“الشفاف” – خاص
مع بدايات الحراك السوري، اتخذ إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير، قراره، المسجد سينزل إلى الشارع.
وبعد أن ناهز عمر الثورة السورية السنة خرج الأسير من المسجد، وسيبدأ الاحد في الرابع من الجاري «الزحف نحو بيروت».
الاسير مهد “لزحفه” نحو العاصمة بسلسلة لقاءات باحثا عن غطاء سياسي لتحركه الشعبي، فقصد مجدليون حيث التقى النائب بهية الحريري، التي لم تعطه أي ضوء أخضر للتحرك، بل على العكس حاولت ثنيه عن المضي في تحرك قد يشكل إستفزازا لقوى محلية داعمة للنظام السوري، ما يفسح في المجال أمام الراغبين في زعزعة الاستقرار الداخلي.
الاسير الذي عاد خائبا من مجدليون، قصد المختارة حيث التقى رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط، الذي قيل أنه أبدى دعمه لاي تحرك لنصرة الشعب السوري، من أي جهة أتى، الامر الذي إعتبره الأسير دعما لتحركه وغطاءا كافيا للإستمرار في الدعوة الى التظاهر، فعمد الى توسيع مروحة إتصالاته بالقوى الإسلامية والسلفية شمالا وبقاعا لرفد أنصاره، بمزيد من الحشود.
ومع إكتمال إستعدادت الاسير وأنصاره لإنجاح التظاهرة، دعت “الاحزاب الوطنية” الحليفة لسوريا الى اعتصام دعم للقيادة السورية ولاصلاحات الرئيس الاسد في الجهة المقابلة من وسط ساحة الشهداء.
وبدوره اعلن الامين العام القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي فايز شكر «أنه سيتصدى لكل من يريد التطاول على الرئيس بشار الاسد في بيروت”، مضيفا “أن الشيخ الاسير هو (مسخ) يختبىء وراءه تيار المستقبل وجماعة 14 اذار والدليل بأنه زار وليد جنبلاط للتنسيق معه في موضوع الاعتصام يوم الاحد». حسب تعبيره.
وأضاف شكر “ان زمن التطاول لن يمر بعد الآن على سوريا، ونحن سنتصدى لكل محاولة، موضحا:” «ليش بعد في غير السلاح» حتى نسكت هؤلاء».
من صيدا إلى طرابلس
الشيخ أحمد الأسير قال ليل أمس: “نحن سننزل سلمياً والكلام الذي سمعناه عن استعمال الرصاص نحيله الى الدولة اللبنانية واجهزتها الامنية، فنحن قررنا النزول سلمياً وعلى الجيش اللبناني حمايتنا”. وهو عمد ليلا الى توزيع رسائل نصية قصيرة على الهواتف الخلوية وتضمنت «لبيك يا حمص، الشيخ الاسير يدعوكم للاعتصام الاحد الواحدة ظهرا في بيروت ساحة الشهداء» كما زار الاسير طرابلس وتناول الغداء الى مائدة رئيس جمعية «إقرأ» للتنمية الاجتماعية الناشط السلفي بلال دقماق وتحول الغداء الى لقاء مع قيادات اسلامية طرابلسية ابرزها عبد الرزاق قرحاني والشيخ نبيل رحيم والشيخ ابو حذيفة والشيخ مصباح الحنون وكوادر اسلامية وجرى النقاش في المشاركة في الاعتصام ببيروت، على ان ينتقل الحضور بعدها الى طرابلس للمشاركة في الاعتصام في ساحة النور، نصرة للموقوفين الاسلاميين حيث يتحدث في الاعتصام في طرابلس رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية عزام الايوبي، واحمد قصص باسم حزب التحرير والشيخ سالم الرافعي باسم السلفيين ويلقي الشيخ نبيل رحيم كلمة باسم الموقوفين الاسلاميين.
وعلى اثر هذه المعلومات سرت شائعات في صفوف المواطنين عن توترات بعد الكلام عن استخدام السلاح وبان يوم الاحد لن يمر بسلام، ما دفع بالقيادات السياسية في البلاد الى التحرك سريعا لاحتواء تداعيات الدعوات المتقابلة للتظاهر، حيث من المتوقع ان يصدر اليوم القرار النهائي بشأن اقامة الاعتصامين في ظل تأكيدات امنية رسمية ان هناك اتجاها لالغاء الاعتصامين حرصا على استقرار البلد.
مراقبون في بيروت سجلوا عزوا حالة الشيخ الاسير الى ازدياد حال التململ في صفوف الشارع السني عموما وذلك المؤيد لتيار المستقبل وقوى 14 آذار خصوصا، نتيجة تداعيات الثورة السورية على الداخل اللبناني، من جهة، ونتيجة لعدم إتخاذ المستقبل وقوى 14 آذار مبادرات فعلية لاحتواء الحراك الشعبي من جهة ثانية.
ويشير المراقبون ان المواقف التي إتخذتها قوى 14 آذار ليست كافية، وهي لم تخرج عن إطار المواقف العلنية المؤيدة للثورة السورية، التي، وإن تقدمها موقف الرئيس الحريري، إلا أنها لم تستكمل بخطوات ميدانية، ما أفسح في المجال أمام التيارات السنية، سلفية وغير سلفية، لملء الفراغ الذي أحدثه غياب المبادرات الفعلية.