العلمانية مفهوم حديث في التاريخ الغربي لايتعدى عمره القرنين، حيث برز أول مرة في فرنسا أثناء مصادرة الحكومة لأموال الكنيسة، وقد وُصفت تلك العملية بالعلمنة.
ومعروف أن التعريف التقليدي للعلمانية هو فصل الدين عن الدولة أو عن السياسة، في حين يشدد مخالفو العلمانية على المزج بين الدين والسياسة، وبالذات الإسلاميون الذين يعتقدون أن الدين الإسلامي يختلف عن الأديان الأخرى التي لاتولي أهمية للسلطة والسياسة، كالمسيحية واليهودية، ويؤكدون على أن الإسلام دين سياسي، وبأن السياسة تندرج في ذات الدين، وأن المسلم لايستطيع إلا أن يكون سياسيا. فنبي الإسلام، باعتقادهم، وهو اعتقاد صحيح، كان يتمتع بشخصية سياسية متكاملة لأنه مارس السياسة بكل أبعادها، لذلك شكل أمة إسلامية سياسية وبنى مجتمع المدينة/الدولة. على هذا الأساس نجدهم يشددون على لزوم الاقتداء بالنبي وإتباع طريقه الديني – السياسي، وأي دعوة لفصل الدين عن السياسة بالنسبة إليهم هي دعوة مذمومة لايجوز تنفيذها.
إن العلمانية لاتعني فحسب فصل الدين عن السياسة، بل ذلك ليس سوى نتيجة من نتائجها، إنما هي تستند إلى علاقة وطيدة مع عالم الطبيعة والمادة وتبتعد ما أمكن عن عالم ما بعد الطبيعة. هي توصي بعدم الإشارة إلى دور الدين في القضايا المتعلقة بالحياة الطبيعية، لأنها تعتبر الدين أحد عناصر ما بعد الطبيعة. بمعنى أنها تؤكد على إبعاد دور الدين عن الشأن العام، أي عن السياسة والاقتصاد والتعليم وغيره من المسائل. والشاهد على ذلك أن العصر الحديث شهد جهدا بشريا كبيرا في هذا الطريق، أي في طريق فصل مسائل الطبيعة عن مسائل ما بعد الطبيعة.
وفي الكويت، حينما كان مرشحو انتخابات مجلس الأمة يترددون على الديوانيات للحصول على دعم روادها، كانت العبارة التي يودّع بها أهل الديوانية المرشح هي “عسى الله يوفقك في الانتخابات”، أي أن العبارة المستخدمة مع المرشح كانت دينية تنتمي إلى عالم ما بعد الطبيعة (العالم غير العلماني) من أجل التعاطي مع أمر طبيعي مادي وبشري (أمر علماني). وهذا يعني بأننا لا نزال نتعاطى مع الشأن الطبيعي استنادا إلى الإطار ما بعد الطبيعي، وأن لغتنا لا تزال لغة غير علمانية، في حين أن العلمانية تُفصل الشأن الطبيعي عن الشأن ما بعد الطبيعي، وتستخدم لغة طبيعة للقضايا الطبيعية المادية البشرية، وتتعاطى مع مسائل ما بعد الطبيعة بلغة تصب في الاتجاه ما بعد الطبيعي. فاللغة دليل على علمانية أو عدم علمانية أي شخص. فهناك فرق في أن يودّع إنسانا صديقه بجملة “نراك غدا” العلماني بدلا من جملة “في أمان الله” الديني غير العلماني، إذ اللغة تشهد على أن صاحبها قد يؤمن بالعلمانية أو إنه قد لا يؤمن بها ولا يزال بعيدا عن أصلها.
إن عالم ما بعد الطبيعة، الذي ينتمي إليه الدين الإسلامي، يتدخل بصورة كبيرة في حياة المسلم ويساهم في تشكيل صورة الحياة ويبث الروح فيها وفي أسبابها وعللها. وبما أن الإنسان هو مجموعة من الأفكار والأسباب، فإنه عادة ما يتبع الأسباب، التي فيما لو كانت دينية فإنه سيصبح إنسانا دينيا، أما إذا ما كانت غير دينية فسيصبح إنسانا علمانيا. وهذا الأمر ينطبق كذلك على أفراد المجتمع في أن يوصفوا بالمتدينين أو بالعلمانيين. على هذا الأساس يوصف إنسان العصر الحديث بالعلماني لأنه استبدل أسباب الحياة الدينية بأسباب أخرى غير دينية، أي بأسباب علمانية. فعلى سبيل المثال، من أسباب نظافة الإنسان المسلم اتباعه الحديث النبوي الذي يقول “النظافة من الإيمان”، أي بسبب ارتباط النظافة بالإيمان لابد أن يكون المسلم نظيفا. في حين أن العلماني لايبحث عن أسباب النظافة في الحديث النبوي أو في النص الديني إنما يبحث عنه عن طريق العقل الطبيعي الذي من شأنه أن يوصله إلى هذه النتيجة حتى لو لم يتوفر في الدين ما يحث على ذلك.
إن مختلف صور الحياة ومختلف مؤسسات المجتمع، الرسمية وغير الرسمية، من سياسية واقتصادية واجتماعية وخدماتية وتعليمية وغيرها، الموجودة في المجتمعات الدينية موجودة أيضا في المجتمعات العلمانية. إذن ما الفرق بين الأثنين؟ بمعنى أنه ما الذي يجب أن يميز المجتمع الديني عن المجتمع غير الديني؟ إن الذي يجب أن يميز أحدهما عن الآخر لابد أن يتعلق بالأسباب أو بالعلل. بمعنى أن الإثنين، العلماني والديني، يتوصلان إلى نتائج متشابهة بشأن معظم قضايا الحياة ومسائلها، لكن الأول ينفذ أفكاره وأهدافه إنطلاقا مما يمليه عليه العقل البشري من أسباب دون النظر إلى رضى الله أو عدم رضاه، في حين أن الثاني ينطلق في تنفيذ أهدافه وأفكاره استنادا إلى دواعي رضى الله لا غير.
لكن هناك فرقا كبيرا بين المشروع الديني والمشروع العلماني، إذ الأول يعتقد، غصبا وزورا ومن دون أي دليل عقلي أو نصّي، بأن الدين يملك مشروعا متكاملا للحياة، بمعنى أن الدين الإسلامي بالنسبة لأنصاره هو “دين ودنيا”. في حين يعتقد الثاني عكس ما يعتقد الأول، إنه يستند إلى العقل لا إلى النص الديني في رسم صورة الحياة المادية الطبيعية العقلية وفي تطوير مختلف جوانبها. وفي الانتخابات البرلمانية في الكويت اتجهت جماعات الإسلام السياسي في الدعاية لمرشحيها انطلاقا من عبارة “التكليف الشرعي”، حيث امتنعت عن التصويت للمرشحين غير الدينيين، وبالذات للعلمانيين والليبراليين والمرأة، وأكدت على “حرمة” التصويت لهؤلاء لما فيه من “إثم ومعصية” و”نشر للفسق والفجور” و”تعدّ على شرع الله”. بمعنى أن تلك الجماعات دخلت ساحة الانتخابات والتصويت من بوابة المشروع الديني وأدبياته ومن خلال الأسباب والعلل الدينية المتصلة برضى الله. في المقابل نجد أن الجماعات غير الدينية، العلمانية والليبرالية، استندت في ذلك إلى العقل والمصلحة والواقع، أي إلى الأسباب العقلية الطبيعية غير الدينية لا إلى المشروع الديني والأسباب الدينية والنص الديني.
ssultann@hotmail.com
كاتب كويتي
4 تعليقات
العلمانية.. هل تصلح لمجتمعاتنا؟ (1 – 2)
قبل بيان الفرق بين بين مشروعية المشروع الاسلامي والمشروع العلماني لا بد ان نذكر ان مسألة ذات اهمية بالغة وهي ان اي فكرة او عقيدة او مذهب في سبيل اكتساب شرعية لا بد ان تكون الفكرة او العقيدة او المذهب يطابق الواقع ومعنى الواقع هو حقيقة الامر اي ان القضية كما يجب ان تكون بحقيقتها كما في المسأالة الرياضيه لو جمعنا عدد مع عدد اخر لا بد ان يكون الجمع صحيح والا اذا كان العد خطا فهذا يعني مخالفة الواقع
وان نقطة الصراع بين الفكر الاسلامي والفكر العلماني حول نوع المشروعية فالاسلام له مشروعية من قبل الله تعالى باعتبار الله له الكشف الكامل للحقائق لذلك تشخيص الله للواقع غاية بالدقة كما في تشخيص الله تعالى من الجزئيات والذي قد يعجز العقل من اكشتافها ومعرفتها اما العقل فوسيلة كشفه للكليات يتفق مع الوحي كما في حسن العدل وقبح الظلم لكن الاختلاف يحصل في جزئيات العدل والظلم والاختلاف يظهر في الجزئيات لذا نلاحظ العقلاء يختلفوا في كثير من الجزئيات لذا صرح الدكتور عبد دراز في كتابه دستور الاخلاق في القران بان القانون الفطري غير كاف اذا اقتصر على مصادره الفطرية وهناك الالاف من الجزئيات لم يستطع العقل الجزم بها بل وقع بين المشروعية كما في الخمر ولحم الخنزير والربا بينما الوحي اعطى الجواب الجازم من زمن بعيد وهذا يدل اتساع دائرة الكشف لدى الوحي
ان الله تعالى منبع الوجود للموجودات ومن الناحية العقلائية ان صاحب الاختراع لا يجوز له ان يسرقالاختراع ويتصرف كيفما يشاء فالعقلاء يعتبروا مثل هذا التصرف بمثابة عدوان على صاحب حق الاختراع وان هذا الكلام ينطبق على الله تعالى اذ لا يجوز ان يزاحم في ارادته وتشريعاته فان الله تعالى صاحب الولاية التكوينية والتشريعية قال تعالى لله الخلق والامر اي صاحب الولاية التكوينية والتشريعية وان الصراع بين العلمانية والاسلام يكمن حول السيادة فالانسان المسلم يعتقد بان السيادة لله تعالى بينما العلماني يعتقد ان السيادة للعقل والحقيقة ان الذي يعتقد بان العقل هو يمثل السيادة له ولا يسمح لله باي حكم او تشريع يعتبر بمثابة سارق اشبه بالشخص الذي يسرق الاختراع من الغير وينسبها لنفسه
العلمانية.. هل تصلح لمجتمعاتنا؟ (1 – 2)
في الحقيقة قبل بيان الفرق بين شرعية المشروع الاسلامي وشرعية المشروع العلماني لا بد ان نذكر مسألة ذات اهمية بالغة وهي ان كل فكرة او عقيدة او مذهب في سبيل اكتساب شرعيته لا بد او تكون فكرته او عقيدته او مذهبه مطابق للواقع ومعنى الواقع هو حقيقة الامر اي كما يجب ان تكون القضية بحقيقتها ونقطة الصراع بين العلمانية والاسلام هو ان الاسلام يكتسب مشروعيته من الله تعالى باعتبار ان الله تعالى له الكشف المطلق للحقائق لذلك تشخيص الله تعالى لكل الجزئيات يكون بغاية الدقة اما لو اعتمدنا على العقل فقط فالعقل في الكليات يتفق مع الوحي كما هو الحال في قبح الظلم وحسن العدل اما في الجزئيات فالعقل يحصل له الاختلاف في الجزئيات والمسالة المهمة التي تتعلق في حياة كل انسان هي الجزئيات كما في الربا والسرقة والعقوبات والخمر واكل لحم الخنزير والمئات من القضايا المعروفة لدى الجميع والله تعالى هو منبع الوجود للموجودات ومن الناحية العقلائية ان صاحب الاختراع لا يجوز لاحد ان يسرق براءة اختراعه ويتصرف كيفما يشاء فالعقلاء يرفضوا مثل الامور لانهم يعتبروا هذه القضية عدوان على صاحب الاختراع كذلك الله تعالى لا يجوز لاي مخلوق ان يزاحمه في ارادته ومشيئته لذلك فالله تعالى صاحب الولاية التكوينية والتشريعية قال تعالى لله الخق والامر اي الولاية التكوينية والتشريعية في هذا الكون والصراع بين الاسلام والعلمانية حول هذه السيادة فالمسلم يقول الولاية لله اي الشرعية لله اما العلماني يقول السيادة للعقل والذي يكتسب شرعيته من العقل فقط دون الرجوع الى الله تكون القضية اشبه بالشخص الذي يسرق حق الاختراع من قبل الغير فالحرية التي تعتمد عليه العلمانية كمعيار تكون باطلة لان الاعتماد عليها مجردا عن الله بل من خلال الاعتماد على العقل فقط ان نقطة الخلط بين الاسلامين والعلمانين هو مسألة فهم الاسلام فالفكر العلماني لم يكن له فهم لتصورات وافكار الاسلام نحو الكون والانسان والحياة والمجتمع بشكل صحيح بل يحمل في كثير من الاحيان صورة سلبية لا ايجابية وفي المقابل في الفكر الاسلامي هناك تيارت اسلامية مختلفة منها من له فكر سلفي والفكرالسلفي معناه فكر غير منتج اي انه فكر ينظر الى الامور من زاوية واحدة وفهم ضيق للامور لذلك كثير ما يتعسف اتجاه كثير من الامور هذا مما سبب رؤية سلبية للعلمانين اتجاه الاسلام وهذا من حقهم ولكن ليس من حقهم الركون الى الفكر السلفي واعتباره هو النموذج الاسلامي بل ان الفكر السلفي بشتى تشكيلاته المختلفة منها الجهادي والدعوتي والتكفيري لا يمثل الاسلام بل لا يمثل الا نفسه بل ان ان الفكر السلفي في كثير من الاحيان يسيء للاسلام مما ينعكس على عظمة الفكر الاسلامي وكذلك هناك الفهم الناقص للاسلام المتمثل باستعمال ادوات ناقصة للوصول الى الحكم الشرعي مما يخلق حالة من الضبابية وسوء الفهم للواقع الخارجي نتيجة عدم التشخيص للواقع وكذلك هناك الفهم الخاطى للاسلام من قبل العلمانين انفسهم لذلك لا بد من البحث عن المدرسة الواقعيية وفي الدائرة الشيعية هناك الاتجاهات التقليدية وهي الغالبة بها تيارت مختلفة تعتمد على الفهم الحرفي للنص في الغالب ورويتها للامور لا تكون دقيقة بعكس المدرسة التجديدية التي يتزعمها السيد محمد باقر الصدر والذي استطاع ان يوفق بين الغيب والعقل او الوحي والعقل بثنائية رائعة ومن خلال الفهم العرفي للنص استطاع ان يتنج فكر اسلامي غاية في الروعة كما في كتاباته فلسفتنا واقتصادنا والاسس المنقطية للاستقراء واعتمد الى احدث ما توصل اليه الفكر البشري في الفلسفة والمنطق وعلم الرياضيات بينما الفكر السلفي يعتبر هذه العلوم بدعة لا يقترب منها ومن هنا يظهر الفرق الشاسع بين مدرسة السيد الصدر والفكر السلفي وغيره واستطاع السيد الصدر من خلال نظرية الاحتمالات ان يجعل جسر بين عالم الغيب والشهود ويثبت كثير من الحقائق الغيبية وجود الله والانبياء والمعاد من خلال نظرية الاحتمالات واخيرا نقول ان الحق ليس ما قاله افلاطون ولكن الحق اصدق فليس ما قالته العلمانية والسلفية والسيد الصدر بل الحق اصدق فالمطلوب هو الحق اين كان مصدره وهذا ما ينبغي للعاقل ان يبحث عنه لان العاقل لو ثبت له ولو واحد في المئة ان هذا الطريق من ناحية الاحتمال قد يسبب خطر على حياته فلا بد للعاقل ان يحترز ويبتعد عن ذلك الطريق لانه خطر على حياته والكلام ينطبق على عالم الغيب فهل هذا الكون الهائل بتنظيمة الدقيق الا يدل على مكون ومشرع حكيم يقول جميز جينز ان في عقولنا تعصبا يعود الى
العلمانية.. هل تصلح لمجتمعاتنا؟ (1 – 2)
الاديان حرمت العنف والاكراه والارهاب والمليشيات الطائفية والمافيات لانها تؤدي الى عبادة الانسان لاخيه الانسان ولقد نادت وباعلى صوت بلا اكراه في الدين لا اكراه في السياسة لا اكراه في الزواج ولا يمكن لاي مجتمع ان يتطور اذا كان هناك اكراه او مافيات او مليشيات ولنا في التاريخ عبرة لمن يريد ان يعتبر فالدول الشمولية وفرعون وعاد وثمود والصفويون … دمرت وانتهت وذاقها الله العذاب بالدنيا قبل الاخرة وذلك نتيجة سننية اجتماعية لظلمهم واستعبادهم واكراههم للاخرين ونعلم ان مجتمع الرشد هو المجتمع الذي يطبق الديمقراطية واحترام الانسان اي العدل اي السواء وسيادة القانون على الجميع دون تمييز وهو مطلب الهي مقدس وعلى الانسان والمجتمعات تطبيقه وسيسال عنه لانه من لم يطبقه يعتبر مشرك اي ظالم ومنه يعتبر مجلس الامن لا ديمقراطي وعلى العالم ايجاد مجتمع الرشد وتمثيله بالامم الامتحدة التي يجب ان تساعد الانسانية على انهاء الظلم في العالم.ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.
فكر علماني ارتفاعه 17 كيلومتر
يعجبني في فكر الاستاذ فاخر العرض المباشر بدون لف او دوران ..فهو يقول العلمانية تقتضي ابعاد الدين عن الشان العام والسياسة والاقتصاد والتعليم وان لا نستخدم عبارة الله يوفقك ..ولا نقول في امان الله ..ولا حتى النظافة من الايمان ..وان لايكون اي عمل يتم من منطلق رضى الله .. وانما لانه ضرورة .. وان لا تتدخل عوامل ما وراء الطبيعة بالشان الطبيعي ونسي القول ايضا ان لا ننهى عن السرقة والرشوة لانها حرام وانما لانها مصدر خسائر اقتصادية ..والزنا غير مرغوب لاحتمال الاصابة بالايدز وليس لانه حرام … طيب تعالوا معي ننظر هل يمكننا القيام بذلك ام لا …واين نحن فعلا ..فقد سبق وان كتبت فقرة اكررها الان لانها مهمة …انا الانسان ابن الانسان لم اقم باختيار تاريخ ومكان ولادتي …ولن اتمكن من اختيار مكان وتاريخ وفاتي ..( بالتاكيد لن يختار احد الولادة زمن الحرب العالمية الثانية ولا مكان الولادة الصومال مثلا )اي البداية والنهاية الخاصة باهم شي عندي ( انا ) لا اقررها بنفسي ..وايضا تعالوا ننظر في الاقتصاد .. غذاء دواء مواد اولية وغيرها …لانستطيع تحويل القطب الى استواء لاننا لو نجحنا بذلك فربما فربما نضغط على الدول الصناعية ذات المياه والامطار والغابات حتى تخفف من سرقة مواردنا الاولية ..وايضا لا نستطيع تعديل حصتنا بالليل والنهار لتكون انسب اقتصاديا لخطط التنمية ..كما يتعذر علينا حصر الزلازل بالدول الغنية فقط لانها اقدر على تحمل تلك المصائب والتخفيف من مخاطرها ..ولا يمكننا تغيير مسار تيار المحيط الاطلسي الذي يدور من شمال القارة الاوربية الى القطب الشمالية نزولا الى الساحل الشرقي للقارة الامريكية والذي يتسبب لنا بفاجعة كبيرة وهي تكوين منطقة الصحراء الافريقية الجافة والحارة ولو تمكنا من ذلك لاصبحت امريكا صحراء كبرى وصارت التشاد مثل سويسرا بعدد بحيراتها ومناخها ..ولا ازيد على الاستاذ سلطان واذكر مسالة واحدة فقط وهي اننا لا نستطيع الصعود الى فوقنا لاكثر من خمسة عشر كيلومتر لانعدام الاوكسجين وانخفاض الضغط بحيث يخرج الدم من العيون والانف ودرجة الحرارة خمسين تحت الصفر كما لا نستطيع النزول الى تحتنا لاكثر من كيلومترين فقط ولو فعلنا ذلك لاصبحنا مثل الدجاج المسلوق والمشوي بنفس الوقت .. بمعنى اخر نستطيع ان نفكر بطريق علمانية ضمن مسافة عامودية لا تزيد عن 17 كيلومتر ولو فعلنا ذلك … فاننا وعند ذلك نحتاج الى الاستعانة بالله تعالى فهل ادركتم كم هو تفكيرنا سطحيا ..؟؟