إذا أردت أن تقضي على ثقافة مِلّة ٍ أو طائفة ٍ من الناس، سلّط عليهم رجال الدين. يحضرون كالفرسان في كل المناسبات، وبعض الناس يخضعون لهم محنيّي الرأس. إنهم السيّاد، السيّاد الذين يضعون العمامة السوداء ظنا ً منهم أن ذريتهم تعود لجدّهم رسول الله سيّدنا ونبيّنا “محمّد” عليه الصلاة والسلام، علما ً أنّ النبيّ كان لديه ثلاثة ذكور، القاسم وعبدالله وإبراهيم، وقد توفّاهم الله صغاراً فمن أين أتوا بالسيّاد؟ عدا هذا كله يتدخلون في أمور الناس الحياتية ويصدّرون لهم الفتاوى والتكاليف الشرعية حسب ما تقضي مصلحة المصدّر.
يدخلون نوادي الحسيّني وتبدأ الندوات والخطابات والقصص المفبركة التي هي من نسج الخيال، والحاضرون قلوبهم معهم وعقولهم محجوزة في غيبوبة ٍ مخدّرة سلفا ً بأفيون الخطابات الضالّة.
في أحد الأيام من عطلة نهاية الأسبوع كنت في بلدتي في إحدى المناطق الجنوبية، وإذ بالمنادي ينادي للحضور إلى حسيّنية البلدة لمناسبة لم أعد أذكرها لأن المناسبات المفبركة وذكراها كثيرة ما شاء الله، وكنت أنا من الحضور. حضر المشايخ السيّاد مصحوبين بالتكبيرات ((اللهم صلِّ على محمّد وآل محمّد))، معتقدين أنفسهم الإمام “علي” معاذ الله، وبدأت المزايدات في إلقاء المحاضرات الدينية والسياسية والقصص الخرافية. ومن أجمل القصص التي ألقيت على الحاضرين قصة الأفعى التي يبلغ طولها 40 م والتي ستأتي وتلتهمنا! صراحةً، لم أعد أذكر سبب إلتهامها لنا. حينها أدركت أن الخطيب السيّد ذا العمامة السوداء كان متأثرا ً نفسيا ً ومرتعبا ً من فيلم “Anaconda”، ثم يعتلي المنبر مباشرة ً السيّد التالي مصحوبا ً بالتكبيرات كالعادة ليبدأ محاضرته بالتكلم عن رب العالمين ويصوّر في عقول الحاضرين بأنّ الله يعذّب في النار وأنّ كل من لا يتبع طريق “الحسين” عليه السلام له عذابٌ عسير من الله، أو أنّ كل ما يحصل للإنسان هو من صنيعة الله حسب إدّعاء هذا المدّعي، خطيب الغوغائيين الذي يظن أنّ جده رسول الله ولا يعلم أن الله سبحانه وتعالى “غفورٌ رحيم”، “الهادي للصرات المستقيم”، “نور السماوات والأرض” “الرحمن الرحيم” وبه نستعين.
ثم يتطرق إلى موضوع الإمام المهدي المنتظر ونائبه من بعد النبيّ محمّد، علما ً أن قول الله تعالى في القرآن الكريم أن الرسول خاتم الأنبياء والرسل في الآية الكريمة ((ما كان مُحمَّدٌ أَبَا أَحدٍ من رِجالكُم ولكن رسُولَ الله ِ وخاتمَ النَّبِيِّينَ)) “الأحزاب 40″ والآية الثانية ((وما محمَّدٌ إلَّا رسولٌ قد خَلَتْ من قبله الرُّسُل”)) آل عمران 144″.
ويستمر الشيخ أو السيّد في جهره بالخطاب عن المهدي المنتظر ونائبه الإمام الخامنئي، معتبرا ً أنَّ الإمام الخامنئي نائب المهدي المنتظر، علما ً أن المهدي لم يظهر إلى حدّ الآن. على سبيل المثال، صاحب شركة يعين مديرا ً لها والمدير يعيّن نائبا ً له، ما يعني أنّ المدير موجود وهو الذي عيّن نائبا ً له. لذا، كيف يمكن تعيين الإمام الخامنئي نائبا ً للمهدي، والمهدي لم يظهر إلى حدّ الآن؟
الويْح لهؤلاء المنافقين الذين يدّعون بالإسلام، والإسلام منهم براء، هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم سيّادا ً يحتالون على صغائر العقول من الناس، والحمد لله هم كثر، لينهبوا منهم جنى عمرهم تحت مسمى “الخمس” و”السدُسُ” حتى أصبحوا من الميسورين ماديا ً ومن أصحاب المشاريع السكنية ومن مقتني أحدث السيّارات. ولم تعد تكفيهم إمرأة واحدة، يتزوجون الثانية وربما الثالثة أيضاً. علماً أنّ “الخمس” لا يطبّق إلا في الحروب لتقسيمه في المكاسب أو الغنائم في قول الله تعالى ((واعلموا أنّما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا))”الأنفال 410″. و”السدُسُ” أيضا ً هو قانون إرث للنساء في قول الله تعالى ((فإِن كنَّ نساءً فوق اثنتينِ فلهُنَّ ثلثا ما ترك وإِن كانت واحدَةً فلها النصفُ ولأبويه لكلِّ واحد ٍ منهما السُّدُسُ مما ترك إن كان له ولدٌ فإن لم يكن له ولدٌ وورثهُ أبواهُ فلأمهِ الثلثُ فإن كان له إِخوةٌ فلأمه السُّدُسُ من بعدِ وصيَّةٍ يوصي بها أو دَينٍ)) “النساء 11″، وبذلك يتمّ تجاهل أمر الله الذي أمرنا بالزكاة وللميسورين فقط كما ذكر في كتابه العزيز((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) “البقرة 277″، ((وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين))”البقرة 43” صدق الله العظيم.
ثم اعتلى منبر الحسيّنية شيخٌ ثالث من السيّاد مصحوبا ً بالتكبيرات كالعادة، وهي تعدّ من البروتوكولات الدينية، ليحاضر الغوغائيين من العقول التي هي في غيبوبة ٍ دائمة، ليتطرّق في الشأن السياسي وفي موضوع إعادة إعمار مناطق الجنوب تحديدا ً بعد حرب تموز/ يوليو، وليقف عند جهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إعمار رصيف منطقة الأوزاعي ورصيف بلدة كفركلا الجنوبية شاكرا ً إغداقها على أحد الأحزاب ذوات النفوذ مبلغ 400 مليون دولار أمريكي متناسيا ً دولة قطر الريادية التي تكفّلت بإعادة إعمار وترميم أكثر من 12000 وحدة سكنية في بلدات الجنوب، ومن أكبر هذه البلدات، بلدة الخيام وبنت جبيل. ومتناسيا ً أيضا ً الصندوق الكويتي الذي تكفّل بمشاريع صحية وتربوية في الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية، ووديعة المملكة العربية السعودية بقيمة مليار دولار أمريكي في مصرف لبنان المركزي ومكرمتها أيضا ً بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي للحكومة اللبنانية لدفع التعويضات لأهالي المنكوبين في الجنوب والضاحية والبقاع ولإعادة إعمار كافة الجسور المدمرة بداية ً من خلدة الساحلية وصولا ً إلى الجسر الكبير في منطقة الزهراني. خاتما ً الخطاب بالصلوات على محمد ٍ وآل محمد.
لم يعرف أهل الجنوب وتحديدا ً الطائفة الشيعية الكريمة تلك الخطابات الضالّة قبل ظهور الثورة الإيرانية التي استطاعت بمالها الطاهر “المخمس” شراء النفوس من المشايخ السيّاد وبعض السياسيين لتضليل فكر وثقافة الطائفة الشيعية الكريمة عن تراثها ومحيطها العربي. وعلى ما أظن ستتغيّر الأمور في الجنوب، لسبب إدراك المواطن اللبناني الجنوبي أنّ ما يحصل في محيطه الإقليمي سيكون له الأثر الكبير عليه.
كاتب لبناني
alibassad@hotmail.com
المشايخ السيّاد والخطابات الضالّة
أن تكون جنوبياً أو شيعياً فهذا لا يعطيك الحق أبداً أن تتناول طائفة بعينها بكلامك الذي لا يرتقي إلا إلى الكلام الفارغ والذي يقارب تماماً الكلام المفبرك الذي تتهم به غيرك، ومن الأفضل لك قبل أن تنتقد غيرك ممن يستعملون كلام السحرة في المناسبات المفبركة أن تجد لك مناسبة حقيقية للتخلى بها عن غوغائيتك والمساهمة برأي يحمل الحد الأدنى من الإحترام للرأي الآخر
المشايخ السيّاد والخطابات الضالّة
بدعة ولاية الفقيه ما هي إلا فكرة قائد ومفجر الثورة الإيرانية الراحل الإمام الخميني ، الان حامل تلك الولاية خلف الراحل الإمام الخامنئي وايضا سيرحل عن هذه الدنيا والمهدي لن يظهر
المشايخ السيّاد والخطابات الضالّة
كل من لا يعترف بالمهدي فهو لا يعترف باهل البيت والشيعة منه كل البراء واسم علي لا تليق بكاتب المقالة
المشايخ السيّاد والخطابات الضالّة
يوجد رؤية بهذه المقالة خصوصا ان كاتب المقالة اعتمد على البراهين من القرآن
المشايخ السيّاد والخطابات الضالّة
تعلم الكتابة اولاً قبل أن تتجرأ على الامام المهدي عليه السلام :
“الهادي للصرات المستقيم”
الصراط المستقيم وليس الصرات
والظاهر انك لست شيعي ولكنك تريد أن توحي للقرّاء بأنك شيعي من الجنوب تركت التشيع بسبب السياد والمشايخ علما أنّ الامام المهدي وظهوره من المسلمات عند الشيعى والسنة
ولكن السلفيين ينكرون هذه القضية ………