أعلن حسن نصرالله أمين عام حزب الله اللبناني في مقابلته الأخيرة على قناة OTV التابعة للتيار الوطني الحر، في الثالث من كانون أول/ديسمبر 2013، أنه من أول الأحداث في سوريا الى الآن لم يصل عدد قتلى حزبه إلى رقم 250 ، وهي أقل مما كنا نتوقع. ورغم أنه حاول مغالطة مستمعيه على طريقته فيما تكلم، ولكن هناك على مقالته مقالات:
أولها: عندما أشار للرقم بقوله من أول الأحداث، فهذا يعني أن مشاركة جماعته لعصابة النظام في القتل والتشبيح كانت من بداية الأحداث وهي ماكانوا ينفونه باستمرار، وأنها لم تكن متأخرة إلى الوقت الذي ابتدأت فيه معارك القصير عندما أعلنوا عن عبورهم الحدود ومشاركتهم فيها.
ثانيها: بيانات حزبه الرسمية في نعي قتلاهم تشير إحصائياً إلى 272 قتيلاً حتى تاريخ المقابلة، وهو عدد يتجاوز ماذكره حسن نصرالله على الأقل.
ثالثها: إعلان موقع كلنا شركاء الإلكتروني ( http://www.all4syria.info/Archive/117271 ) منذ يومين تمكّنه من توثيق صور لحوالي 1000 قتيل من حزب الله قُتلوا في مناطق مختلفة من سورية وبينهم عشرات من القادة الميدانيين الفاعلين في الحزب، وَعَدَ الموقع بنشرهم على عشر حلقات تباعاً لكشف كذب إعلانات الحزب عن حجم قتلاه، وتغيير اتجاهه بذهابه إلى المدن السورية بدلاً عن إسرائيل التي يدّعي مقاومتها.
رابعها: إذا كان عدد القتلى الحزب اللاوية قرابة الألف، فإن هناك عدد مصابين بالآلاف باعتبار أن معدل الجرحى عادة مايكون أربعة أضعاف إلى خمسة لكل قتيل، يكون فيهم نسبة غير قليلة من الإصابات الخطيرة والإعاقات ممّا لم يعلنوا عنهم.
خامسها: مكان قتلى الحزب اللاوي وجرحاه بمئاته وآلافه واتساع رقعته الممتدّة من حلب شمالاً إلى درعا جنوباً مروراً بالقصير والقلمون والنبك ودمشق والغوطة، وعبورهم في الداخل السوري مئات الكيلومترات ليمارسوا أعمال القتل المتوحش، مما كان بعضه ذبحاً بالسكاكين وتقطعياً بالسواطير وحرقاً بالنار، فهو تأكيد واضح على عدوانهم وعدوانيّتهم التي تمنح السوريين حق الدفاع المشروع عن أنفسهم في وجه هذه الهمجية، وأن دخولهم جريمة وإجرام مهما كانت الأسباب التي تستروا بها.
وأخيراً، وهو المهمّ والأهم: هل ينفع تدخل الميليشيات الحزب اللاوية بما فيها أيضاً الإيرانية والعراقية وغيرها في إنقاذ نظام مستبد فاسد قاتل انتهى من الأيام الأولى لخروج مئات الألوف من السوريين محطّمين جدران الخوف، ومكسّرين تماثيل الرعب في ساحات المدن وشوارعها منادين بسقوط الأسد وعصابته، أم أن المسألة عندهم هي إشاعة القتل والدمار إنفاذاً لمضمون إنذارهم، “الأسد أو حرق البلد”، لجعل فاتورة سقوطه على السوريين وقد حزموا أمرهم برحيله والخلاص كبيرة جداً..!؟
أياً كانت الإجابة، فالسورييون قالوا كلمتهم برحيل الأسد وعصابته، وحسموا قرارهم، وكان أمراً مقضياً. وإنه لممّا لا شك فيه أن لعنة دماء السوريين ستلاحق هذه الميليشيات وقياداتها أياً كانوا، وتكون وبالاً عليهم، فلكل ظالم يوم ولكل مجرم أجل، وساعة الحساب آتية، وويل يؤمئذٍ للمجرمين.
cbc@hotmailme.com