مشت الحاجة بخطى سريعة في الشارع العريض في حارة حريك، وهي تراقب وجوه سائقي السيارات واحداً تلو الآخر. ركضت فجأة وتوقفت فجأة. هرع إليها صاحب مقهى يعرفها: “يا حاجة اشبك شي؟” أجابت بعدما التقطت أنفاسها: “والله صرنا مجانين، شكيت بواحد في سيارة جيب. بس ما انفجر، معقول ينفجر؟ والله ما عاد عنا عقل ولا فينا أعصاب”. ملأ الدمع عيني الحاجة وهي تردد لصاحب المقهى ما روته إحدى المصابات جرّاء التفجير الأخير. وقد أشارت إلى أنها رأت الانتحاري وشكّت بأمره وكان ظنّها بمكانه. باتت الحاجة تعيش دقيقة بدقيقة، فيمرّ الوقت ثقيلاً وهي تنتظر عودة زوجها سليماً “من عمله في البرج إلى منزلنا في الحارة”. والحاجة التي بكت كثيراً يوم لحق أصغر أبنائها بأشقائه المهاجرين إلى أميركا، تشكر الله اليوم على الفرصة التي أتيحت لهم، أي الهجرة، في بلاد الأمن الممسوك. ناولها صاحب المقهى كوب عصير، وعلّق: “ما عادت الضاحية تشبه نفسها بعد التفجيرين الأخيرين”. بعدما فقد مقهاه روّاده، يمضي أبو محمد معظم وقته في مراقبة الناس في الشارع: “يمرون مسرعين وكأن أحداً يتبعهم. بعضهم يمشي جنب الحائط ومعظمهم يتلفتون يميناً وشمالاً خوفاً من انتحاري قريب، خصوصاً أن الرسائل القصيرة عبر الهانف لا ترحم. فمرة تشير إلى دخول سيارة مفخخة ومرة أخرى تنصح بعدم التجوّل، ولا نعرف إذا كان يجب أن نصدّقها أم لا”.
يفرض الموت لعبته على أبو محمد والحاجة يسرى كما يفرضها على كثيرين من أهل الضاحية. حين يغمضون عيونهم في الليل ويكون يومهم قد مرّ من دون أن يروا وجهه، يشعرون بأنهم سجّلوا هدفاً في مرماه. ولعلّه يتحكّم بقواعد اللعبة، فإذ به يوهمهم أنه يتمشى في آخر الشارع، أو عند زاوية المبنى، أو يختبئ في إحدى السيارات أو يلتصق بخصر شاب، أو حتى امرأة، ممن خضعوا لغسل دماغ على أيدي المجموعات المتطرّفة.. ينهكهم، يفرض عليهم الهروب كل ساعة وكل دقيقة، وانتظار الأحباء بقلق مساء كل يوم، وهم يعودون من المدارس والجامعات ومراكز العمل. وهو يستفيد من ظروف البعض للاستمرار بحربه عليهم، بينما يحاول البعض الآخر التفلت منه باللجوء إلى مناطق أخرى لا يظنونها على جدول زيارات الانتحاريين وزارعي العبوات، أو اتخاذ تدابير تبعده عن طريقهم.
الظروف
يلوح النزوح في أذهان عدد من أبناء الضاحية، يفكرون به جدياً ويبحثون في إمكان تحقيقه. لكن الظروف تقف عائقاً أمام تحقيق مخططاتهم فيستسلمون للوضع الراهن. وإذا استثنينا أبناء الضاحية الذين يعتبرون الخروج منها استسلاماً وتخلياً عن فعل المقاومة ومشاركة في ضربها، فإن الروتين الخاص بكل عائلة قد خُرق عن سابق تصور وتصميم، أو عن غير قصد لدى عدد من سكان المنطقة.
هكذا حمل حسين حقائب أطفاله الأربعة وتوجّه صوب قريته الجبيلية بعد اتفاق عقده مع مديرة مدرسته السابقة لاستضافة اثنين من أطفاله في صفوفها. أخذ قرار الرحيل عن الضاحية منذ الانفجار الثاني الذي طالها، لكنّه لم يجرؤ على تركها إلا بعدما وصف الطبيب لزوجته دواء للأعصاب. قال: “أملك البديل فلماذا لا ألجأ إليه خصوصاً أن سنّ أولادي يسمح بذلك”. ما زال يقصد الضاحية للعمل، وما زالت زوجته تعدّ الدقائق ليعود إليها، “لكنّها على الأقل ما عادت تقلق على الأولاد وسلامتهم”. خسرت العائلة المنزل والمدرسة والحي والجيران، لتربح راحة البال. لا يعرف حسين متى العودة إلى ذاك الروتين، لكنه يؤمن بأن للوضع الراهن في الضاحية نهاية.
“عين الرمّانة” لا تريد شيعة
مثله يحاول جواد إيجاد بديل من منزله في الغبيري، حسم أمره لحماية طفله الوحيد، ابن التسعة أشهر. هو يبحث عما يسميه “ستوديو” صغيراً يؤويه وعائلته الصغيرة، ويفضّله في عين الرمانة “لأن لي أصدقاء هناك”. حتى الساعة لم يجد طلبه، “فإما مبلغ 400 دولار أو 500 دولار زهيد بالنسبة إلى المعروض، وإما أهل المنطقة لا يريدون شيعياً بينهم؟” يجيبه الخبير العقاري “الاثنان معاً”، ويشير “المعروض ليس أقل من 800 دولار، وإذا وافق صاحب الملك على تأجير شيعي يشترط أن يتم ذلك وفق عقد لا تزيد مدّته الزمنية عن ستة أشهر، خوفاً من ردة فعل المستأجرين الآخرين”.
يروي الخبير العقاري أنه قصد امرأة ترجّته لإيجاد مستأجر لشقة تملكها في عين الرمانة، وحين أتاها بزبون من الضاحية، رفضت تأجيره. قالت: “ولو أبو وائل، يا شيعة يا سوريين؟ أنا لا مشكل لدي لكن الجيران ما زالوا أصحاب قلوب مليانة. شو نسيت نحنا بعين الرمانة؟”.
إلى أن يجد جواد طلبه، تعيش زوجته وابنه عند أهلها في بيروت بينما ينام هو في منزلهما تجنّباً للمرور في شوارع الضاحية، إذ يبعد عمله عن منزله مسافة عشر دقائق. “تشلّعت العائلة”، يقول، آملاً ألا تطول الأزمة.
تشلّعت عائلة جواد كما تشلّعت عائلات أخرى. أولاد محمد مطر ما عادوا يقطنون في منزل أبيهم في البرج، وهو الذي كان يرفض أن يناموا خارج المنزل. استأجر لهم غرفاً في مساكن الطلّاب المحاذية لمبنى “الجامعة اللبنانية” في الحدث. يعتبر أنه يدفع ثمن امان ابنته وابنيه.
كذلك، تركت عائلة فقيه الضاحية وتوجهت إلى قريتها في النبطية. فالأم والأب متقاعدان، وزوجة ابنهما لا تعمل، وهي أم لطفلين لا يرتادان المدرسة. بينما يعمل محمد، الابن المعيل في خلدة “الأمر الذي سهّل ترك المنطقة أكثر خصوصاً أن منزلنا في القرية موجود”. لا يحبّذ محمد الهروب، “لكنّ من الصعب التحرّك والهرب مع طفلين صغيرين في حال وقوع انفجار قريب”.
يعرف محمد أقارب وأصدقاء له في الضاحية يبحثون في مسألة تركها لكن أعدادهم قليلة، ومن تلك الأعداد القليلة جزء بسيط يمكن أن يحقق ذلك. وهو يشرح: ليس بالأمر السهل أن يبدّل شخص بين ليلة وضحاها مكان إقامته ومدرسة أولاده، خصوصاً أن البلاد ليست في أيام حرب. “فحين ضربت إسرائيل توقفت الأشغال، ولو كان زمن مدارس لكانت تعطّلت الدروس فيها، فكان أسهل على سكان الضاحية تركها. لكن ما من مدارس تستقبل أبناءنا منتصف العام الدراسي، خصوصاً أن الحكومة لم تلحظ خططاً لذلك”. وهو ما كان ترك المنطقة لولا وجود منزل العائلة في النبطية ولولا سهولة وصوله إلى عمله من دون عراقيل. وبرأيه قلة قليلة تستطيع تكبد مصاريف إيجار لا تدفعه في بيوتها التي تمتلكها. الأكيد، يضيف: “أن ما يعانيه أهل الضاحية اليوم يفوق قدرة أي مجموعة من الناس على تحمّله، لا سيما أنهم يدفعون حياتهم ثمناً لمخططات شيطانية”. يشرح كثيرون من أهل الضاحية، ومنهم من الطائفة السنية، أنه من الصعب ترك المنطقة والانطلاق بحياة جديدة من دون تخطيط، “هنا خطر الموت، وبعيداً من هنا لا حياة”، يقول محمد مطر.
حصار
زيارة الموت للضاحية أكثر من مرّة أحكمت عليها حصاراً أمنياً باتت معروفة حيثياته، تماماً كما جعل أبناءها محاصرين اجتماعياً. فالمناطق المحيطة تبدو غير مرحبّة بمقيمين لفترة وجيزة. يشير باحث اجتماعي، رفض ذكر اسمه لحساسية الموضوع كما يقول، إلى أن الإعلام يصبّ الزيت على النار حين يتحدث عن هجوم سكاني على المناطق المسيحية أو الدرزية حتى قبل الوضع الراهن، علماً بأن تداخل المناطق من شأنه أن يخفف من التوتر القائم على أساس الطوائف. وفي الغالب يخاف أصحاب الشقق من تأجيرها لطوائف أخرى بسبب ما يشاع، وهرباً من أن يتهموا بتغيير “ديموغرافية” منطقتهم. مع ذلك يضيف: “أفهم في الوقت الراهن أن تعمد أقلية إلى حماية نفسها، وبالأحرى النأي بنفسها عن حرب يمكن أن تساهم في إلغائها، سواء من خلال التعبير عن المواقف أو مناصرة طرف ضدّ طرف آخر. من هنا قد يخاف أهل المناطق المحيطة بالضاحية من تأجير أبنائها. لكن من غير الإنساني أن يضع أي مواطن حواجز أمام سلامة وأمان مواطن آخر، كيف إذاً في الحال الذي نشهده”.
حاول أحد السماسرة إقناع صاحبة شقة في فرن الشباك بتأجير شقتها لعائلة من أصدقائه يعيشون في الضاحية، فما كانت تقتنع خوفاً من أن يكون بين أفرادها عنصر من عناصر “حزب الله”. أكد لها العكس، ونصحها ممازحاً: “لا تكتبي اسم العائلة الحقيقي على أنترفون البناية، استبدليه يا اختي بعائلة هاكازيان”.
تحاول لبنى جاهدة إيجاد منزل في المناطق المحيطة بالضاحية كي تضمن سلامة أفراد عائلاتها أولاً، والتخفيف من حال التوتر الشديد الذي تعيشه ثانياً. لكن المناطق المحيطة “ما بأجروا إسلام”، كما قال لها أحد السماسرة. اشترت وزوجها منزلهما في الضاحية منذ 26 سنة لكنّها لم تسكنه بطريقة متواصلة إلا بعد الطائف. تروي: “كانت الحروب دائماً تلاحقنا، وكنا نهرب، حتى خلال حرب إسرائيل الأخيرة كنا أول من ترك الضاحية، فأنا لا أحتمل سماع صوت رصاصة واحدة كيف إذاً بتفجيرات”. تعتبر لبنى أن الوضع الأمني الراهن هو الأسوأ على الإطلاق منذ بداية الحرب الأهلية، وتشير إلى أنها تعيش قلقاً كبيراً حين يخرج زوجها وابنتاها وابنها إلى أعمالهم وجامعاتهم، وهو يرافقها دقيقة بدقيقة خلال النهار إلى حين عودتهم في المساء.
تلتزم المنزل حين تسمع بإمكان وقوع انفجار أو الشكّ بسيارة مفخخة، وتحاول نهي أولادها عن مغادرة المنزل، خصوصاً أن ابنة عمتها أصيبت في الانفجار الأخير.
الموت.. بـ”الديليفري”
إلى الحصار الاجتماعي والأمني تعيش الضاحية حصاراً اقتصادياً، وقد تراجعت المبيعات إلى أكثر من 80 في المئة كما يشير رئيس لجنة تجار سوق معوّض عصام عبد الله. يضيف: “هناك شيكات مرتجعة لدى المصارف بالمليارات وما من سيولة بأيدي التجار لسداد أقساطهم الشهرية. بعض المصارف تتدارك الوضع وبعضها لا. لا زبائن، وبالتالي لا أموال للتعويض عن الخسارة، حتى أن بعض التجار لا يستفتحون”.
يروي أن لا زوّار للسوق وأن الخوف يعتري الجميع لا سيما أن التفجيرات تطال الأبرياء، “حتى أن الموظفين والموظفات قلقون ويشعرون بأن مكان عملهم بات مكاناً خطراً وقد خسروا زميلة لهم في الانفجار الأخير. ونحن لا نعرف متى ينتهي هذا النفق”.
يلفت عبد الله إلى أن السوق شهدت إقفال ثلاث مؤسسات، أما جاره الحلّاق الرجالي فقد خسر زبائن يقصدونه منذ ثلاثين سنة. وهو يطلب من مالكي المحال التجارية تخفيض إيجاراتها رأفة بالتجار.
في الحارة تفتح بسمة صالونها الخاص بالنساء صباح كل يوم، تدفع إيجاره ومصروف الكهرباء والموظفين. تقول إن العمل انخفض بنسبة 70 في المئة، “حتى أن بعض السيدات يطلبن مني صبغ شعرهن وقصّه في منازلهن. ما كنت لأفعل ذلك لولا الالتزامات المادية المفروضة علي شهرياً”. تروي أنها حين حاولت إقناع احدى السيدات بقص شعرها في الصالون أجابتها “صالونك على الرصيف وإذا طلع انفجار شو بيصير بالقصة”.
قد تتحول متاجر الضاحية كلها إلى خدمة “الديليفري”، يقول حسين رعد صاحب ميني ماركت، وهو بدّل من وظيفة إحدى العاملات إلى الصندوق وحوّلها إلى تلقي الاتصالات “فالناس تفضّل التزام منازلها”. وقد نبهته إحدى الجارات بعدما طلبت أغراضها بعدم توظيف شباب جدد لإيصال الأغراض إلى المنازل “لربما كان أحدهم انتحارياً. فنكون طلبنا الموت ديليفري!”
خطوات احترازية
لا يمكن التحدث عن حالة فعلية لأبناء من الضاحية ممن يريدون تركها في الوقت الراهن، لكن غالبيتهم تتخذ تدابير احترازية من الموت الذي يتهددهم كل يوم. فكثير من الأهل باتوا يقلون أولادهم من المدرسة وإليها. بينما يلجأ آخرون إلى سلوك طرق محيطة بالضاحية كطريق السان تريز والحدث وغيرها للانتقال من مكان إلى مكان آخر في الضاحية، بدلا من التنقل في أحيائها. هكذا يفعل رامي الذي يسكن في شقة على أوتوستراد هادي نصر الله والذي بدّل مساره اليومي للوصول إلى عمله في الدورة. وهو تبديل يكلّفه نصف ساعة إضافية من الوقت كل يوم.
إلى هذا يلقي منظر الدشم أمام بعض المحال التجارية وفي بعض الأماكن في الضاحية بثقله على أهلها، يبغضونها لكنهم يرون فيها الواقي الوحيد أمام الموت. “فأكياس الرمل أقوى من جنيف 2، ومن تدخلات القوى الخارجية والمحلية ومن كل التدابير الأمنية” يلمح وليد حيدر.
ما عادت الضاحية تشبه نفسها، وما عادت قبلة سهى على جبين ابنتها داليا هي نفسها: “أقبلها صباح كل يوم وكأنها لآخر مرّة. أوصلها إلى مدرستها وأعود بها إلى البيت عبر طريق رديف. وقد أفهمتها أنه يجب التخلّي عن صفوف الرقص في الوقت الراهن”. في الضاحية ليست داليا وحدها من يتخلى عن أحلامها.
إرشادات
وصف رئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا لـ”السفير” الإجراءات الأمنية المتخذة في الضاحية راهناً بأنها “تدابير انتباه وحماية للمواطنين”.
وعمّمت “الهيئة الصحية الإسلامية” إرشادات خاصة بالتصرف قبل حدوث الانفجار وأثناءه، التي يجب على المواطن اتباعها. وجاءت الإرشادات وفق الآتي:
قبل حدوث انفجار: الاحتفاظ بأرقام هواتف الطوارئ للتبليغ، الاحتفاظ بمصباح، الاحتفاظ بحقيبة إسعافات أولية، اقتناء مطفأة صغيرة، وضع شرائح شفافة لاصقة على زجاج النوافذ للتخفيف أو لمنع تطايره أثناء الانفجار، إقفال قارورة الغاز في حال الخروج من المنزل، الاحتفاظ بالوثائق الثبوتية والأوراق المهمة،
أثناء حدوث الانفجار (داخل المنزل): الابتعاد عن النوافذ والشرفات وعن كل ما هو متصدع ومتدلٍ من الأسقف، تفقّد أفراد العائلة الموجودين في المنزل والتأكد من سلامتهم قبل الإخلاء، عدم استعمال المصاعد الكهربائية أثناء الإخلاء، عدم التدافع أثناء الإخلاء، التنقل بجانب الجدران وليس وسط الغرفة خوفاً من أي انهيار.
عند محاصرة عدد من الأشخاص داخل الغرف وتعذر وصولهم إلى سلالم النجاة يجب عليهم: إغلاق الأبواب التي تفصل بينهم وبين النار، سد منافذ التهوئة بقطعة من القماش المبللة بالمياه، اللجوء إلى الشرفات أو النوافذ والظهور أمام المواطنين طلباً للنجاة، لف الفم والأنف بقطعة قماشية مبللة بالمياه، وعند اللزوم الزحف على الأرض تجنباً للاختناق بالدخان والغازات السامة التي تتجمع في أعلى الغرفة.
أثناء حدوث الانفجار (في أرض الحدث): عدم التجمهر في الشوارع المؤدية إلى مكان الحدث منعاً لعرقلة العمل ووصول سيارات الإطفاء والإسعاف، إخلاء منطقة الحدث فسحاً في المجال لأجهزة الدفاع المدني وفرق الإسعاف الأولي، عدم العبث وإحداث تغيير في مسرح الحدث، عدم التدخل بعمل فرق الإسعاف والإنقاذ والإطفاء والعمل على الإفساح في المجال لهم للقيام بعملهم فحسب، إبلاغ الجهات المختصة في حال فقدان أي فرد من العائلة وإعطاؤهم المعلومات، عدم الاهتمام بالشائعات أو نقلها.