يؤكد رئيس التشاد إدريس دبي أن قسماً من معارضيه يتمركزون، مع أسلحتهم، في شرق ليبيا. وهذا ما أكّده الليبي “رامي العبيدي” في مقابلة مع “فرنسا ٢٤”، قائلاً أن حدود ليبيا “مفتوحة بالكامل” وأن “القاعدة في شمال إفريقيا” باتت الآن موجودة في الجنوب الليبي. وفي جنوب ليبيا يتمركز أيضاً الجهاديون الذين انهزموا من ليبيا، مروراً بالنيجر.
وتنقل جريدة “الكنار أنشينيه” الفرنسية عن “رامي العبيدي” أن وزير داخلية ليبيا، عاشور شوايل، أكّد له أن هواتفه، وهواتف مساعديه، وحتى هاتفه الشخصي المحمول، تخضع كلها لـ”تنصّت” الإسلاميين والميليشيات التي تسيطر على البلاد.
وفي وزارة الخارجية الفرنسية، كما في أجهزة المخابرات الفرنسية، فإن الجميع يتحدث عن عجز السلطات الليبية عن السيطرة على حدودها الطويلة جداً التي تتيح دخول الجهاديين إلى كل أنواع “مخيمات التدريب” على الجهاد. وهذا ما أكّده مدير المخابرات الخارجية الفرنسية أمام عدد من النواب في مجلس النواب في الشهر الماضي. وكان موضوع شهادته تصاعد قوة التيارات السلفية في إفريقيا و”العدوى” التي تنتشر فيها إنطلاقاً من الشرق الأوسط.
ومع أن شهادة مدير المخابرات الخارجية الفرنسية لن تُنشر بالكامل، فإن النواب الذين شاركوا في الجلسة المقفلة يقولون أن المخابرات الفرنسية والغربية تشير إلى “موجة من التطرّف الإسلامي مجتمعات المشرق والمغرب وغرب إفريقيا “. أي في البلدان التي يحكمها زعماء عاجزون وفاسدونن في حين يسمح التمويل الأجنبي ببناء المساجد والمدارس القرآنية والمستوصفات الإسلامية فيها.
وتضيف “الكنار أنشينيه” أن معظم الزعماء الغربيين يعتبرون أن كل الأزمات، سواءً كانت ناجمة عن تحركات جماعات إرهابية أم لا- وسواءً في ليبيا، أو إفريقيا الوسطى، أو سوريا- تشكل مبرّراً لتدخل قواتهم الخاصة. وذلك كان موضوع “ندوة” خاصة انعقدت في منتصف شهر أبريل في قاعدة تابعة للمخابرات الخارجية الفرنسية في “سوج” (بمنطقة “الجيروند”) تحت عنوان “التدخّل الضروري”.
وقد شارك في الندوة ٣٠ مسؤول عسكري من مختلف الجنسيات، أبرزهم الأميرال “وليام ماك رافين”، قائد القوات الخاصة الأميركية
(٥٥٠٠٠ رجل)، والجنرال الفرنسي “كريستوف غومار”، مسؤول “قيادة العمليات الخاصة” (٣٤٠٠ رجل).
وكشف الاميرال “وليام ماك رافين” في تلك الندوة أن رجاله موجودون في ٧٨ بلداً، في مهمات تتراوح بين “التعاون” و”حماية” البلدان المعنية.
وقد دعا العسكريون الأميركيون في تلك الندوة إلى خلق قيادة مشتركة لتسهيل “الشراكات” بين القوات الأميركية والحليفة استعداداً للقيام بعمليات خارجية. مما يعني الإستعداد لتدخلات “أطلسية” في كل أنحاء العالم.