“العدو الغاشم” يفعلها: لكن، أين الحفرة ؟

0

كل الجيوش المهزومة تفعلها.. إنتقاماً. وقد تعرض جيش إسرائيل لهزيمة كبرى يوم السبت 7 أكتوبر 2023.

وعدا ذلك، معظمنا يتحدث عن أن “إجرام إسرائيل بدون حدود”.

وهذا عدا أن القصف الإسرائيلي لمباني مرتفعة في غزة منذ ثاني يوم حرب لم يكن “مقنعاً”، وبدا مجرد “تدمير إنتقامي” لمباني سكنية، أو مباني مكاتب، في غزة أكثر منه قصفاً “جراحياً” لمواقع عسكرية تابعة لـ”حماس” أو لـ”الجهاد الإسلامي”.

ثم أن وكالات الأنباء، وحتى الأمم المتحدة، كانت قد تحدثت عن إنذار إسرائيلي بوجوب إخلاء المستشفيات الغزاوية، بما فيها المستشفى الكويتي الذي رفض طلب الإخلاء.

مع ذلك، لا مفر من التحقق والبحث عن الأدلة.

 

الرواية التي انتشرت، بالعربية والإنكليزية وغيرها، هي أن صاروخاً إسرائيلياً أصاب المستشفى الغزاوي. خصوصاً أن الجيش الإسرائيلي كان قد طلب “إخلاْء” عدد من المستشفيات قبل أيام.

وقد نشرت “الجزيرة” القطرية على موقعها المعلومات التالية:

شركة تركية: دلائل على قصف المستشفى المعمداني بقنبلة “إم كيه 84″

18/10/2023

قالت شركة “تروي” التكنولوجية الدفاعية التركية إن علامات وصول الذخيرة إلى المستشفى الأهلي المعمداني في غزة جراء قصفه، فضلا عن صوت الانفجار وقوته، “تشير إلى أنها قد تكون ناتجة عن قنبلة إم كيه- 84 (MK-84)”.

وتعمل شركة تروي في مجال تقنيات الرؤوس الحربية والصواريخ الصغيرة والمواد الكيميائية شديدة الانفجار من الدرجة العسكرية.

وأجرت الأناضول، اليوم الأربعاء، لقاء مع مدير الشركة سعيد أرسوي بركتلي أوغلو (تحقّق “الشفاف” عبر مراسلنا في إستانبول من أن الشركة حقيقية وليست وهمية)، للتعليق على الصور والمشاهد التي انعكست على الرأي العام في ما يتعلق بقصف المستشفى المعمداني في غزة أمس الثلاثاء، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.

وأوضح بركتلي أوغلو أن علامات وصول الذخيرة إلى المستشفى وصوت الانفجار وقوته تشير إلى أنها قد تكون ناتجة عن قنبلة “إم كيه- 84” بوزن ألفي رطل (910 كيلوغرامات) مجهزة بـ”ذخائر الهجوم المباشر المشترك”، وليس صاروخا، وذكر أنه مع هذا التجهيز تحولت القنبلة إلى ذخيرة دقيقة موجهة.

تشغيل الفيديو

مدة الفيديو 01 minutes 03 seconds

01:03

قوة تدميرية كبيرة

وفي إشارة إلى أن القنبلة تحوي قرابة 430 كيلوغراما من المواد المتفجرة، قال بركتلي أوغلو إن الذخيرة يمكن أن تكون مدمرة للغاية إذا وصلت إلى هدفها بالزاوية المناسبة.

ولفت إلى أنه تمكن تعبئة هذه الذخيرة بأنواع مختلفة من المتفجرات لزيادة فعاليتها، وأن قنبلة “إم كيه- 84” تحوي مادة “إتش إم إكس” ولها تأثير اختراق يمكن أن يدمر مبنى بسهولة.

وقال “الاحتمال الآخر هو أنه يمكن أن تكون قنبلة خارقة للتحصينات من طراز BLU-109، وكلتا القنبلتين في مخزون الجيش الإسرائيلي”.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة المجزرة الإسرائيلية التي استهدفت المستشفى المعمداني مساء الثلاثاء بلغت 471 قتيلا، منهم 28 حالاتهم حرجة.

وأثار قصف المستشفى إدانات شديدة في عواصم عديدة، مع اتهامات للمجتمع الدولي بالتواطؤ مع إسرائيل، ودعوات إلى ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.

المصدر : وكالة الأناضول

 المشكلة في هذا الكلام لمدير مؤسسة عسكرية تركية  هي أن صاروخ “مارك “84 قادر على تشكيل حفرة بعرض 50 قدمًا (15 مترًا) وعمق 36 قدمًا (11 مترًا). يمكن أن يخترق ما يصل إلى 15 بوصة (38 سم) من المعدن أو 11 قدمًا (3.4 مترًا) من الخرسانة، اعتمادًا على الارتفاع الذي يتم إسقاطه منه، ويسب,شظايا مميتة إلى دائرة نصف قطرها 400 ياردة (370 مترًا). ], وهذا ما تنبه له المعلقون الأتراك لاحقاً، فبدأوا بالبحث عن تفسيرات أخرى.

(وهنالك مشكلة أخرى، قد يكون لها أهمية، وهي أن “وزارة الصحة في غزة” تابعة لحركة “حماس”، وليس للسلطة الفلسطينية).

 

للمقارنة: ينبغي البحث، مثلاً، عن حفرة إنفجار تشبه حفرة اغتيال الشيهد رفيق الحريري أدناه، هذه مثلاً:

النظرية، غير المنطقية نفسها نُسِبت إلى جريدة “وول ستريت جورنال” الأميركية بناءً على الرابط التالي:

https://9gag.com/gag/ay2AGnW

المشكلة هي أن الرابط أعلاه “مزيف” وأنه لا يوصل إلى موقع جريدة “وول ستريت جورنال” التي تزعم العكس على موقعها. إذاً، هنالك “زعبرة” هنا .

 

فيديو وكالة “تاس” الروسية

الفيديو أعلاه روسي، وليس إسرائيليا. والمدهش أنه لا تظهر فيه “حفرة إنفجار” ولا تدمير كبير. أكبر حفرة تظهر فيه هي بحجم قريب من 1 متر، وهذا يمكن أن يثير شكوكاً حول العدد الهائل من القتلى والمصابين الذين صرّحت عنهم وزارة الصحة في غزة.

مشاهد الفيديو الروسي لا توحي بسقوط مئات القتلى، وقد نكون مخطئين.

ماذا يعني كل ما سبق؟ ما الذي يضمن صحّة التسجيل الصوتي الذي بثه الجيش الإسرائيلي وبه شخصان يؤكدان أن صاروخاً لحركة”الجهاد الإسلامي” سقط خطأ فوق المستشفى؟ هل التسجيل حقيقي، أم مزور؟ لا نعرف.

 

هل نصدق “شهادة” الرئيس الأميركي جو بايدن الذي جزم أن مصدر الإنفجار ليس إٍسرائيليا؟ هذه نتركها للقارئ، علماً أن جو بايدن لم يصل إلى الحكم على ظهر دبابة، وأنه ليس مضطرا للمغامرة بسمعته كرئيس لأكير دولة في العالم من أجل السيد نتنياهو الذي يكن له كرهاً شديداً.

اترك رد

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading