ماهر شرف الدين – كلنا شركاء
لم تكد الثورة السورية تلجأ إلى السلاح دفاعاً عن نفسها حتى حصل الأمر الآتي: ضابط شبه هامشي يجلس في الصفوف الخلفية للجيش السوري، تدفعهُ يدٌ خفيَّة ليصبح بشاربَيه المعقوفين في الصف الأول!
– من دمَّر بابا عمرو؟
– العميد عصام زهر الدين.
– من يدير معركة حلب الآن؟
– العميد عصام زهر الدين.
– من قصف درعا؟
– العميد عصام زهر الدين.
– من حرَّر المخطوفين في مدينة التل؟
– العميد عصام زهر الدين.
… حتى بات في وسعنا ملء أي فراغ في أي جملة تتحدّث عن عمل عسكري انتهى بمجزرة باسم هذا الضابط السوبرمان!
فما حكاية هذا المجرم “الأسطوري” الذي خرقَ الإعلام السوري “تقاليده” فاتصل به شخصياً أكثر من مرّة لينفي خبر مقتله بالقول “إن روحه تقمَّصت”!! في تعبير خبيث يريد القول للسوريين إن من يقتلكم الآن هو “ضابط درزي”.
***
حين بدأت تتسرَّب – في الأشهر الأولى للثورة السورية – لوائح بأسماء الضبّاط السوريين المجرمين الكبار (من رتبة عميد فما فوق)، كان لافتاً عدم وجود أي اسم لأي ضابط من السويداء (والأمر نفسه حصل مع لوائح عقوبات الاتحاد الأوروبي)؟
في تلك الأيام جرى الحوار الآتي بيني وبين أحد الأصدقاء حول هذه المسألة تحديداً، أي مسألة غياب الضباط “الدروز” الكبار عن تلك اللوائح:
– برأيك، هل حدث ذلك سهواً؟
– لا.
– هل تقصَّدوا إذاً تحييد ضباط السويداء الكبار بهدف جذبهم إلى صفوف الثورة؟
– أيضاً لا.
– إذاً، ما هو سبب غياب أسماء ضباط كبار من السويداء عن اللوائح؟
– السبب هو أن لا وجود لهم أصلاً!!
وللقارئ غير المطَّلع جيداً على تاريخ العلاقة بين أبناء الجبل والجيش السوري بعد سنة 1966، سأشرح باختصار المفاصل الأساسية لتلك العلاقة، كي يفهم السرّ الحقيقي في عدم وجود أي ضابط كبير من السويداء في موقع قيادي فعّال في قيادات الجيش، ومن ثمّ كي يفهم سرّ الإعداد السريع للوجبة القاتلة المسمّاة العميد عصام زهر الدين.
***
معارضة أهل السويداء لنظام حافظ الأسد خرجت من البوابة العسكرية أولاً.
كيف؟
في العام 1966 نفَّذ حافظ الأسد وصلاح جديد أكبر حملة تسريحات في تاريخ الجيش السوري شملت 300 ضابط من جبل العرب من أرفع الرتب إلى أدناها، بينهم اللواء فهد الشاعر واللواء حمد عبيد، استكملاها بإعدام قائد “كتيبة المغاوير” سليم حاطوم الذي حاول الانقلاب رداً على حملة التسريح.
كان الحضور العسكري لأبناء معروف – منذ استقلال سوريا – يكاد لا يُضاهى في الجيش السوري (يوم قيام انقلاب الثامن من آذار سنة 1963 كان القائد العام للجيش والقوات المسلحة ووزير الدفاع من السويداء، وهو الفريق الركن عبد الكريم زهر الدين)، وقد حدث ذلك بما يشبه “التواطؤ” الوطني بين السوريين عرفاناً منهم بالدور الكبير الذي اضطلع به أبناء الجبل في سبيل تحرير سوريا من الاستعمار الفرنسي (وقبله الاستعمار التركي حيث كان ثوار الجبل بقيادة سلطان الأطرش هم أول من دخل دمشق – قبل وصول الجيش العربي – ورفعوا العلم العربي على السرايا في ساحة المرجة).
لذلك كان هذا الحضور الفاعل أبرزَ عقبة في طريق الثنائي الأسد – جديد لإحكام قبضتَيهما على الجيش السوري. وقد كان لتصفية الوجود العسكري لأبناء الجبل في الجيش نتيجة كارثية سريعة بسبب قيام حرب 1967 بعد أشهر قليلة فقط من عملية التسريح الواسعة، فأدى الفراغ الذي تمَّت تعبئته على أساس الولاء (الطائفي)، وليس الكفاءة، إلى أداء سيء للجيش نتج عنه خسارة الجولان.
والأمر نفسه قام به الأسد على المستوى السياسي، حيث اعتقل منصور الأطرش وأخرج شبلي العيسمي من سوريا (وحتى في لبنان اغتال كمال جنبلاط)، إضافة إلى حصاره الأمني والسياسي لسلطان الأطرش في قريته بعدما رفض هذا الأخير عروض الأسد بمنصب سياسي له يحوّله من رمز وطني كبير إلى مجرّد موظف عنده.
بل إن حافظ الأسد هذا – بسبب خشيته من الانتقام وخوفه من أن يلقى مصير الرئيس السوري الأسبق أديب الشيشكلي الذي اغتاله أحد أبناء الجبل ثأراً لمجزرته التي ارتكبها منتصف الخمسينيات – لم يزر السويداء سوى زيارة يتيمة لو عرف بها المستر هيوغ بيفر لما تردّد في ضمّها إلى موسوعة غينيس كأقصر زيارة في التاريخ. ففي يوم 27 آذار 1982 هبطت طائرة هليكوبتر تقلّ حافظ الأسد في بلدة القريّا، ولم يكد ينزل منها حتى عاد إليها، بعد أقل من 5 دقائق… هي المدة التي احتاجها الصحافيون لالتقاط صورة له – وهو يقرأ الفاتحة أمام جثمان سلطان الأطرش – لتتربّع على صدر الصفحات الأولى في الصحافة الرسمية.
هذا الخوف والتوجُّس الدائمان من انتقام أبناء الجبل لإقصائه لهم، والذي تمَّ بطريقة خاطفة، جعل حافظ الأسد يقضي بشكل شبه كامل على أي حضور حقيقي للدروز في الجيش، مكتفياً بانتقاء الانتهازيين منهم. أما من لمع نجمه في ما بعد في الجيش من ضباط الجبل فقد قام بقتله أو إعلان خيانته (كما فعل مع العقيد الشهيد رفيق حلاوة في حرب تشرين 1973)، أو تسريحه بشكل مبكر (كما حصل مع ضباط كثيرين ربما يكون أبرزهم العميد نايف العاقل بطل تحرير مرصد جبل الشيخ وقد كان يومها برتبة ملازم).
وسرعان ما تحوّلت السويداء إلى ما يشبه الثكنة العسكرية. بل إن عموم السوريين كانوا يتداولون بأن فروع المخابرات الأكثر قذارة في سوريا موجودة في حماة ودير الزور والسويداء. وإذا كان مفهوماً ذلك بالنسبة إلى حماة التي ارتكب فيها النظام مجزرته الرهيبة، وإذا كان مفهوماً ذلك بالنسبة إلى دير الزور التي كانت متعاطفة مع خصم حافظ الأسد (صدام حسين)، فإن تفسيراً آخر غير الذي قدّمناه لا يمكنه أن يشرح سبب التركيز الأمني على السويداء.
والحقيقة أن هذا العداء بين النظام والجبل ظلَّ قائماً حتى مطلع الثمانينيات، حيث حصل حدثان كبيران غيّرا بعض الشيء من طبيعة هذه العلاقة المتشنّجة: الحدث الأول وفاة سلطان الأطرش الذي لم يكن زعيماً للجبل فحسب، بل كان بوصلته السياسية أيضاً، فخلا الجو لحافظ الأسد لفبركة زعامات وهمية لبعض الانتهازيين الذين بدأوا يروّجون له ولسياسته مستغلِّين حصول الحدث الثاني، والذي أعني به أحداث حماة، والتي تحوَّلت إلى معركة طائفية محضة.
شيء غير قليل في المزاج الشعبي تغيّر في الجبل في تلك السنوات، حيث حصل بعض الانكفاء وصولاً إلى ما يشبه العزلة التي أدارها الأسد الأب ببراعة بين الطوائف. وهذا الحال لم يكن يوماً حال الجبل الذي كانت لأبنائه مكانة رمزية في الوجدان السوري بسبب طليعيَّتهم في الثورات السورية المتعاقبة.
مفصل آخر غيّر علاقة أهل الجبل ببقية المكوّنات، وهو ما اصطلح على تسميته بـ”هبة السويداء” سنة 2000، وهي أول انتفاضة شعبية تقوم ضدّ بشار الأسد بعد أيام قليلة من تسلّمه مقاليد الحكم. وقد بدأت هذه الانتفاضة – ككل الانتفاضات والثورات – إثر مشكلة سببُها سياسة النظام، صودف أنها حصلت بين الأهالي وبعض البدو الذين سلّحهم محافظ السويداء بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وهم بالتحديد جماعة سعود السعيد الذي كان يجاهر بأنه لا يدخل دار بدويّ لا يُعلِّق السلاح في مضافته. وتطوّرت هذه المشكلة لتصبح انتفاضة عارمة ضد النظام الذي تم طرده بشكل كامل من السويداء، إلى أن أعاد الدخول بالدبابات، على جثث 41 شهيداً ومئات الجرحى. وكي نفهم كيف استثمر النظام تلك الانتفاضة لتحييد الجبل هذه الأيام، علينا أن نعود إلى ما فعلته ماكنته الإعلامية في ذلك الوقت من العام 2000 على محورين:
الأول تحريض السوريين ضد الانتفاضة باعتبارها “ثورة درزية” تستهدف “البدو – السنة”!
والثاني تحريض أبناء الجبل على الجنود السوريين باعتبار أن الضابط الذي قاد العمليات في السويداء هو “ضابط سني” من حوران، وأن العسكري الذي نفّذ مجزرة المشفى التي راح ضحيتها أكثر من 30 شهيداً هو “مجند سني” من حماة!!
وفي الحقيقة إن هذه المعلومة الأخيرة تُشكِّل مدخلاً نموذجياً لفهم الدور الذي يؤديه العميد المجرم عصام زهر الدين الذي أُولج – كما سرَّبت مصادر النظام – قيادة عملية اقتحام بابا عمرو ومعركة حلب وسوى ذلك من الجرائم.
الشريط القديم تمَّ وضعه في مسجّلة جديدة، والصوت الذي كان سنة 2000 خفيضاً ها هو يعود قوياً جهورياً: مجزرة بابا عمرو قام بها “ضابط درزي”!!
يا للبراءة! السنّة قتلوا الدروز عام 2000، وها هم الدروز يقتلون السنّة اليوم!
ولكن حقاً: من هو العميد عصام زهر الدين؟
***
إنه الابن العاق لقرية “الصَّوَرة الكبيرة” (45 كم عن دمشق)، كان قبل الأحداث مجرّد قائد كتيبة، متذمِّر دائماً بسبب رفض قيادته منحه سيارة جديدة، وقلِق – كأي ضابط من أبناء السويداء – من فكرة تسريحه المبكر.
ومن قائد كتيبة تحوّل عصام زهر الدين على الفور إلى قائد لواء! وليس أي لواء: لواء النخبة في الحرس الجمهوري! ومن المطالبة بسيارة جديدة إلى موكب كامل من سيارات الحراسة. وغابت أخبار الفرقة الرابعة عن الإعلام لتحلّ محلّها أخبار اللواء 105، وانتشى العميد الملطّخ بالدماء وهو يجد اسمه منافساً لاسم العميد ماهر الأسد في أبوّة المجازر على أثير الفضائيات. لقد استُبدل عميدٌ غامض بعميدٍ غامض، وليس السبب هو الرغبة في استبدال ماركة القتل، بل الرغبة في استبدال ماركة القاتل.
وفي حين يخاطر الضباط بحياتهم للقيام بانقلاب عسكري يصلون به إلى قمة القيادة، لم يحتَجْ عصام زهر الدين إلى شيء من هذا، لأن اليد الخفية – التي تحدّثنا عنها قبل قليل – حملته من الصفوف الخلفية حملاً ووضعته على كرسي مجاور لكرسي الرئيس!
التقى بشار الأسد بالعميد عصام زهر الدين قبل معركة بابا عمرو بأيام، وقبل أن يُربِّت على كتفه الموعودة بالسيوف بدل النجوم، حدّثه عن “الدولة الفاطمية”!! وهو الحديث نفسه الذي كان قد أسمعه لوفد السويداء الذي زاره!
وقد اعتمد النظام السوري أسلوباً خبيثاً في تعويم اسم زهر الدين في الإعلام، وذلك عن طريق التسريبات المفخخة للفضائيات المعادية له. حيث يقوم أحد عملاء النظام الذين نجحوا في اختراق إعلام الثورة بتسريب خبر مقتل زهر الدين مع تضخيم موقعه في الجيش النظامي، بطريقة ظاهرها الرغبة في تضخيم إنجاز الجيش الحر باغتياله، وباطنها تضخيم الفضيحة عند ظهور زهر الدين حياً يُرزق وتحقيق الهدف الرئيسي من ذلك كلّه: أن يُزرَع في روع السوريين المنتفضين أن قاتلهم ضابط من السويداء، وأن حلف الأقليات قائم على قدم وساق.
اليوم بات يكفي أن تكتب في مستطيل “غوغل” كلمة “العميد” حتى يعطيك من بين الخيارات الأولى اسم عصام زهر الدين متبوعاً بكلمة “درزي”. واليوم لا يحرص النظام على شيء مثل حرصه على عدم إسالة الدماء في السويداء، وإظهارها موالية له والتعتيم على الثورة المتقطّعة الجارية فيها، كي تبقى في يده الورقة الأهم التي يساوم العالم بها: حماية الأقليات.
لقد مسخَ حافظ الأسد الحضور العسكري لأبناء الجبل في الجيش، حيث لم يسمح لكفاءاتهم بالوصول إلى أي موقع حساس، إلى درجة أن الأسد الابن حين أراد أن يُبرز للإعلام اسم ضابط درزي كبير كمسؤول عن القمع لم يجد ما يُعتدّ به، لذلك تمَّ سلْق هذا الاسم سلْقاً في شخص العميد عصام زهر الدين الذي جاء على المقاس المطلوب في انتهازيته وطائفيته، إضافة إلى استثماره الرخيص لاسم جدّه الفريق الركن عبد الكريم زهر الدين الذي تمَّ تسريحه بعد انقلاب حزب البعث.
***
في سنة 1998، وقد كنت آنذاك أؤدي خدمتي الإلزامية في “الفرقة 11 دبابات”، حضر قائد الفرقة اللواء الركن مفيد أبو حمدان عرضاً عسكرياً للوائنا المرابط بالقرب من مدينة حماة. كان هذا الضابط (من أبناء السويداء) قد تسلَّمَ قيادة الفرقة حديثاً، وقد أثار ذلك استغرابنا – نحن مجنّدي السويداء – لما لهذه الفرقة من أهمية كبرى في السيطرة على المنطقة الوسطى بسوريا، إضافة إلى سمعتها الحديدية التي اكتسبتها بسبب مشاركة ألويتها في قصف مدينة حماة مطلع الثمانينيات، وبالتالي يجب على من يتسلّمها أن يكون موضع ثقة تامة من قبل النظام.
وكانت ثمة معلومة طريفة يتداولها الجنود عن سبب إقصاء اللواء الركن الذائع الصيت توفيق ماجد جلّول عن قيادة الفرقة، مفادها أن جلّول – الذي حظيَ بسمعة كبيرة في الجيش السوري – جعل جنود الفرقة يهتفون باسمه، محوّلين الهتاف الشهير “بالروح بالدم نفديك يا حافظ” إلى: “بالروح بالدم نفديك يا جلّول”. وفور وصول الخبر إلى حافظ الأسد قام بتوبيخه وإحالته على عمل إداري هو رئاسة مكتب التفتيش في الجيش.
بالطبع، ربما يكون في هذه القصة بعض المبالغة التي يشتهر بها العسكر، لكنها كانت منتشرة بشكل كبير أقرب إلى اليقين. وما يهمّني منها الآن أن أشرح الطريقة التي قمتُ بها – أنا وبعض مجنّدي السويداء ومن بينهم رفيق عسكريّتي جمال خداج أحد ناشطي مدينة شهبا البارزين اليوم – باستغلال هذه المعلومة لاختبار مدى جرأة اللواء مفيد أبو حمدان (ابن السويداء) وإذا ما كان ذا هيبة مثل سلفه اللواء جلّول.
فما إن بدأ الحفل الذي يجب علينا – نحن العسكر – إشعاله بالهتافات والفداءات لحافظ الأسد وأسرته (خصوصاً بشار وباسل)، حتى قمنا بتحوير شطر من جُوفيَّة (وهي ضرب من ضروب الغناء الشعبي يشتهر به الجبل) تقول: “يا أبو طلال وتلبق للزعامة” (أي: يا سلطان الأطرش إن الزعامة تليق بك). لتصبح: “يا أبو حمدان وتلبق للزعامة”!
ولم نكد نعيد هذه الجملة للمرّة الثالثة حتى قام اللواء أبو حمدان إلى المنبر وأخذ الميكرفون ليقول حرفياً: “فليعلم الجميع بأنني مجرّد جندي في جيش الرئيس المناضل حافظ الأسد”!!
لن أنسى ما حييتُ الطريقةَ الانفعالية التي نطق فيها “قائد” الفرقة هذه العبارة الذليلة والمذعورة. آنذاك أدركنا السرّ الحقيقي وراء تسليم حافظ الأسد قيادة هذه الفرقة لضابط من السويداء: لأنه مسخ ومتزلّف.
لذلك قلت للذي سألني عن سبب غياب ضباط السويداء الكبار عن تسريبات القيادات العسكرية الفاعلة في عمليات القمع بأن لا وجود حقيقياً لهم، لأن الأسدين لم يسمحا إلا بوجود المسوخ وضعاف الشخصية.
***
هذه السنة شهد الجيش السوري أوسع مراسيم ترفيعات لضباط من السويداء منذ العام 1966. فهل حدث ذلك بسبب عقدة ذنب يحسّ بها النظام بسبب أقصائه لضباط السويداء طوال نصف قرن؟ أم أن النظام اكتشف فجأة كفاءة ضباط الجبل؟ أم أنه أُعجب فعلاً بلمعة شواربهم المعقوفة فوقعَ في غرامهم من النظرة الأولى؟…
بالطبع لا. وبالطبع لن يستطيع أبناء الجبل خيانة تاريخهم، ولذلك فشلت الجولة التي قامت بها زوجة العميد المجرم عصام زهر الدين (بصفتها ماذا؟!!) على بعض القرى لإقناعها بالتسلُّح.
الضابطان اللذان انشقا حتى اليوم من أبناء السويداء (الملازم أول خلدون زين الدين والعقيد مروان الحمد) كانا مهمومَين في بيانَي انشقاقهما بإظهار هذه النقطة الجوهرية: أبناء السويداء لا يخونون تاريخهم، والكبوة التي وقع فيها الحصان لا بدّ من تعويضها.
لقد سبق أن كتبتُ بأن لجبل العرب تعريفَين: أول فرضته الجغرافيا (جبل خامد) وثانٍ فرضه التاريخ (جبل ثائر). ولا يمكن للجغرافيا أن تهزم التاريخ في المكان الذي ما زالت تتردَّد فيه صيحات سلطان الأطرش ورفاقه.
كلنا شركاء