ماذا لو كان مصير سجن غوانتانامو، الذي وعدت إدارة أوباما بإقفاله، يتقرّر على بعد ألوف الأميال، أي في رمال الصحراء اليمنية؟ فأكثر من ثلث السجناء- 96 من أصل 240- مواطنون من اليمن الذي يُعتبر الأكثر فقراً والأقل إٍستقراراً بين الدول العربية. إن اليمنيين هم الجالية الأكبر بين نزلاء القاعدة الأميركية في كوبا، ولكن واشنطن ترفض إعادتهم إلى بلدهم، وهذا ما قد يتسبّب بأزمة ثقة مع واحد من أهم حلفاء الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
وتخشى الإدارة الأميركية أن ينضم السجناء اليمنيون، فور إطلاق سراحهم، إلى حركة “القاعدة” اليمنية التي أعلنت في يناير 2009 عن إندماجها مع الفرع السعودي، الأمر الذي يدفع الرياض للتخوّف من نشوء “أفغانستان جديدة” على حدودها الجنوبية. فمنذ يناير، أدت عمليتان إنتحاريتان إلى مقتل 4 كوريين جنوبيين. وفي شهر أبريل الماضي، تم تأجيل زيارة نيقولا ساركوزي لليمن بسبب تكرار الإعتداءات على موقع تصدير الغاز المطلّ على خليج عدن الذي بنته شركة “توتال” والذي كان مقرّراً أن يدشّنه الرئيس ساركوزي. وكان مواطنان بلجيكيان قُتلا العام الماضي أثناء زيارة موقع سياحي في حضرموت، كما تعرّضت سفارة الولايات المتحدة لعملية إنتحارية نجم عنها سقوط 17 قتيلاً كلهم من اليمنيين.
الجنرال دافيد بترايوس، الضابط الأميركي الأعلى رتبة في الشرق الاوسط، يحذّر من أن “اليمن أصبح ملاذاً للجهاديين”. وقد تمّ إعتقال 2 من أخطر المطلوبين السعوديين في “تعز”، بجنوب صنعاء، في شهر مارس الماضي. ولكن مئات المطلوبين السعوديين الآخرين ما يزالون في الجهة الأخرى من الحدود التي يسهل التسلّل عبرها بين البلدين، والتي يبلغ طولها 1300 كيلومتراً. وفي مطلع شهر أبريل، جاء إكتشاف مغارة- تحتوي على أسلحة، وحبال وكاميرات تُستخدم لربط الرهائن وتصويرهم- ليؤكّد مخاوف مسؤول الإستخبارات الأميركية، دنيس س, بلير: وهو أن بلاد أسامة بن لادن ليس فقط “قاعدة لعمليات القاعدة داخل اليمن وخارجها فحسب”، بل وهي “تلعب دوراً في تدريب الإرهابيين وتسهيل تنقلاتهم”.
ويقر المستشار السياسي للرئيس اليمني، السيد “عبد الكريم الإرياني”، بأن “التهديد بات جدياً”. ويضيف، في صالونه المكتظ بالكتب، أن “القاعدة تملك الأموال اللازمة لتجنيد الأعضاء”، وأن “بن لادن لم يخفِ يوماً إعتقاده بأن اليمن تمثّل أرضاً خصبة لتنظيمه”. دولة ضعيفة، وقبائل قوية، وميّالة إلى إيواء الجهاديين وحمايتهم بإسم الضيافة التقليدية، وجبال تسمح للخلايا الإرهابية بالإختباء فيها: إن عوامل الشبه مع أفغانستان ملفتة للنظر.
“أصبح مصدراً للمعلومات”
وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد لعب الورقة الإٍسلامية طوال سنوات من أجل تعزيز سلطته. وبعد أن أرسلت ألوف الجهاديين لمقاتلة الروس في كابول إبان سنوات الثمانينات، فقد جنّدتهم صنعاء في الجيش اليمني، بعد عودتهم، من أجل قمع التمرّد الإنفصالي في الجنوب. وفي الآونة الأخيرة، استخدمت السلطة نفس الأنصار الجهاديين ضد المتمرّدين الزيديين (الشيعة) في الشمال.
لقد تم تحييد التهديد الإسلامي بصورة مؤقتة بواسطة برنامج إعادة تأهيل يخضع له أكثر من 400 من أنصار “القاعدة” الذين أودعوا السجون بضغط من الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. ولكن “هذا البرنامج سمح للسلطات، بصورة خاصة، بإبرام إتفاق ضمني مع الجهاديين يتعهّدون بموجبه بعدم القيام بعمليات إرهابية داخل اليمن نفسه، على أن تغلق السلطات أعينها إذا ما قاموا بعمليات في بلدان أخرى”، حسب المحلّل السياسي “مراد ظافر”. وقد توجّه بعض أولئك الجهاديين إلى العراق لمقاتلة الأميركيين. ويعلّق الدكتور الإرياني مستاءًا: “الأميركيون يقولون لنا الآن “لقد خدعتمونا”. ولم يعد لديهم الآن ثقة بأننا مؤهلون لاستقبال سجناء غوانتانامو وإعادة تأهيلهم”.
والواقع أن حنق الأميركيين ظهر حينما قامت صنعاء، في أواخر 2007، بإطلاق سراح “جمال بدوي”، الذي كان أحد مخططي العملية الإرهابية ضد المدمّرة الأميركية “كول”، التي تسبّبت بمقتل 17 من جنود المارينز قبالة ساحل عدن في أكتوبر 2000. ولكن اليمن ينظر إلى موضوع إعادة تأهيل الإرهابيين نظرةً مختلفة: “بدوي يخضع للإقامة الجبرية. أليس من الأفضل تحييده على هذا النحو؟ فهو بذلك يصبح مصدراً للمعلومات. حقاً أن الأميركيين غير راضين، ولكن ذلك ليس مشكلتنا”- حسب ما قال لنا وزير يمني فضّل عدم نشر إسمه.
“إذا أردت أن تتعشى مع الشيطان، فالأفضل أن يكون لديك ملعقة طويلة”، حسب ما يقول المثل الفرنسي. ومنذ وقوع عملية إرهابية ضد أحد مباني قوى الأمن، في أغسطس 2008، فقد بدأت سلطات اليمن تدرك حدود التعاون مع الجهاديين. ويقول ديبلوماسي غربي: “اجتاز الإرهابيون عتبة جديدة حينما بدأوا بالقيام بعمليات ضد النظام”.
ويقول الصحفي عبد الإله شيا، وهو الوحيد الذي اجتمع في مطلع السنة مع الزعيم السرّي لـ”القاعدة في الجزيرة العربية”، “عبد الكريم الوحيشي”، أن “القاعدة تسعى لاستنزاف السلطة عبر الإكثار من العمليات التي قد لا تكون عمليات باهرة بالضرورة ولكنها تكفي لإبقاء حالة من الذعر في اليمن الذي يواجه حالة تمرّد في الجنوب وعصياناً لم يتوقف نهائياً بعد في الشمال”. وأضاف أن “الوحيشي” قال له أن أهداف تنظيمه الإرهابي هم: “الأجانب، ومصالحهم (السفارات، ومرافق النفط) ومسؤولي الأمن اليمنيين”.
إن عدد الجهاديين قد لا يتجاوز بضع مئات، ولكن وجودهم يكفي لإثارة قلق الرئيس صالح الذي توجّه إلى قبائل “مثلّث الشر” في شهر فبراير طالباً منها تسليم المتطرفين الذين تستضيفهم في ثلاث مقاطعات مجاورة للسعودية. وقد استجابت القبائل لطلب الرئيس. وتم الإعلان عن عمليات إعتقال تحقّقت بفضل المعلومات التي وفّرتها القبائل لأجهزة الأمن. ويقول وكيل وزارة الخارجية، السيد محيي الدين الضبي: “لقد وضعت أجهزتنا الأمنية يدها على أجهزة كومبيوتر كثيرة، وهذا ما سمح لنا بالتعرّف إلى الشبكات وبكشف أنصارها. نحن نخوض حرباً، ولكننا لم نربحها بعد”.
وهذا صحيح خصوصاً أن الجيل الأخير من الجهاديين لم يعد يرغب بعقد أي “صفقة” مع السلطة. فهؤلاء الناقمون الشبان، المتأثرون بحرب العراق، يتخذون موقفاً معارضاً بالكامل للسلطة ويعتبرون الجهاديين القدامى خونة، لأنهم تعاونوا مع السلطة. وزعيمهم، “الوحيشي”، هو أحد أعوان بن لادن. وكان قد فرّ من سجن صنعاء، مع 22 سجيناً آخر، في العام 2006، وهذا بفضل تواطؤات صريحة من جهاز أمن السجن.
“لا يرغب أحد بتوظيفهم”
ليس هنالك شك في أن المتطرفين سينظرون إلى سجناء غوانتانامو، في حال إطلاق سراحهم، كأهداف ينبغي تجنيدها. فبعد 7 سنوات من السجن بدون إثبات أية تهمة ضدهم، فإن حقد هؤلاء عميق ضد الأميركيين، خصوصاً أنهم تعرضوا لمعاملة سيئة. ومع ذلك فإن “صفية”، وهي والدة أحد المسجونين في غوانتانامو تقسم بأن إبنها “سلمان لن ينضمّ للمجاهدين مجدداً، بل سنحجزه داخل المنزل إذا كان لا بد من ذلك”. وعلى غرار معظم المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو، فإن “سلمان”، الذي وقع في الأسر في باكستان في 2001، يرفض نقله إلى مركز تأهيل سعودي بموجب تسوية يبدو أن صنعاء وواشنطن تتدارسانها الآن.
لقد عاد سائق بن لادن السابق، ويدعى “سالم حمدان” إلى اليمن في ديسمبر الماضي، وهو عاطل عن العمل حالياً. وهو في نفس وضع 13 يمنياً عادوا إلى البلاد خلال السنتين الأخيرتين، فإن “أحداً لا يرغب بتوظيفهم” حسب ما تقول منظمة “هود” اليمنية التي تسعى لإعادة تأهيلهم في المجتمع. وقد ندّدت منظمة “هيومان رايتس ووتش” الأميركية في تقريرها الأخير بالتعذيب الذي تعرّض له المساجين السابقون لدى عودتهم إلى اليمن. وهذا مع أن أحداً منهم لم يعاود نشاطه الإرهابي. ولكن صحفياً نجح في تجاوز الحظر الرسمي للقاء بهم يحذّر بأن “مساجين غوانتانامو السابقون بخضعون لرقابة شديدة. وبعضهم تزوّج من جديد. وقد ضمنت عائلاتهم حسن سلوكهم. ومع ذلك، فإن المساجين السابقين الذين لن يعثروا على عمل دائم سيلبّون نداء “القاعدة” بعد مدة”.
مراسل الفيغارو: جورج مالبرونو
“الفيغارو” الفرنسية: اليمن هو القاعدة الخلفية الجديدة لـ”القاعدة”يبدو أنك لم تفهم ما قصدت، لن اكرر ولن أوضح أكثر. الرئيس على عبد الله صالح مثله مثل بقية الزعماء العرب. عندما يتململ الامازيغ في المغرب او في الجزائر، او الاقباط في مصر، و السنة في ايران، و الشيعة في البحرين الحكومات المركزية في هذه البلدان لا ترحب ولا تتعاطف مع مثل هذا التململ. لا… بل تقمعه بقوة، حفاظا على السلم الاجتماعي ووحدة البلاد. اليمن اليوم دولة واحدة. تنميط البشر بمفردات رديئة مثل السلب والنهب والعيب في معتقدات الآخرين من سلوكيات العوام ولا يمكن ان يكون من فكر فنان تشكيلي مثلكم يحمل شفافية… قراءة المزيد ..
“الفيغارو” الفرنسية: اليمن هو القاعدة الخلفية الجديدة لـ”القاعدة” في التعليق الاول “سي عبيد ” حمل السعودية والجيران المشاكل الموجودة في اليمن, أي خرجوا الزيدين من جديد جافين من الماء , واكبر مغالطة ارتكبها عندما دكر التالي (في اليمن حتى نهاية عهد الامامة المذهب الرسمي هو المذهب الزيدي) من اجل اعطاء شرعية لصالح (الزيدي القح) في مواصلة الامامة في اليمن بعد الوحدة بشكل عام, متناسيا ان الجنوب ليسة له علاقة بالشيعة اطلاقا لا من باب ولا من طريق , والزيدية احد فروع الشيعة وليس السنة للعلم فقط . في الانسان اشياء يمكن تطويعها وتغيرها لانها مكتسبة وليس غريزية , ولكن الأشياء… قراءة المزيد ..
“الفيغارو” الفرنسية: اليمن هو القاعدة الخلفية الجديدة لـ”القاعدة”الاهداء للاخ سي عبيد – منقول من الهدهد. “المعارضة اليمنية تتهم صنعاء باستخدام مليشيا شبيهة بالجنجويد لمواجهة الحراك الجنوبي”. اتهمت أحزاب اللقاء المشترك – تجمع المعارضة اليمنية – السلطة بإنشاء مليشيا مسلحة تشبه “الجنجويد ” لمواجهة الحراك الجنوبي والمتظاهرات الاحتجاجية جنوب البلاد . وحذرت لجنة الحوار الوطني الذي أنشأتها المعارضة اليمنية لمواجهة الأزمة التي تمر بها اليمن، أجهزة السلطة وخاصة في بعض المحافظات الجنوبية من استخدام مليشيا ” الجنجويد ” لقمع المواطنين . وقالت في بيان صحفي الاثنين – تلقت صحيفةالهدهد الدولية نسخة منه – “إن السلطة بدأت تعد وتنظم مظاهرات لمجاميع شبيهة… قراءة المزيد ..
“الفيغارو” الفرنسية: اليمن هو القاعدة الخلفية الجديدة لـ”القاعدة”إلى الأخ الفنان التشكيلي: الوحدة لا تحتاج تنظير. الوحدة لم تكن من حيث المبدأ قدر الجنوبيين ولم تكن أساس بقاء الشمال، فالوحدات السياسية الصغيرة قابلة للنمو برخاء وبمشاكل أقل. وإنما كانت بكل صراحة من كلا القيادتين طفرة من الطفرات السياسية الغير محسوبة والتي تصلح لتجيش الجماهير. قيادة الجنوب خرجت مكسورة مهزومة، كما يقال، خرجت من المولد بلا حمص. بينما قيادة الشمال حولت الوحدة إلى عرس سياسي كبير، واحتفالات ومهرجانات على مدى السنوات التسع من خلالها يجسد الرمز والزعيم على غرار ناصر وكاسترو وكافة الأبطال الأسطوريين، في وقت كانت الوحدة تتطلب قيام جهاز إدارة… قراءة المزيد ..
“الفيغارو” الفرنسية: اليمن هو القاعدة الخلفية الجديدة لـ”القاعدة” الى متى الحروب الصليبية العربية؟! الوحدة اليمنية تقع على ضفتين من نهر الزمن , بين الميتافيزيقية – روحية- للجنوبيين , فقط, مقابل مادية مطلقة- نفعية- للشماليين دون غيرهم . أي احدهم يتغذى وجبة دسمة بفضل الوحدة ( حق حلب البقرة المقدسة بشكل انفرادي ) والآخر يكتفي فقط بالرائحة مند 22 مايو 1990 إلى اليوم , كل العادة بعد الغداء الشماليين يستريحوا على أرائك الوحدة المريحة ليتناولوا القات لهضم المعارف التي تفرزها العقلية القبيلة الرثة , يتغنوا بالانجازات التي تمت قبل دقائق على مائدة الغداء , إما الجنوبيين فيجب عليهم البحث عن وجبة… قراءة المزيد ..
“الفيغارو” الفرنسية: اليمن هو القاعدة الخلفية الجديدة لـ”القاعدة”في اليمن حتى نهاية عهد الامامة المذهب الرسمي هو المذهب الزيدي وهو مدرسة فقهية مسالمة، وهناك كثير من اتباع المدرسة الشافعية ايضا وهم مسالمون، إضافة الى كثير من الطوائف الصوقية الاخرى لكن بسبب هجرة الكثير من اليمنيين الى دول النفط المجاورة حيث تترعرع الافكار السلفية ذات الصبغة الجهادية، يعود هؤلاء مشبعين بهذا الفكر ويبدأون في تكوين الخلايا الارهابية والاتصال بالقاعدة خاصة وان اليمن يتمتع بمساحة واسعة من الحرية، إضافة الى كثير من الانفلات الامني بسب نفود رجال القبائل و القيادات الدينية وجل هؤلاء يحسبون على دول الجوار. لا استغرب في ظل هذه الظروف… قراءة المزيد ..