في عهد سَلَفه، كنا نعتقد أن الخارجية اللبنانية قد وصلت إلى الحضيض. ولكن الخارجية اللبنانية وصلت في عهد عدنان منصور إلى “ما بعد.. ما بعد.. الحضيض”! هذا وزير خارجية، أم موظّف عند السفير السوري؟
*
أثار موقف وزير الخارجية اللبنانية لدى استقباله قبل ظهر يوم امس السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي استغراب الاوساط السياسية اللبنانية ووسائل الاعلام بحيث اراد معاليه الايحاء بانه لم ولن يلتقي السفيرة الاميركية في مقر وزارة الخارجية اللبنانية.
المعلومات تشير الى ان وسائل الاعلام اللبنانية تبلغت عن زيارة مرتقبة للسفيرة كونيللي الى وزارة الخارجية اللبنانية للقاء الوزير عدنان منصور، في زيارة وداعية، بماسبة انتهاء مهامها في لبنان، فكان ان نفت الوزارة وجود اي موعد بين الوزير منصور والسفيرة كونيللي، الامر الذي أدى الى تغييب وسائل الاعلام عن اللقاء لتغطيته.
السفارة الاميركية في بيروت، ولدى علمها بالنفي، اتصلت بإحدى وسائل الإعلام المحلية وأكدت الموعد طالبة إرسال فريق إعلامي لتغطية الزيارة. ولدى وصول الفريق الى مدخل وزارة الخارجية، قامت الاجهزة المولجة حماية الوزارة بطردهم ومنعتهم من دخول حرم الوزارة وتصوير اللقاء.
مصادر سياسية في بيروت استغربت موقف الوزير منصور وردة قعله على الزيارة خصوصا ان ابواب الوزارة مفتوحة دائما لوسائل الاعلام أثناء استقبال السفير السوري علي عبد الكريم، او السفير الايراني غضنفر ركن ابادي. والتبريرات التي اعطيت لعدم دعوة وسائل الاعلام من قبل الخارجية اللبنانية، كانت مضحكة، اذ اعلن مسؤولون في الخارجية اللبنانية ان السفيرة كونيللي لم تبلغ الخارجية بنيتها التحدث الى وسائل الاعلام بعد اللقاء. ويبدو ان الوزير منصور لا يريد ان يتسبب له تصريح السفيرة كونيللي بإحرج او بتأنيب من السلطات السورية او الايرانية في حال كان تصريح السفيرة الاميركية غير منسجم مع توجهات الوزير “الممانع”.
السفارة الاميركية في بيروت عممت على الاعلاميين خبر الزيارات الوداعية للسفيرة كونيللي ليوم االاربعاء وتجاهلت في متن الخبر زيارة السفيرة الى الخارجية اللبنانية.
وجاء في خبر السفارة :
“جددت السفيرة الاميركية مورا كونيلي دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الذين يعملون بالتنسيق مع القادة اللبنانيين للحفاظ على أمن واستقرار لبنان.
واشارت بعد لقائها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “الى انه فيما وصلت إقامتي هنا في لبنان إلى نهايتها، أود أن أؤكد على أن الولايات المتحدة ما تزال ملتزمة بلبنان مستقر وسيد ومستقل. الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يدركان أن لبنان يصارع تأثيرات امتداد الأزمة السورية إليه. إن أفضل دفاع ضد هذا الامتداد والوسيلة الفضلى لحماية لبنان هي في تعزيز مؤسسات الدولة، وأن تحترم جميع الاطراف العملية الديمقراطية فيه، وأن يكون قادة لبنان مسؤولين أمام الناخبين اللبنانيين ويعملون على حماية مصالحهم جميعا”.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، وتحييد لبنان عن تأثيرات الأزمة السورية، تدعم الولايات المتحدة الدعوات الى جميع الأطراف للتمسك بسياسة النأي بالنفس واحترام التزاماتهم بإعلان بعبدا. واضافت: “نحن نشجع بقوة القادة اللبنانيين على تشكيل حكومة جديدة على وجه السرعة والانتهاء من العمل على وضع قانون انتخابي جديد من شأنه تجديد البرلمان والسماح للعملية الديمقراطية في لبنان بالعودة إلى مسارها”.
واضافت: “كما أننا ندعو جميع الأطراف إلى احترام مؤسسات الدولة. إن انخراط حزب الله الأحادي بالصراع السوري، يخاطر بجر لبنان الى هذا الصراع كما يقوض مقومات الدولة اللبنانية”.
وختمت كونيلي “أشرت الى وزير الخارجية عدنان منصور خلال لقائنا في وقت سابق اليوم إن الولايات المتحدة تشيد بقرار الاتحاد الأوروبي الاخير بتصنيف حزب الله، والذي يبعث برسالة قوية مفادها أن حزب الله لا يمكن أن يقوم بعمليات ويفلت من العقاب، وأن هناك عواقب لأفعاله، مثل تفجير بورغاس ومؤامرته الارهابية في قبرص”.
وكانت كونيلي أعربت للرئيس المكلف تمام سلام لتشكيل الحكومة، مشيرة الى وجهة النظر الاميركية بأن لبنان سيكون في وضع أفضل لمواجهة التحديات الإقليمية والمحلية الحالية مع حكومة ممكَّنة تتمتع بسلطات كاملة.
ورأت في بيان ان الولايات المتحدة الاميركية بأن تشكيل الحكومة يجب أن يكون عملية لبنانية، وأن الشعب اللبناني يستحق حكومة تعكس تطلعاته وتعزز استقرار وسيادة لبنان واستقلاله فيما تفي بالتزاماتها الدولية. كما جددت كونيلي التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل.
الى ذلك، التقت كونيلي ايضا رئيس المجلس النيابي نبيه بري.