الشيخ العبيكان هو أحد أصحاب فتوى رضاع الكبير، وحسب كتّاب سعوديين فمن “سوابقه” أن “إن جن الفاتيكان أرسل جناً لبلاد الحرمين من أجل تنصير الجن المسلمين في هذا البلد” (لا يفسّر كيف تفاهم “جن” يتحدث “طلياني” مع “جن” نجدي!).
ليس واضحاً ما الذي استفزّ الشيخ العبيكان ليثور ضد “التغريب”، إلا إذا كان الشيخ الوقور قد صدّق أن “الربيع العربي” سيؤول إلى حكومات إسلامية يترأسها “رجال دين”! وهذا “وهم سائد”، ولكنه.. وهم! أي أن “الشيخ” ربما تحمّس ،ونسي أن دور رجال الدين (بالمفهوم السعودي) هو دور “مستشارين” للحكام.. فقط! أي أنهم ليسوا “أصحاب القرار”، وليسوا أصحاب “السلطة”!
الشيخ سلمان العودة على حقّ تماماً في ما قاله حول قضية الشيخ العبيكان الذي تعرّض لحملة صحفية “حكومية” عنيفة، قادها رئيسا تحرير كل من جريدتي “الرياض” و”الجزيرة” فضلا عن عدد آخر من الكتاب.
خلال الأيام القليلة الماضية (تمهيداً لإقالته؟): “من حق الصحافيين ان يتحفظوا على اداء العبيكان وتصريحاته، لكن كصحافي لماذا تهاجم وتطالب بمزيد من التضييق وانت احوج الى مزيد من الحرية؟”.
معه حق تماماً الشيخ العودة. نحن ضد مقولات الشيخ المتخلّف، ولكننا مع حقّه في التعبير عن رأيه، حتى لو كان هو نفسه ضد حق “التغريبيين” (أي الناس الذين يعيشون في عصرهم) في التعبير عن رأيهم. وإذا كان “الضحية” اليوم هو شيخ متخلّف نرفض أفكاره ومواقفه، فقد سبق أن كان ضحيّة “الحملات الحكومية” شخصيات تحمل آراءً مناوئة لأفكار الشيخ العبيكان.
“الشفاف”
*
اصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز امرا ملكيا باقالة المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان وذلك اثر اتهامه قضاة بتشجيع الاختلاط الممنوع في المملكة، بحسب وكالة الانباء السعودية الرسمية.
وجاء في الامر الملكي الذي لم يشر الى سبب الاقالة، “بناء على ما عرضه علينا ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية امرنا باعفاء الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان المستشار في الديوان الملكي من منصبه”.
وتأتي اقالة العبيكان من منصبه بعد ايام من تصريحات ادلى بها لاحدى الاذاعات المحلية انتقد فيها القضاء السعودي متهما اشخاصا فيه بمحاولة “تغريب المجتمع”.
واكد الشيخ وهو قاض سابق ان “هناك خططا لتغريب المجتمع والمرأة السعودية واسقاط القضاء الشرعي واستبداله بالقوانين الوضعية يقودها اشخاص محسوبون على الجهاز القضائي”.
وقال العبيكان في لقاء اذاعي مع برنامج “فتواكم” على اذاعة يو اف ام، ان “المرأة تعاني من عدة امور عند مراجعتها للمحاكم من الاختلاط والمضايقة وعدم مراعاتها عند اعطاء الموعد او انهاء القضية”.
وطالب بإحداث “اقسام نسائية في المحاكم لمنع الاختلاط وايذاء النساء والفتنة”.
واضاف “عندما كنت في المحكمة الكبرى طالبت بتخصيص احد المصاعد الثلاثة للنساء وتحدثت لوزير العدل ورئيس المحكمة آنذاك ولم يهتم احد بملاحظاتي”، مؤكدا ان “هذا الموضوع يجرنا الى موضوع خطير جدا يتعلق بمخططات من بعض المتنفذين لافساد المجتمع المسلم، يريدون بذلك اخراج المرأة عن مكانتها الطبيعية، يريدون نشر التبرج والسفور، الانحلال والاباحية واباحة المحرمات وتطبيق القوانين الوضعية، انا اتكلم بكلام مسؤول عنه”.
وواصل العبيكان هجومه “يريدون بهذا المخطط احلال الاحكام الوضعية بدلا من الاحكام الشرعية”.
وكان العبيكان تعهد بالحديث في الحلقة المقبلة عن هذا المخطط، وانه “قد يضطر للكشف عن اسماء من يقف خلفه”، داعيا المسؤولين “للوقوف ضد هذه المخططات”.
وتعرض العبيكان بعد هذه التصريحات لهجوم شديد شنته الصحافة السعودية طيلة اليومين الماضيين.
ووصف خالد المالك رئيس تحرير صحيفة “الجزيرة” تصرف العبيكان ب”الاحمق”. وقال ان “الشيخ العبيكان يتحدث بدون علم ويلوي عنق الحقائق ويكيل الاتهامات يمينا ويسارا دون ان يستثني صغيرا او كبيرا ودون ان يتعلم الدرس من ماضيه”.
واتهمه بانه “يستخدم الدين لتمرير اهدافه مدعيا انه يحارب الفساد”.
وتساءل المالك في نهاية المقال “ما الفائدة من مستشار تسلم له بعض قضايا الامة لابداء المشورة والرأي، وهو على هذا النحو من التهور والانفلات في القول”.
في المقابل انتقد الداعية الشيخ سلمان العودة الصحافيين الذين هاجموا العبيكان. وكتب على صفحته على موقع تويتر ان “من حق الصحافيين ان يتحفظوا على اداء العبيكان وتصريحاته، لكن كصحافي لماذا تهاجم وتطالب بمزيد من التضييق وانت احوج الى مزيد من الحرية؟”.