا ذلك سنصبح نسخة عن عديد من الدول في المنطقة التي يتواجد فيها أكثريات طائفية تحكم مقابل أقليات تناضل في سبيل استمرار وجودها. لذلك فان المناصفة التي تحمي العيش المشترك تعبر عن قناعتنا وموقفنا ولا نقبل المساس بها تحت أي شعار من الشعارات.