البقاع – خاص بـ”الشفّاف”
هو المقدم “أحمد جمعة”، مسؤول ما عرف بـ”مكتب الامن القومي” في البقاع زمن الاحتلال السوري.
اشتهر بذكائه في اختراق أجسام الاحزاب اللبنانية بهدوء ونفَس طويل، حيث استطاع تجنيد كوادر أو افراد لصالح جهازه الامني، بمعزل عن جهاز الامن العسكري الذي ترأسه آنذاك اللواء رسام غزالة!
ولان صراع الاجهزة التابعة للنظام السوري محبوك بتقنية عالية ومدروسة تخدم استمرارية النظام، لم تشهد مهمة “جمعة” في تلك المرحلة اية تعقيدات هامة. على العكس تماماً، كان صراع الاجهزة يُستَخدم لاصطياد هذا وذاك ممن يقعون ضحية المخابرات العسكرية، أو يتعرضون لابتزاز مادي أو معنوي من مفارز المخابرات السورية سيئة الذكر! فيًعاد استقطابُهم و تنظيمهم تحت عنوان تأمين الحماية وتوفير الرعاية وإطلاق يدهم في ملفات سخيفة، تليها عملية الاستغلال الامني.
ومن بين “انجازات” جمعة اختراقُه للشارع المسيحي في “زحل” و”جديتا” و”قب الياس” وبعض قرى جبل لبنان، ونسجُه علاقات مع شخصيات مسيحية في “الاشرفية” وغيرها عبر “زحليين” جرى تجنيدهم لصالح جهازه. وحفلت لياليه بسهرات حمراء طويلة تخللتها صفقات ذات طابع تجاري لافراد لبنانيين دخلوا قفص التجنيد الامني
ملف التنظيمات الجهادية الفلسطينية
الا ان الخرق الاهم، ولعله الاخطر، كان تولّيه جانباً من “ملف التنظيمات الجهادية في المخيمات الفلسطينية”. وقيل انه أنتج بعضها بتوجيهات من قيادته عامي 2002 و2003، وتابعها بجدية بالغة لاحقا، خاصة وان بعض افراد تللك التنظيمات أو المجموعات الصغيرة جرى تجنيدها مسبقا لصالح جهازه في لبنان او في سوريا ومن ثم جرى ارسالها الى المخيمات.
اليوم، وبعد غيابٍ دام سنوات سبع، تخلله زيارات سرية وسريعة متقطعة لـ”جمعة” الى لبنان، أطل وجه الضابط الخمسيني المثقف – يتقن الانكليزية والفرنسية مع اسبانية متواضعة، ابن “معرة النعمان” السورية، صاحب مهمات سرية خارجية سابقة في بلدان عربية ومتوسطية – أطلّ من البقاع، اي من المنطقة التي خبرها جيدا وزرع فيها ما زرع!
وقد عقد خلال الايام الثلاثة الماضية لقاءات مع “خلايا” عمل على تجنيدها سابقا على ما ذكرت معلومات امنية.
“فايز شكر” غير موثوق!
وكان نصيب أفراد من حزب البعث السوري لقاءات ثنائية ورباعية بعيدا من “أعين” ما يعرف بالامين القطري لحزب البعث السوري في لبنان “فايز شكر”! فخلية أو خلايا “جمعة” داخل الحزب تعمل بتوجيهات الاخير و”على السَكت”. ولم تستبعد المصادر الامنية ان تكون جولة “جمعة” تهيئة لاعمال أمنية غير عادية في البقاع ولبنان.
وربطت بين حضوره المفاجىء والاحدث الامنية الاخيرة في “مخيم عين الحلوة” والتي ادت الى مقتل شخص وجرح آخرين، حيث برز دور لمجموعة مسلحين مجهولي الهوية في تأجيج الاشتباك المسلح داخل المخيم!
زيارته غير عادية، والايام المقبلة قد تفضح دور “خلاياه النائمة”.