“الشفاف”- بيروت- خاص
ابلغ عدد من المؤسسات الاميركية شبه الرسمية العاملة في لبنان الموظفين بإقفال هذه المكاتب اعتبارا من الشهر المقبل من دون ان يقدم القيمون على هذه المؤسسات اي إيضاحات للعاملين فيها عن الاسباب الكامنة وراء هذا القرار.
ومن بين هذه المؤسسات مكاتب تشرف على صرف المساعدات الاميركية لنشر الديمقراطية وحقوق الانسان وتعميم الوعي بضرورة المشاركة في الانتخابات النيابية والاشراف على حسن سير العمليات الانتخابية ومراقبة شفافية الانتخابات ودمقراطيتها.
معلومات من العاصمة اللبنانية تشير الى ان اسباب الاقفال آنية وهي تعود الى اكثر من سبب، ابرزها الحملة المستمرة التي يخوضها حوب الله بواسطة نوابه وقيادييه على الحكومة الاميركية التي صرفت مبلغ 500 مليون دولار في لبنان على شكل مساعدات في مجالات التنمية حسب ما اعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية السفير السابق جيفري فيلتمان في شهادته امام الكونغرس الاميركي، الامر الذي اعتبره الحزب صرف اموال من اجل تشويه صورته مطالبا بمحاكمة كل من تقاضى اموالا.
اما السبب الثاني فيعود الى ما أشار اليه اكثر من مصدر مطلع في العاصمة اللبنانية عن الاستحقاقات الداهمة التي تنتظر اللبنانيين. فقد نقل اكثر من طرف عن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط قوله في مجلس خاص ان الحرب الاسرائيلية على لبنان اصبحت وشيكة. ونُقِل عنه ان حزب الله سيكون هو البادئ بإشعال فتيل التفجير علما ان اسرائيل تتحضر منذ العام 2006 لهذه المواجهة حسب ما نقل عن جنبلاط.
حرب قبل.. القر ار الظنّي!
وتضيف المعلومات في بيروت ان مساعي رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لحماية لبنان تقف عند عتبة امتلاك قرار الحرب والسلم في البلاد من قبل حزب الله وليس الحكومة اللبنانية. وان جميع المساعي التي قام ويقوم بها الحريري لن تفلح في درء اخطار المواجهة المقبلة، خصوصا وان هذه المواجهة اصبحت وشيكة. ورجّحت مصادر لبنانية ان تسبق القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية ذات الطابع الخاص بمحاكمة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر قيادات ثورة الارز.
تضيف المعلوما ان القرار الظني سيصدر قبل الموعد الذي حدده رئيس المحكمة القاضي انطونيو كاسيزي ما بين تشرين الاول/ اكتوبر وكانون الأول/ديسمبر، وأنه قد يصدر في خلال عدة اسابيع، ما يعني اواخر تموز/يوليو او اوائل شهر آب/أغسطس المقبل.
وتزامناً، تشير المعلومات الى ان فرنسا تبلغت بحتمبة المواجهة الاسرائيلية مع حزب الله وهي طلبت من الجانب الاسرائيلي تحييد قواتها وقوات “اليونيفيل” في المواجهة المرتقبة. وتضيف ان تكثيف زيارات الوفود العسكرية بين اسرائيل والولايات المتحدة مؤشر إضافي على ان الحرب الاسرائيلية على حزب الله اصبحت وشيكة.
مصادر لبنانية اعتبرت ان حزب الله يعيش هذه الايام هاجس المواجهة مع اسرائيل من جهة والمواجهة الداخلية بعد صدور القرار الظني من جهة ثانية، حيث لم تتوقف صحيفة “الأخبار” القريبة من الحزب عن إطلاق التهديدات في حق اللبنانيين في حال اتهم القرار حزبَ الله بالتورط في إغتيال الحريري، والتي كان آخرها مقال ابراهيم الامين (راجع الرابط http://www.al-akhbar.com/ar/node/195245).
مصادر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري تعتبر ان الصيف الواعد سياحياً لن يمر بسلام، في تكرار لسيناريو العام 2006 حيث كان توافد السياح الى لبنان في أوجِه حين بدأت المواجهات.