الأمين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي قال أمس في مقابلته مع تلفزيون المستقبل:
نحن اليوم ننتقل بالأمة الاسلامية وباللبنايين والسوريين عموما من عالم الى عالم آخر له مقاييسه ولغته واضراره ومقاييسه وآثاره ودماره. قرأنا في الماضي عن فتن وقعت ودماء سالت ومناطق محيت لكن ما سيحصل اليوم أعظم من كل ما وقع في ماضي وتاريخ المسلمين على الاطلاق وهذه هي الحقيقة المرة التي نواجهها.
انا لا زلت في مكاني الأول ولم اتزحزح عنه. والجميع يعلم انني لم اتردد مرة واحدة امام جحافل الدنيا وجيوشها العاتية من اسرائيلية واوروبية واميركية وتصديت بصدري لكل هذا ولا زلت. انا لم افكر في يوم من الايام ان اتردد امام اي موقف مهما كان شديدا، لكني اخاف على شبان حزب الله وعلى دينهم وعلى مستقبلهم وعلى اطفالهم. هناك دعايات تساق عن عمد وهناك مقولات تنشر عن عمد للتضليل وللايحاء بين الناس مثلا ان كربلاء هي سوريا وان على الشيعة اذا ارادوا ان يكونوا انصارا للحسين ان يذهبوا الى سوريا. في سوريا اطفال تقتل واعراض تهتك ومدن تمحى وفيها طائرات تحرق ومدافع تسحق المسلمين والاطفال والنساء. الشعب السوري المظلوم البريء هو كربلاء وهم حقيقة يمثلون اليوم ابناء الحسين وزينب المقهورة ويمثلون اليوم تلك الأسرة الطاهرة التي اعتدى عليها الظالم. ليس من يحمل سلاحا ويذهب لقتل الاطفال وهدم البيوت وتدمير البلاد هو من ينصر الحسين. اذا كنا انصارا للحسين ان نحمي هذا الشعب المسلم البريء المظلوم المقهور. ذنبه انه اراد العدل ودولة رحيمة.
انتم تعلمون ان حزب البعث حاكم في سوريا، اي ان ميشال عفلق وجماعة صدام هم الذين يحكمون في سوريا. اريد ان أسألكم لماذا وقفتم ضد صدام ووقفتم مع الاميركيين في العراق ضد البعث في العراق ؟ أليس البعث في سوريا هو نفسه البعث في العراق؟ اليس الاثنان يقتلان شعبهما واليس الاثنان مجرمان ؟ لماذا انتم ضد مجرم ومع مجرم آخر؟
الإمام المهدي يلتحق به “السنّة” أكثر من “الشيعة”!
يقولون ايضا انهم يذهبون الى سوريا لأن ايام الامام المهدي اقتربت. الروايات عند السنة والشيعة تقول بأن المهدي يظهر في مكة المكرمة وان علامة ظهوره الخسف في الجيش الذي يذهب اليه في البيداء والروايات تقول ان شبه الجزيرة العربية تلتحق بالمهدي دون معارك تذكر وان المعارك الأساسية الكبرى التي يخوضها الامام المهدي في الكوفة والنجف اي في مركز التشيع. وتقول الروايات ان اول جيش يلتحق بالامام المهدي هو جيش اليمن اما الجيش الخراساني اي جيش ايران فيتردد حتى يكاد يصطدم بجيش المهدي اما جيش الشام فيكاد يلتحق بجيش المهدي. اريد ان اقول انه ليس بالضبط ان المهدي سيكون رأس الشيعة بل هو رأس المسلمين وان الروايات عند الشيعة تفيد بأن المناطق التي هي اليوم سنية اقرب للالتحاق بالمهدي من المناطق الشيعية. الامام المهدي عندما سيأتي لن يحمل فوق رأسه الا راية الاسلام الحقيقي.
اشد على يد الآباء والامهات الذين منعوا اولادهم من الذهاب الى سوريا واقول لهم بارك الله فيكم واكثر الله من امثالكم. الكثير ممن عرف بوجهة اولادهم منعهم ورفض ان يلتحقوا بمواقع عمله لأنه يعرف بأن هذه الحرب لا تدخل الا الى النار.
بعضهم قال لي انني كنت قاسيا عندما قلت في مقابلة سابقة ان القتيل في سوريا يذهب الى جهنم. انا لست قاسيا بل انا أب وابناء حزب الله هم اولادي والأب يجب ان يلفت نظر اولاده. انا اخاف عليهم من النار ومن غضب الله.
في سوريا قرى شيعة وعلوية لم يمسّها أحد!
قيل في الماضي ان اللبنانيين الشيعة في سوريا يدافعون عن انفسهم لأن الآخرين يهاجمونهم وانا اعلم ان الأمر ليس كذلك والكل يعلم ايضا بذلك. لكن انا كنت اتحدث عن الذين يذهبون من الجنوب والضاحية وبيروت وبعلبك والهرمل الى سوريا ليقاتلوا الشعب السوري المظلوم. هؤلاء لا ينطبق عليهم الدفاع عن النفس. الدفاع عن النفس يتطلب شروطا شرعية وهنا لا تتوفر الشروط الشرعية. في سوريا هناك قرى شيعية اليوم لم تمس لأنها لم تحمل سلاحا كذلك هناك علويون لم يمسوا لأنهم لم يحملوا سلاحا ولم يقفوا مع اي طرف. المعارضة السورية طرحت مرارا وتكرارا انها تمتنع عن ضرب او ايذاء اي انسان لا يقف مع النظام في سوريا وانا اتعهد اذا كان الأمر مسألة دفاع في حال انسحب حزب الله من سوريا ان لا يمس بأذى اي شيعي في سوريا. انا اتعهد بذلك وانا عند كلامي.
الكلام عن جبهة النصرة والتخويف في سوريا يخدع به الأحمق وليس العاقل. يقال فلنذهب اليهم لنقاتلهم قبل ان يأتوا ليقاتلونا فهل من عاقل في الدنيا يعتمد هذا المنطق لشن حرب؟ قيل لفرعون انه سيأتي طفل من بني اسرائيل ليقضي على سلطانك فقضى على اطفال بني اسرائيل لاحتمال ان يأتي طفل، فهل نحن نقتدي بفرعون ونذهب لقتال السوريين؟ الاسرائليين يقتلوننا يوميا واحتلوا بلادنا ويهددوننا فلماذا لا نذهب لقتالهم؟
نحن ضد توجيه القذائف والقنابل والرصاص الى صدور الابرياء سواء كان في القصير او في القصر، في حمص او في الهرمل وينبغي على المعارضة السورية ان تعلم ان قتل اطفال الهرمل لا يعني انه خدمة للثورة وللثوار. في الهرمل رجال ونساء ليسوا مع ما يجري في سوريا. اتمنى ان لا تقودنا الغرائز الى اي مكان خاطيء. يجب ان يدافع المرء عن الحق بالحق لا ان يدافع عن الحق بالباطل.
حزب الله عموماَ ضد ولكن أتى قرار حاسم من إيران بالمشاركة في حرب سوريا!
ايران دفعت ببعض الشيعة وبحزب الله في كثير من الاحيان الى حروب غير واقعية وغير منطقية وغير شرعية في لبنان وخارجه، من اهمها ما يجري في سوريا ومعلوماتي الاكيدة ان حزب الله بشكل عام ضد هذه الحرب وبقوة لكن هناك قرارا حاسما اتى من ايران بالمشاركة للأن الجميع يدرك بأن هذا الامر خطر جدا لأن هذه فتنة بين المسلمين لا تبقي ولا تذر وهي بداية لمرحلة قادمة واقول للشيعة وغيرهم اننا ذاهبون الى معركة رهيبة تقضي على كل شيء وقتلاها بالملايين من المسلمين وان دخول حزب الله الى سوريا والمشاركة الى جانب البعثيين العفلقيين في قتل الشعب السوري سيستدعي ويستثير كل المسلمين في كل العالم للمحيء الى سوريا. هذا أمر جنوني. الاعداء يدفعوننا للانتحار الجماعي كاملا ولا ينتصر احد على احد لأن الاميركيين لا يريدون الا القتل لنا.
نحن الشيعة في لبنان نغرق في محافظة من محافظات سوريا، الحرب في سوريا لا تبتلع حزب الله بل تبتلع عشرات اضعاف حزب الله. هل انقذنا فلسطين وحررنا القدس حتى نذهب الى القصير؟ الاموال التي تنفق على الحرب تكفي لايواء عشرات امثال من تقولون انكم تقومون بحمايتهم سواء في ارضهم او خارجها.
اذا انسحب حزب الله فأنا متأكد من ان المعارضة ستكفل ان يكون الشيعة في سوريا في سلم وأمان وسيجلس الطرفان على طاولة ويتم توقيع تعهدات في هذا المجال.
نحن نعيش معا منذ اكثر من 1400 سنة والسوريون جيراننا ونحن جيرانهم وهم اهلنا ونحن اهلهم.
النظام خطف المطرانين؟
الا يمكن ان يكون النظام هو من خطف المطرانين بلباس المعارضة؟ اليس هناك شلل امنية في سوريا تقبض من السفارات وتنفذ اجندات دول لا تريد ان تقف سوريا على قدميها.
لماذا تريد ايران ان تزج الشيعة في حرب في سوريا. السلاح الذي ارسلته لنا للدفاع عن انفسنا وتحرير فلسطين فاذا كان لا بد من اسالة دماؤنا فلتسل على حدود فلسطين لا ان تسفك دماؤنا في فتن بين المسلمين.
انا قلت منذ عشر سنوات حين دخلت الولايات المتحدة الى العراق بأن سياسة ايران ستدمر الشيعة. اليوم شباب المقاومة يقتلون. قبل ثلاثة ايام وصل قتلى حزب الله المفترض ان يقاتلوا العدو الاسرائيلي الى اكثر من 138 قتيل في سوريا بالاضافة الى عشرات الجرحى وانا اتحدث عن ارقام دقيقة.
هل هناك فتوى للجهاد في سوريا؟
لا يوجد فتوى لكن اتوجه الى المرجعيات في النجف واتوجه الى المرجعيات في لبنان التي لديها دين والتي لا تباع ولا تشرى قونوا الحقيقة هل يجوز للمسلم اللبناني الشيعي ان يذهب ليقف مع بشار الاسد ويقاتل المسلمين في كل المواقع لان حزب الله لا يقاتل في القصير بل يقاتل في كل المواقع القتالية في سوريا.
حزب الله لا يدافع عن الشيعة في القصير حزب الله يقاتل ويدافع عن النظام في سوريا وهو لا يدافع عن السيدة زينب ولا يهمه مسألة السيدة زينب هذه هي مسائل فقط لخداع الناس.
السيد زينب ليست في خطر لكي نحميها والموضوع ليس هنا ولا نكذب على بعضنا ولا نخادع بعضنا. نحن هنا سؤال وجيه هل يجوز لنا ان نقف مع بشار الظالم القاتل الذي يضرب شعبه بكل انواع الاسلحة ويدمر المدن والقرى ضد الشعب السوري يجب على الفقهاء ان يفتوا لان هذا الامر خطير غدا حينما يصرخ الاطفال في لبنان حينما تصرخ النساء في لبنان وحينما تذبح الناس كل انسان منا يتحمل مسؤوليته هذا امر قادم ان بقينا على ما نحن عليه.
نحن امام مرحلة جديدة ونحن امام حرب هوجاء ضروس سيكون لها دمار كامل ساحق ماحق في لبنان وفي سوريا وربما أوسع والظاهر انه هناك ايران من جهة وبعض الدول الاخرى من جهة لا ادري كيف خرجوا بمصلحة تدمير المسلمين وحرب مذهبية بينهم.
الموضوع ليس موضوع ان سوريا ليس فيها حرب مذهبية هذا كله كلام، وان الذين يذهبون من لبنان الى سوريا يدافعون عن الصمود والتصدي كل هذا كلام وذهب في مكانه وانتهى. نحن امام خطر عظيم وامام بلاء.
المسؤول اساسا عن هذا الامر الذي وصلنا اليه هي القيادات الشيعية التي دخلت في المعركة بسوريا، واليوم اذا اردتم يا اهل الهرمل ويا اهل بعلبك ويا اهل الجنوب والشمال اذا اردتم ان تسلموا، عليكم ان تتجنبوا الحرب في سوريا.
انا تمنيت على هؤلاء وقلت لهم لنسعى مع ايران لعلها تعقل، لكن بتصوري ان الامور ذاهبة الى هنا وأكثر من ذلك، وكيف يمكن ان نوقف هذه المحنة وباي وسيلة ممكن ان نوقفها؟ المشكلة هو وجود رجل على الكرسي وهو لا يريد ان يتنحى.
أخاطب الشعب السوري اولا والمعارضة السورية ثانيا والعالم الاسلامي ثالثا، شيعة لبنان ليسوا كذلك. نعم هناك اعلام مسيطر عليه وهناك اموال تنفق وهناك سطوة سلطانية ممكن تظهر وكانها تتكلم باسم كل الشيعة. أغلبية الشيعة الساحقة هي ضد هذا.
يشترون المقاتلين بالمال!
نعم هذه الانتخابات المزورة وهذه الانتخابات بالعصا والدولار والريال هذه الانتخابات الذي كان يضرب المراقبون الحياديون على صناديق الاقتراع، نحن نعرف الانتخابات في لبنان وتفاصيل الامور وبالتالي حتى الذين كانوا يؤيدون بالانتخابات اما في موضوع الذهاب الى سوريا والقتال فانا اقول الاكثرية الساحقة الماحقة في حزب الله ضد هذه الحرب.
هناك مساكين بسطاء ممكن ان يغرر بهم ويقال لهم هذه ولاية وسلطان ولاية وانتم لا تعلمون، هناك اموال تنفق. اليوم هنا اموال تدفع خصيصا للذين يذهبون الى سوريا اغراء لهم وهناك فقراء حقيقة انا اعرف بالتفاصيل وهناك من قال لي بالحرف الواحد انا مقتنع انه خطأ الذهاب الى سوريا وان اقاتل ولكن مشكلتي انه لدي اطفالي واذا ليس لدي مال فسيموتون جوعا فانا اضطر للذهاب والقتال.
انا منذ بداية الفتنة في سوريا أعلنت وقلت ان هذا حرام ولا يجوز وقلت انه يجب الوقوف الى جانب الشعب السوري ويجب مطالبة النظام بتسليم السلطة للشعب السوري وقلت لا يجوز الوقوف مع النظام لانه معصية للله عظيمة واثم كبير وقلت ايضا انه نتيجة معرفتي الى اين ستقودنا البندقية واستخدامها قلت انه رغم تمسك النظام بالسلطة يجب البحث عن الحلول الغير العسكرية لان الحل العسكري مدمر للجميع.
أهل البيت مكرمون عند السنة والشيعة ولدى جميع المسلمين.
من خطف اللبنايين في اعزاز ليس له علاقة بالشعب السوري وهذا الأمر مثل خطف المطارنة يؤذي المعارضة وخاصة ان من يلعب على وتر الفتنة السنية الشيعية له مصلحة في زرع الفتنة وليس للمعارضة السورية اي مصلحة في ذلك.
خاطفو لبنانيي اعزاز يقولون انهم يريدون مبادلتهم بنساء سوريا محتجزات لدى النظام فما المشكلة في اطلاقهن؟
لماذا لا يطالب ذوو المخطوفين ايران ان تتدخل للافراج عن ابنائهم وهي التي تدخلت لأطلاق الايرانيين الذين كانوا لدى الجيش الحر. لماذا لا يقفون على ابواب السفارة الايرانية ويقولون لها انها هي من زجتهم في الحرب السورية وهي التي ادخلت تلك المصيبة الى بيوتهم. تستطيع ايران ان تخرج ما يريد الخاطفون من نساء من السجون السورية ليطلق سراح اللبنانيين.
الدعوات الجهادية كافة فتنة سواء من قبل الشيعة او السنة وهو امر يودي بنا الى الدمار جميعا وينفذ الاجندة الاسرائيلية الاميركية.
اقول للجميع قدرنا ان نتوحد وجريمة عظيمة ان ننتحر ونتقاتل. اليوم هناك اسرائيل في وسطنا والقدس محتلة وهناك عالم يتكالب علينا. ليس هناك اي مبرر لأي عمل انتحاري داخلي مهما كانت المبررات واقول للشيعة ولحزب الله ولكل الرؤوس الحامية حرام شرعا نصرة الظالم والحاكم في سوريا ظالم ومعتد. نحن في لبنان مجموعة قليلة الحرب في سوريا تأكلنا وتأكل اضعاف اضعافنا وليس لنا أمل بأي نتيجة ولو بالحد الأدنى. هل انتم تحلمون بالنصر في سوريا وان يبقى النظام فيها؟ النظام السوري لن يبقى.
الشيخ الطفيلي: ١٣٨ قتيلاً وعشرات الجرحى من “حزب الله” في سوريا
بعثيين ،اسلاميين،ايرانيين جميعكم الى جهنم وبئس المصير،،،ناركم تاكل حطبكم