“لأن لكلمة الحق مقالاً، وكلمة الحق لا تقدم أجلاً ولا ترفع رزقاً”،
فقد تحدّث مفتي الجمهورية كلمة الحق في ما يجري في لبنان من إحتلال وسط البلد إلى قضية “فتح الإسلام”. كلمة الحق قالها أيضاً سلفه الشيخ حسن خالد، المفتي الشهيد الذي اغتالته المخابرات السورية قبل 18 عاماً.
اسم البرنامج: مقابلة خاصة
مقدم الحلقة: ريما مكتبي
تاريخ الحلقة: الأربعاء 23-5-2007
ضيوف الحلقة: الشيخ محمد رشيد قباني (مفتي الجمهورية اللبنانية)
ريما مكتبي: أهلاً بكم مشاهدي قناة العربية. وسط كل ما يجري في لبنان من أحداث أمنية وسياسية لابد من حوار مع مفتي الجمهورية اللبناني حول ما يجري خاصة وأن رموز النزاع والصدامات مع الدولة والجيش اللبناني هم جماعة تتحدث باسم الدين الإسلامي. أهلاً بك سماحة المفتي في قناة العربية. يعني فتح الإسلام جماعة تدل على الإسلام في اسمها وفي الظاهر، ولكن ما علاقتها بالدين الإسلامي بكل أفكاره وبكل المعتقدات الدينية؟
فتح الإسلام صنيعة أجهزة مخابرات غير لبنانية
من فتح نشأت فتح الانتفاضة وأصبحت منظمة أخرى، ثم البعض إذا لم تعجبهم فتح الانتفاضة قاموا بشيء وسموه فتح الإسلام، هذه شرذمة وهذا تقسيم وهذا تجزئة للعمل العربي والإسلامي إسرائيل تثبت أركانها، وهي محتلة لأرضنا العربية في فلسطين، والعمل العربي والعمل الفلسطيني عندنا ينقسم على نفسه كما تنقسم الخلايا المرضية على نفسها وتسبب مرضاً أكبر
الشيخ محمد رشيد القباني
محمد قباني: بسم الله الرحمن الرحيم. الأصل في العمل الفلسطيني هو فتح منظمة التحرير الفلسطينية ولكن للأسف أنه في بلادنا العربية والإسلامية، إذا رأى البعض أن هذا العمل لا يروق له كمنظمة فتح، فيأتي بعض منها وينشقّون عنها ويقولون فتح الانتفاضة، فبعد فتح أو مع فتح أو من فتح نشأت فتح الانتفاضة وأصبحت منظمة أخرى، ثم البعض إذا لم تعجبهم فتح الانتفاضة قاموا بشيء وسموه فتح الإسلام، هذه شرذمة وهذا تقسيم وهذا تجزئة للعمل العربي والإسلامي. إسرائيل تحاول أن تثبت أركانها، وهي محتلة لأرضنا العربية في فلسطين، والعمل العربي والعمل الفلسطيني عندنا ينقسم على نفسه كما تنقسم الخلايا المرضية على نفسها وتسبب مرضاً أكبر. لا شك أن الشعب الفلسطيني هو شعب عربي شقيق، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي المنظمة الوحيدة الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، فلماذا الانشقاق عنها؟ فإذا كان للبعض رأي يمكن أن يكون له رأي أو أكثر ولكن داخل هذه المنظمة، ففتح الإسلام تمثل انشقاقاً عن منظمة فتح، وفتح الانتفاضة التي هي قاعدة فتح الإسلام، تمثل انشقاقاً عن منظمة التحرير الفلسطينية. أما كلمة الإسلام التي اقترنت بكلمة فتح فهذه للتمويه. أحب أن أقول أن كثيراً من الحركات والتنظيمات والأحزاب عندنا تأخذ بعض الألفاظ الإسلامية المرموقة ككلمة الله عز وجل وكلمة الإسلام وبعض الشعارات ثم تطلق هذه الشعارات على هذا الحزب أو هذه الحركة أو هذا التنظيم. لا شك أن الناس يختلفون حول هذه الحركات والأحزاب والتنظيمات، أنا لا أشكك في أي حزب ولا في أي حركة ولا في أي تنظيم ولكن لنتخذ لأنفسنا ألفاظاً ومصطلحات تبعد عن الخوض في الخلافات مع بعضنا لدرجة أن تؤثر على الإسلام, فأحب أن أقول: فتح الإسلام لا تمثل الإسلام في شيء، ماذا أفادت الإسلام؟ وماذا قدمت للإسلام؟ قولوا لنا إذا كانت هي منظمة تريد أن تحارب إسرائيل فأفضل مكان لمحاربة إسرائيل هو في داخل إسرائيل، كمنظمة حماس وغيرها، ولكن محاربة إسرائيل عن بعد؟ ثم ماذا تريد فتح الإسلام؟ هي قدمت إلى لبنان منذ أقل من سنة، لماذا قدمت؟ وما هي أهدافها؟ لقد صادمت الجيش اللبناني واعتدت على الجيش اللبناني، وقامت بذبح بعض أفراد الجيش اللبناني، وسطت على بنك أو بعض أفرادها سواء أنكرت أو لم تنكر، فبعض أفرادها مطاردون من القوى الأمنية اللبنانية بحادثة سرقة. إن هؤلاء يسيئون للإسلام، وليسوا من الإسلام في شيء، الإسلام يعمل على إشاعة الأمن والسلام والاستقرار والمحبة والتعاون، فأين منظمة فتح الإسلام من هذه المعاني؟ أنا أقول فتح الإسلام هي صنيعة أجهزة مخابرات غير لبنانية، جاءت إلى لبنان وقامت بمثل هذه الأعمال.
ريما مكتبي: من هي هذه الأجهزة؟
محمد قباني: هذه الأجهزة لا يمكن أن نقولها بالتخمين، فأولي الأمر الذين يتتبعون ويلاحقون الأمور يمكن أن يتبينوا حقيقتها خاصة عن طريق التحقيقات. أريد أن أقول..
ريما مكتبي: لها علاقة بالفلسطينيين؟ يعني فتح الإسلام.. هناك الكثير من الأقاويل حتى سلطان أبو العينين قال أن 5% فقط من العناصر من الفلسطينيين.
محمد قباني: هذا صحيح. فتح الإسلام هي هجين أو مجموعة من الأشخاص حتى أن منهم بعض الأفراد هم من بنغلادش. صحيح أن بنغلادش دولة عربية، ولكن ما علاقة هؤلاء الأفراد الذين يأتون من هنا ليتجمعون؟ نحن لسنا بحاجة إلى من يدافع عنا، هم يدعون في بعض الأحيان أنهم جاؤوا إلى لبنان ليدافعوا عن السنة، هذا كلام مرفوض كاستخدامهم لكلمة الإسلام أيضاً ينتحلون صفة الدفاع عن أهل السنة، أهل السنة منهم براء، والإسلام منهم براء، وقيم الإسلام منهم براء، هناك دولة لبنانية لها جيشها ولها قوى أمنها ولها مؤسساتها الشرعية هؤلاء خارجين على القانون، يحاربون الجيش اللبناني والنظام اللبناني والدولة اللبنانية.
ريما مكتبي: طيب سماحة المفتي بما أنك تتحدث عن أهل السنة، هل هناك مخاوف من أن ضرب فتح الإسلام أن يثير نوعاً من النعرات الطائفية وبالتالي يعني إثارة الشارع السني أو الأوساط السنية في لبنان وأيضاً باقي المخيمات الفلسطينية؟
محمد قباني: إطلاقاً، المسلمون عامة وأهل السنة أيضاً لا يمكن أن يتأثروا لابالأراجيف ولابالشعارات ولا بالتسميات. فإذا قالوا بأنهم يدافعون عن أهل السنة ثم جابههم الجيش اللبناني بما يستحقون لخروجهم على الأمن وعلى النظام، ولمحاربتهم للقوى الأمنية فلا يمكن لأي سني أن ينتصر للمجرم أو ينتصر للمسيء أو للخارج على القانون.
ريما مكتبي: نعم، تحدثت عن يعني أن هذه الجماعة في لبنان منذ حوالي العام، هل كنتم تعرفون كدار الإفتاء وسماحتك أيضاً بوجود هذه الجماعة؟ بنشاطها؟ هل حاولتم أن تخترقوا هذه الجماعة أو ربما أن تلتقوا بأحد من أفرادها وتتحدثوا إليه بما أنهم يتحدثون بأفكار سياسية وأيضاً دينية؟
محمد قباني: نحن سمعنا كما يسمع الناس عن فتح الإسلام، حتى أن الفلسطينيين أنفسهم لم يتمكنوا من ضبط فتح الإسلام، لأنهم جاؤوا إلى لبنان من مدة قريبة وتسللوا إلى لبنان ويقتنون أسلحة قوية، مما يدل على أن هناك جهات سلحتهم حتى يأتوا إلى لبنان ويهزوا أو يزعزعوا استقراره وأمنه وسلامه. أحب أن أقول هنا حتى أحدد المسؤولية أكثر، المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، هذه محكمة أنشئت من أجل محاكمة هؤلاء القتلة وتعقبهم، لماذا؟ لأنه لا يمكن في لبنان وفي أجواء الصراع اللبناني أن يكون القضاء حراً وقادراً على محاكمة صحيحة وسليمة، أهل القضاء يقولون هذا الأمر، بدليل أنه في صيدا منذ سنوات دخل مسلحون ملثمون وقتلوا ثلاثة أو أربعة من القضاة وهم على منصة العدالة. لذلك كانت المحكمة الدولية، جاءت..
المعارضة وراء زعزعة لبنان
ريما مكتبي: كيف تربط هذا بالأحداث؟ ما علاقة المحكمة بما يجري؟
محمد قباني: أنا سأربطه جيداً وبكل وضوح وبصراحة، لأن لكلمة الحق مقالاً، وكلمة الحق لا تقدم أجلاً ولا ترفع رزقاً، المعارضة في لبنان لا تريد المحكمة الدولية، وهي تموه بالقول بأن هناك أخطاراً من هذه المحكمة، وهي لم تبين ملاحظاتها وتقول بأنها ستقولها في الوقت المعين. ما هذا الكلام؟ وما هذا التمويه؟ وما هذا الاختباء وراء الأصابع؟ والمعارضة وبكل وضوح أقول المعارضة اللبنانية وعندما أقول هذا لا أكون طرفاً في لبنان إطلاقاً، لأن الأب يقول لأبنائه إذا كانوا مخطئين أو مصيبين وإذا كان بعضهم مخطئاً يقول له مخطئ، المعارضة في لبنان هي التي تهز الأمن والسلام والاستقرار في لبنان، المعارضة في لبنان ورجالها جميعاً هم الذين يقولون وقالوا ولا زالوا بأنه إذا أقرت المحكمة الدولية من قبل مجلس الأمن الدولي فإن هذا سوف يتسبب في زعزعة أمن وسلامة واستقرار لبنان. أريد أن أقول لهم: من الذي سيزعزع أمن وسلامة واستقرار لبنان إذا أقرت المحكمة الدولية؟ هم تصاريحهم هذه تدينهم. إذن هم وراء زعزعة أمن واستقرار لبنان وهم الآن يراقبون أعمال فتح الإسلام.
ريما مكتبي: المعارضة وراء زعزعة لبنان؟
محمد قباني: نعم نعم المعارضة.
ريما مكتبي: لها علاقة بفتح الإسلام؟
محمد قباني: المعارضة على الأقل وجدت في فتح الإسلام فرصة وإن لم يكن لها يد، أنا لا أتهم المعارضة إنهم أولاً لم يستنكروا بوضوح وبصراحة. هم يستنكرون بخجل هم أعتقد أنهم يراهنون على انتصار فتح الإسلام على الجيش اللبناني وعلى الدولة اللبنانية وعلى الشعب اللبناني، هذا لن يكون لا للمعارضة ولا لفتح الإسلام ولا لأي تنظيم آخر.
ريما مكتبي: سماحة المفتي هل تتحدث بطريقة غير مباشرة عن حزب الله؟
محمد قباني: أنا أقول المعارضة، كل من ينتمي إلى المعارضة حتى ولو كان أخي، حتى لو كنت أنا أنتمي إلى المعارضة فإنني أتهم نفسي
ريما مكتبي: ماذا تريد من المعارضة الآن في هذه الظروف؟
محمد قباني: أنا أريد من المعارضة أن تكون كأي معارضة في سائر بلاد العالم التي تحترم النظام والقانون. هناك مؤسسات شرعية، هناك مجلس وزراء لماذا يستقيلون منه؟ فليقولوا كلمتهم ويعارضوا من داخل المجلس وهم أحرار في أن يقولوا ويدافعوا عما يشاؤون داخل مجلس الوزراء. هناك مجلس نيابي، لماذا المجلس النيابي معطل؟ فليجتمع المجلس النيابي ولتقل المعارضة ما تريد داخل المجلس النيابي، ولكن ليس في الشارع. أي دولة في العالم، أي دولة في العالم تقبل في أن يعتصم بعض أفرادها في الشارع إلى شهور؟ لا سوريا ولا مصر ولا العراق ولا الأردن ولا المملكة العربية السعودية ولا الولايات المتحدة الأمريكية ولا روسيا ولا أي دولة من دول العالم. الدولة اللبنانية تريد أن تضبط الأوضاع بعدم التعرض لهذا الاعتصام في وسط البلاد لذلك هي تتركهم، قادرة هي على أن تمنعهم ولكن هم يريدون من الدولة أن تصطدم معهم حتى يقولوا هم أن الدولة اللبنانية دولة قمعية.
ريما مكتبي: نعم، سماحة المفتي يعني حضرتك قائم على دار الإفتاء وما يمثل في لبنان من المسلمين والسنة، وهناك اجتماعات كثيرة مع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، لماذا لم تتوجه بهذه الدعوات إلى قادة.. القادة الدينيين الشيعة أو حتى حزب الله؟ يعني هل كان هناك من اجتماعات ولقاءات طلبت منهم الانسحاب من الشارع ووقف الاعتصام المفتوح في ساحة الشهداء؟
محمد قباني: نعم، لقد طلبت حتى أن أخي سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى طالب المعتصمين من حوالي أربعة أشهر بوضوح ودائماً وفي خطبه الأخيرة منذ أسبوعين طالبهم بالخروج من الشارع، كلنا نطالبهم بالخروج من الشارع نحن دائماً على اتصال مع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، عن طريق الموفدين وعن طريق الاتصال الشخصي بسماحة الشيخ عبد الأمير قبلان وهو لا يريد ونحن لا نريد. وكل إنسان عاقل لايريد ولكن المعارضة تريد الاستيلاء على الحكم. أنا أريد أن أقولها بصراحة، لأن الحياة مهما كانت فهي لحظة، قولة حق، أنا أريد من المعارضة أن تقول ما تشاء وأن تدافع عمن تشاء وما تشاء ولها الحق في ذلك، ولكن في المؤسسات الدستورية وليس في الشارع، ليس بمقاطعة الحكومة أو الخروج منها، وليس في الشارع وليس بالتهديد بزعزعة الأمن والاستقرار حتى وإن لم تنسبه إلى نفسها فبمجرد تعرض فئة تسمى فتح الإسلام إلى الجيش هذا يوجب على المعارضة أن تتصدى بقوة وبوضوح وبإدانة هؤلاء المجرمين.
ريما مكتبي: ولكن هناك موقف بأن المعارضة خلف الجيش اللبناني ربما هم على مسافة من الحكومة اللبنانية ولكن خلف الجيش اللبناني وقدموا بيانات استنكار للتعرض للجيش.
محمد قباني: هذا لا يكفي. سيبقى الوضع في لبنان ولو إلى خمسين سنة قادمة حتى أن بعض أركان المعارضة صرحوا وقالوا بأنهم سيبقون في الوسط التجاري ولو إلى سنتين، ما هذا الكلام؟ ما هذا الكلام؟
دور الفصائل الفلسطينية في مواجهة فتح الإسلام
ريما مكتبي: نعم، لا أريد أن أحول.. يعني لا أريد أن أحول هذا اللقاء للحديث عن معارضة فقط، ما زال يعني لدينا الوقت القليل فقط، هل تعتقد أن الجيش اللبناني يتمتع بالغطاء السياسي الكامل في ضربه فتح الإسلام؟ وما دور الفصائل الفلسطينية؟ ما هي الرسائل التي وجهها مفتي الجمهورية إلى الفصائل الفلسطينية؟
محمد قباني: نعم، الجيش اللبناني وراءه وأمامه كل اللبنانيين موالاة ومعارضة أكثرية وأقلية كلهم وراءه, وأنا عندما انتقدت المعارضة انتقدتها بعدم صراحتها ووضوحها ووقوفها بقوة في مواجهة هؤلاء المتمردين.
ريما مكتبي: طيب الفصائل الفلسطينية يعني لا تحارب مع الجيش أيضاً..
محمد قباني: الفلسطينيون تبرأوا من أعمال فتح الإسلام, السلطة الفلسطينية في فلسطين تبرأت, مفتي فلسطين صرح وتبرأ, الفلسطينيون في لبنان كلهم تبرؤوا كلهم تبرؤوا, وممثل السلطة الفلسطينية في لبنان الأستاذ عباس زكي أعلن هذا بوضوح وبصراحة منذ يومين والأمس واليوم, هذه جماعة خارجة عن القانون لا يحميها اسم الإسلام, ولا يحميها اسم منظمة فتح إطلاقاً.
ريما مكتبي: نعم سماحة المفتي ما هو دور الدول العربية؟ الجامعة العربية أعلنت وقوفها خلف الجيش اللبناني والحكومة والدولة ككل, هل هذا يكفي؟ أم أن هناك دور مطلوب من الدول العربية خاصة أن المدنيين الفلسطينين, يعني فتح الإسلام تختبئ بداخلهم في مخيم نهر البارد وتحتمي بهم؟
محمد قباني: أعتقد أن المسؤولين الفلسطينيين في لبنان يعتنون بهذا الأمر جيداً, وقد كان لهم لقاء مع دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة أمس وقبل أمس خلال 48 ساعة, وهم يتعاونون في كيفية ضبط مخيم نهر البارد بالطرق التي تؤدي إلى النتيجة السليمة إن شاء الله وهذا ما نأمل..
ريما مكتبي: نعم دور الدول العربية باختصار..
محمد قباني: الدول العربية طبعاً تعاون بعضها بعضاً وتعاون لبنان من أجل الخلاص من هذه الأزمة بالطرق الدبلوماسية, والطرق العملية والطرق المباشرة أو غير المباشرة التي تراها الدول العربية مع الحكومة اللبنانية.
أنا متخوف على مستقبل لبنان
ريما مكتبي: يوم أمس أعلنا معلومات دبلوماسية بأن هناك مخاوف من ضرب المساجد السنية والشيعية في لبنان بمحاولة لقيام عراق ثانٍ في لبنان وفتنة سنية شيعية, هل أنت متخوف على مستقبل لبنان وبإيجاز؟
محمد قباني: نعم أنا متخوف لأن هناك يد ثالثة, من هذه هي اليد الثالثة؟ اليد الثالثة هي التي تريد فتنة في لبنان من أجل قلب الأوضاع والنظام في لبنان, لذلك يجب على المعارضة أن تسارع إلى الخروج من الشارع والعودة إلى المؤسسات الشرعية حتى لا تقع ضحية هذا الطرف الثالث الذي يريد أن يجر لبنان إلى الفتنة, وتكون هي ضحية الفتنة, ونحن أيضاً اللبنانيون ضحية هذه الفتنة, أعتقد أن المعارضة لا زال فيها بعض العقلاء, أقول بعض العقلاء لأنني كيف يمكن أن أسمي من يصرح ويقول إن المحكمة الدولية وجزمتي واحد كيف يمكن أن أسميه عاقلاً! بل كيف أن اسميه لبنانياً أو يمكن أن يكون سياسياً لبنانياً! وكيف تفتخر المعارضة بمن يقول بأن جزمته والمحكمة الدولية واحد..
ريما مكتبي: من قال هذا سماحة المفتي؟
محمد قباني: كل الناس يعرفون إن للناس آذاناً تسمع وعقولاً تفكر.
ريما مكتبي: نعم, هل تعتقد أن المعارضة تحاول عرقلة المحكمة الدولية لوحدها؟ أم أن هناك جهات خارجية أيضاً لا تريد قيام هذه المحكمة؟
محمد قباني: لاشك أن هناك جهات خارجية كل هذه الجهات ليست.. لا تعمل لمصلحة العرب وإن كانت عربية, ولا تعمل لمصلحة الإسلام وإن كانت إسلامية, غير صحيح إطلاقاً أن هذه المحكمة الدولية سوف تُستخدم للافتراء على الناس, كل الدول في العالم عندما يكون هناك أزمات تكون محكمة دولية وتحاكم المجرمين, فلماذا نشكك في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن الدولي, إذن فليعلن هؤلاء ضد الأمم المتحدة وضد مجلس الأمن الدولي وضد العالم ويثوروا على العالم لماذا يختبئوا وراء صدورهم؟
ريما مكتبي: ولكن حزب الله ربما يخاف لأن المجتمع الدولي منحاز إلى الولايات المتحدة, ونحن نعرف موقف حزب الله من الولايات المتحدة, وأيضاً يقول حزب الله بأنه ربما ملفات قديمة في الحرب اللبنانية قد تفتح في هذه المحكمة.
محمد قباني: كل هذه ادعاءات لأن المحكمة الدولية صرحت وقالت حتى في نظامها أنها مسؤولة فقط عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري وما تلاها من جرائم, وقد اتفق اللبنانيون جميعاً على أن هذه خصوصياتها وهذه صلاحياتها, فالإدعاء بما سبق هو من أجل الرفض ومن أجل الانقلاب على المحكمة الدولية, يجب على المعارضة أقول مجدداً أن تكون عاقلة بل أكثر تعقلاً, وأن لا تكون ضحية الطرف الثالث الذي يريد أن يجر لبنان إلى الفتنة, ولتعلن خروجها من الشارع وتعلن عودتها إلى المؤسسات الشرعية, ولتقل ماتشاء ولها الحرية في ذلك ولا نعترض عليها ولا نلومها على ذلك, لأنه في كل البلدان تكون هناك معارضة لها الحق في أن تعبر عن أرائها.
ريما مكتبي: نعم، سماحة المفتي كلمة أخيرة معنا دقيقة فقط, ما هي رسالة دار الافتاء للمسلمين وللبنانيين وللسنة تحديداً؟
محمد قباني: رسالتي إلى الإخوة الفلسطينيين أولاً, هم بحكمتهم وبخبرتهم وبحنكتهم أن يتعاونوا من أجل وحدة صفهم أولاً, لأن فتح الإسلام تمثل خروجاً على الصف الفلسطيني الواحد, فليوحدوا صفوفهم وكلهم حكماء وكلهم نجلّ ونحترم, أما كلمتي التي أقولها لأبنائي اللبنانيين فهي أن يكونوا حريصين على مستقبل وطنهم وأن يتركوا الخلافات جانباً, وأن يعودوا إلى المؤسسات الشرعية ويعارضوا من الداخل وليس من خارج هذه المؤسسات.
ريما مكتبي: نعم، سماحة مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني شكراً لك على هذا اللقاء الذي خصصت به قناة العربية, مشاهدينا شكراً للمتابعة وإلى اللقاء.
(نقلاً عن “العربية”)