تجسيد “الذات الإلهية” أمر طبيعي في المسيحية لأن “المسيح تجسّد وصار إنساناً وصُلِبَ على الصليب… كما تقول الصلاة المسيحية. وفي دراسة نشرها “الشفاف” (ونحث القراء على العودة إليها) يعتبر الباحث الأميركي “رودني
ستارك” أن هذا “التجسيد للإله”، أو “أنسنة الإله” هو احد أسباب تقدّم “الغرب” على كل الحضارات الأخرى!
واليهودية أيضاً تتوقع مجيء “المسيح”
هل يحرّم الإسلام تجسيد الذات الإلهية فعلاً؟ ونقصد بالإسلام “القرآن”، وليس التفسيرات الفقهية المتداولة منذ أكثر من الف سنة، وهي لا تُلزم الإسلام بشيء لأنها ليست من القرآن؟
الأرجح أن بعض الذين يتحدّثون عن “تحريم تجسيد الذات الإلهية” في الإسلام لا يفهمون ما يتحدثون عنه! وفي أي حال، فالسؤال يستحق النقاش خارج “تعصّب” الأحزاب والجماعات الإسلامية.
وفي هذا الإطار، يلفت النظر تعبير شيعي متداول جداً، يُخاطَب به “المهدي”، وهو “السلام عليك يا بقية من الله في الأرض”!! وفيه “تجسيد” واضح للذات الإلهية!
الشفاف
رودني ستارك
رابط الفيديو في آخر الصفحة
*
تونس: محكمة تغرم رئيس قناة تلفزيونية “لاساءته للقيم الاسلامية”
المحكمة اعتبرت عرض القوري للفيلم “اهانة للقيم الدينية”
غرمت محكمة تونسية الخميس رئيس احدى القنوات الفضائية مبلغ 2400 دينار تونسي (نحو 1550 دولار) بسبب عرضه فيلما مثيرا للجدل، عقب محاكمة كرست الانقسامات بين الاسلاميين والعلمانيين في تونس.
واصدرت المحكمة قرار يقضي بتغريم نبيل القروي، رئيس قناة نسمة الفضائية، بعد ادانته بالاخلال بالنظام العام والاعتداء على القيم الاخلاقية، بسبب بث فيلم “بريسبولي”.
ويتحدث الفليم، وهو انتاج فرنسي امريكي، عن فتاة تترعرع في ايران، وتظهر فيه مشاهد تصور الذات الالهية، الامر المحرم في الاسلام.
واعتبرت الغرامة عقوبة اخف بكثير من مطالبات الناشطين الاسلاميين الذين دعوا الى سجن القروي.
وبموجب القوانين التونسية بمكن ان تصل عقوبة الاساءة الى الذات الالهية الى السجن لمدة ثلاث سنوات.
ويرى مراقبون ان المحاكمة، التي جرت بعد نحو 18 شهرا من الثورة التونسية التي ألهمت ما عرف لاحقا بالربيع العربي، اظهرت صعوبة احداث توازن بين الحساسيات الدينية وحرية التعبير.
فقد اصبح الناشطون المتدينون، الذين باتوا يتمتعون بحرية اكبر في التعبير عن الرأي، اكثر وضوحا في الدفاع عن آرائهم ومعتقداتهم، ويدفعون باتجاه توسيع مساحة نفوذهم ودورهم داخل المجتمع التونسي.
ويرى هؤلاء ان بث فيلم “بريسبولي” استهدف اهانة المسلمين واستفزازهم، وهو ما دفع بعض المتشددين السلفيين نحو المطالبة باهدار دم القروي.
وشهدت تونس مصادمات بين الاسلاميين والعلمانيين، او الحداثيين كما يسمون احيانا، الذي يرون انه لا بد من الدفاع عن قيم الحداثة والمعاصرة والحريات الفردية التي تميزت بها تونس الحديثة منذ ما يقرب من نصف قرن.
ويقول العلمانيون ان ملاحقة القروي انما هو هجوم على حرية التعبير، وهو موقف تشاركها فيه منظمات حقوق الانسان في العالم، ومنها منظمة العفو الدولية.
*
ادانة مدير تلفزيون في تونس تثير القلق بشأن حرية التعبير
تونس (رويترز) – قال سفير الولايات المتحدة في تونس يوم الخميس انه يشعر بقلق بالغ و خيبة أمل عقب ادانة مدير قناة نسمة بسبب عرض فيلم ايراني يجسد الذات الالهية في محاكمة وصفت بانها عمقت من الانقسامات بين الاسلاميين والعلمانيين في البلاد.
وقضت محكمة تونسية يوم الخميس بتغريم نبيل القروي مدير قناة نسمة 2400 دينار (1550 دولارا) بتهمة الاساءة للاخلاق الحميدة وتعكير صفو النظام العام بسبب عرض فيلم الرسوم المتحركة “برسيبوليس” الحائز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي عام 2007 .
وتدور أحداث الفيلم الفرنسي الامريكي حول فتاة صغيرة تنشأ في ايران ويشمل مشهدا يجسد الذات الالهية.
وقال الاسلاميون ان عرض فيلم الرسوم المتحركة وجه اهانة للمسلمين ومثل استفزازا متعمدا. وقال بعض السلفيين ان مدير القناة يجب أن يعدم.
وفي اول رد فعل دولي انتقد سفير الولايات المتحدة في تونس جوردون جراي قرار ادانة مدير قناة نسمة.
وقال “ادانته تثير قلقا بالغا بشأن التسامح وحرية التعبير في تونس الجديدة. نفهم ان السيد القروي له حق الطعن في الادانة ونأمل ان يتم حل هذه القضية بطريقة تضمن حرية التعبير وهي حق اساسي حرم منه التونسيون في عهد زين العابدين بن علي.”
وأضاف جراي في البيان الذي ارسل لرويترز عبر البريد الالكتروني “انني أشعر بقلق بالغ وخيبة أمل عقب ادانة (مدير) قناة نسمة بسبب بث فيلم رسوم متحركة سبق الموافقة على توزيعه من قبل الحكومة التونسية.”