يتم اليوم امام بلدة كفرصير الجنوبية الشيخ حسن مشيمش عامه الاول في السجون السورية، من دون ان تتخذ السلطات السورية اي اجراء قانوني سواء بمحاكمته او الافراج عنه، خصوصا انه ترافق مع اعتقاله على معبر جديدة يابوس السوري، بث مجموعة من الاتهامات من مقربين لحزب الله والاجهزة السورية في بعض وسائل الاعلام، ان الشيخ مشيمش متعامل مع العدو بطريقة مباشرة او غير مباشرة. فيما عمدت الاجهزة الحزبية الى اشاعة هذه التهمة في اوساط الناس. ولا يخفى على العاقل ما لهذه التهمة من اثر نفسي ومعنوي على عائلة الشيخ ومحيطه ومعارفه، ويمسي الاثر مضاعفا والظلم قاسيا حين يتبين ان كل هذه التهم ما هي الا مؤامرة دبرت في ليل، لاسكاته هو الذي كان دؤوبا في التعبير عن وجهته الفكرية والسياسية من دون نفاق ولا دجل. والذين يعرفون الشيخ -وهم كثر- سواء اتفقوا مع ارائه او اختلفوا حولها، يعلمون انه لم يكن يخفي ما يعتقده من اراء وافكار، وان كانت تزعج البعض في حزب الله. اما التهم السورية بحسب وسائل الاعلام عينها ان الشيخ -الذي كان متوجها لاداء فريضة العمرة-، كان يدير مجموعة للعدو في سورية، علما انه لاكثر من خمس سنوات لم يقم باي زيارة للاراضي السورية. والاكيد وبأسف ان لا تهمة وجهت له حتى الان من قبل السلطات السورية.
كل هذه التهم تهاوت وبدا التعسف في تركيبها واضحا، وتكشفت بوضوح الاهداف التي كمنت وراءها، اسكات الشيخ وتشويه صورته اولا، وتوجيه رسالة الى كل من تسول له نفسه من رجال الدين التعرض لمقام “السلطة الالهية”، بأن مصيره لن يكون افضل وتهمة العمالة للعدو والاستكبار جاهزة ثانيا. ما يؤكد هذا الاستنتاج الذي بات حقيقة يعرفها كل من تابع هذه القضية ولو بحدودها الدنيا، خصوصا ان عملية الاعتقال هذه سبقتها قبل اسابيع محاولات شبيهة في لبنان، فبعد استجواب نجله وشقيقه من قبل فرع المعلومات، واحتجاز شقيقه لمدة اسبوع بشبهة العمالة كما روج حينها وما لبثت ان تهاوت، اذ اشارت مصادر في قوى الامن الداخلي، في وقت لاحق، ان حزب الله طلب من “فرع المعلومات” اعتقال الشيخ مشيمش بعد ان عزز طلبه بشبهات، ولكن تبين لقوى الامن الداخلي ان ليس هناك ملفا مقنعا يبرر اعتقاله ولا حتى التحقيق معه. وكما اكدت ذلك مصادر قوى الامن الداخلي ذلك، نقلت مصادر رفيعة في مخابرات الجيش لمرجع شيعي، انها ايضا تلقت “ملفا يشتبه بالشيخ مشيمش” تبين لها انه غير مقنع ولا يبرر اعتقاله.
وسط هذه الاجواء تم اعتقال الشيخ مشيمش على الحدود السورية-اللبنانية من قبل قوات الامن السورية، وبدأت عملية تشويه صورته بتهمة العمالة. وبعد ذلك لا محاكمة ولا “عدالة انتقائية” او غير انتقائية ولا “مكتب ادعاء” ولا “دفاع” ولا من يحزنون، بل مزيد من الطعن والاسفاف والظلم. قبل اشهر وبعد مناشدات واستعطاف من قبل عائلته لمقام حزب الله، وبعد ان تلقت عائلته ردودا سورية غير رسمية ،على مطلبها بت هذه القضية، مفادها “حل هذه القضية عند حزب الله” بما يفيد انه “وديعة” لدى السوريين ليس اكثر، وبعد رسائل الشكر المسبقة والصارخة على طرقات كفرصير وفي احيائها لجهوده الخيّرة، عمد حزب الله اخيرا الى التلطف على عائلته بتأمين لقاء للشيخ مع زوجه وطفله جرى في احد المراكز الامنية السورية قبل 3 اشهر، لقاء دام ساعة…. وبعد ذلك تتالت الوعود بالافراج عنه من دون اي نتيجة حتى الان. وتترافق هذه الوعود بتحذير من قبل مسؤولين وغير مسؤولين مفادها ان اثارة هذه القضية اعلاميا او باي شكل من الاشكال يضر بقضية الشيخ ولن يفيد جهود الافراج عنه.
اليوم في ظل الحديث المحموم عن العدالة والتسييس وازدواجية المعايير وعن المؤامرات التي تحاك ضد حزب الله وسورية وضد “الممانعة” و”المقاومة” والى حديث اخر عن الاختراقات الفعلية لحزب الله، والى فضيحة بيع مخازن الاسلحة التي يفترض انها مقدسة وموقوفة لمقاومة العدو… والى الفساد المالي والاختلاسات في مؤسسات رصدت لخدمة عوائل الشهداء وما الى ذلك من شوائب كله لا يمكن ان يعالج بالتكتم والطمس والاستعلاء … الا يكفي هذا الظلم للشيخ مشيمش وعائلته؟ فاذا كان الشيخ مشيمش متورطا بالعمالة فلماذا لم يحاكم؟ واذا كان بريئا فماذا يعني استمرار اعتقاله؟ انه سؤال برسم الدولة اللبنانية اولا واخيرا.
alyalamine@gmail.com
كاتب لبناني
الشيخ مشيمش و”العدالة المسيسة”: عام على اعتقاله بسوريا، ولا افراج ولا تهمة
حرام تكون من السادة يا علي الامين