إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
ما زال “لقاء معراب” الذي عُقد بدعوة من حزب “القوات اللبنانية” يثير الجدل في الاوساط السياسية اللبنانية، خصوصا ان اللقاء إنتهى من حيث بدأ بدعوة الحكومة اللبنانية الى تطبيق القرار الدولي 1701ـ الامر الذي لا قدرة للحكومة علىه، وهذا ما يعرفه حزب القوات وكل الذين شاركوا في اللقاء.
فلا الحكومة الحالية ولا الحكومات التي تعاقبت منذ إنتهاء حزب 2006، كانت لديها القدرة على تنفيذ القرار المذكور! فكيف بحكومة تصريف اعمال، وبغياب رئيس للجمهورية، واستعار المعارك جنوبا، وانفراد “حزب ايران في لبنان“، بقرار الحَرب والسلم والمفاوضات مع اسرائيل عبرَ رئيس المجلس النيابي، بمُعزل عمّا تبقى من هيكل الدولة اللبنانية؟
المعارضة التي واجهها اللقاء، أربكت الداعين له، خصوصا انها جاءت علنية، من اربعة نواب سابقين ورئيس حكومة اسبق! ولم تكن معارضة هؤلاء للقاء من حيث الشكل فقط، بل من حيث مضمون الدعوة. فاصدر النواب الاربعة، احمد فتفت، مصطفى علوش، فارس سعيد وانطوان اندراوس بيانا شرحوا فيه سبب مقاطعتهم اللقاء، وهو ما لم تتعوّذ “القوات”، ولا غيرها، على سَماعه من حلفاء الامس.
جنبلاط في الإليزيه: ليثبت نفسه كزعيم للمعارضة.. من دوننا!
وليد جنبلاط زعيم الدروز في لبنان، اجاب عندما سئل عن سبب عدم تلبيته الدعوة للقاء: “لست أنا، بل الحزب التقدمي الاشتراكي هو الذي اتخذ قرار عدم الذهاب إلى “معراب”. ثم ما الفائدة من مقابلة الأشخاص الذين لا يتعرّفون علينا؟”
وسُئل: “تم تفسير غياب الحزب التقدمي الاشتراكي على أنه لعدم السماح لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بتكريس نفسه زعيماً للمعارضة، فهل هذا هو واقع الحال؟”، فأجاب جنبلاط: “لدينا موقفنا الوسطي، ونحن نؤيد منطق التسوية. هو متشدد، وإذا أراد أن يثبت نفسه كزعيم للمعارضة، فليفعل ذلك من دوننا، ليس لدي مشكلة”.
حزب الكتائب اللبنانية شارك في اللقاء من باب رفع العتب، فأوفد ممثلين عنه وغاب عن المشاركة رئيس الحزب ونوابه، خصوصا النائب نديم الجميل، وهو نجل مؤسس “القوات اللبنانية“.
موجة الاعتراضات التي رافقت اللقاء وما بعده أشعرت رئيس الحزب ودائرة المحيطين به، بما يشبه العزلة، خصوصا ان جنبلاط حل ضيفا على قصر الاليزيه بعد ايام من اللقاء، ليناقش مع الرئيس الفرنسي ماكرون الاوضاع في لبنان!
العباءة.. وبيت الطاعة
وسط هذا الزحام، والانشغال، حل السفير السعودي ضيفا على رئيس حزب “ألقوات”، حاملا معه عباءة سعودية مطرزة، هدية لرئيس “القوات”، حرص على تقديمها له امام وسائل الإعلام! وليس من عادة السفير البخاري ان يقدم الهدايا للذين يزورهم امام وسائل الإعلام، خصوصا ان الزيارة لم تكن دعوة للغداء او للعشاء، او للمشاركة في مناسبة ذكرى مولد رئيس “القوات”!!
مراقبون في بيروت قالوا إن رمزية تقديم العباءة لـ“جعجع” يندرج في إطار اعادته الى بيت الطاعة السعودي، وتاليا وضعه تحت عباءة المملكة بعد ان غرد “حزب القوّات“، خلال الفترة السابقة، بعيدا جدا عن خيارات المملكة السياسية.
فـ“القوات” تتحدث عن “حل الدولتين“، ما يعني الخروج على اتفاق “الطائف“ الذي رعته المملكة العربية السعودية قبل 34 سنة، والذي اقام السفير البخاري احتفالاً بذكراه الـ33 في نوفمير 2022.. بمشاركة رئيس القوات؟
جعجع.. إلى الدوحة!
من جهة ثانية، يقول مراقبون، إن قرارَ المملكة وقفَ دعمها لـ“القوات” منذ أشهر، دفع قيادة “القوات” الى البحث عن بدائل للدعم السعودي. وعلى الاغلب، فقد وجدت ضالتها في امارة قطر التي تتبرع لسد الفراغ السعودي. وهذا ما وصل الى المعنيين بالامر في المملكة، خصوصا انه حُكِيَ عن زيارة مرتقبة لجعجع الى “الدوحة”!
ويقول مراقبون ان زيارة البخاري، ورمزية تقديم العباءة لرئيس “القوات“، جاءت لتعيده الى بيت الطاعة من جهة. وأيضاً، لكي تعيدَ بعضا من الزخم الديبلوماسي، بعد ما يشبه العزلة التي أصابت “معراب“، نتيجة الشظايا التي اصابتها عقب “اللقاء” المثير للجدل.
السؤال الآن هو: هل تعود “القوات” الى الثوابت اللبنانية التي ارساها “اتفاق الطائف“، وتتخلى عن طروحات الفيدرالية؟