(صورة من الأرشيف: الوزير السبهان في كليمنصو في أكتوبر ٢٠١٦)
في حين ترجّح معلومات أن يقوم الحزب الإيراني باجتياح مدينة « عرسال » وتهجير أهلها إلى الداخل اللبناني، أشارت معلومات أخرى الى ان الجانب السعودي طلبت من اركان ما كان يعرف بـ”قوى ١٤ آذار” العودة الى صفوفهم السابقة، خصوصا بعد التغييرات التي شهدتها المملكة العربية السعودية مؤخراً، والتي انتهت بإعفاء ولي العهد السعودي محمد بن نايف بن عبد العزيز من منصبه ومبايعة الامير محمد بن سلمان وليا للعهد.
المعلومات تضيف الى ان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان أعد مشروعا بالتعاون مع قوى سياسية لبنانية 14 آذارية، وتم عرضه على كل من رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وان هناك مطالبة سعودية ملحة، بضرورة إحياء قوى 14 آذار والخروج بمشهدية سياسية مناهضة لسيطرة حزب الله والتمدد الايراني في لبنان.
وتشير المعلومات ان الرئيس الحريري الذي اوغل كثيرا في تحالفاته المستجدة مع التيار العوني، سيجد بعض الصعوبة في العودة عنها، في حين ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس اللقاء الديمقراطي يتحفظان على المشروع من دون ان يعترضا عليه!
وهما يطالبان بضمانات إضافية من اجل العودة بالبلاد الى زمن المواجهة مع الحزب الالهي، ومن خلفه إيران، خصوصا لجهة مستلزمات تلك المواجهة اولاً، والإفادة من التجربة السابقة كي لا تقع هذه القوى في المحظور من جديد بعد ان خسرت الكثير من جمهورها وصدقيتها نتيجة التسويات التي وجدت نفسها مضطرة للقيام بها على خلفية التخبط السعودي السياسي، والذي دفعت قوى 14 آذار ثمنه غالياً!
مصادر إشتراكية قالت أن جنبلاط لا يريد الدخول في مواجهة مجددا مع حزب الله، وما زالت تداعيات اتفاق ما سمي “السين السين” ماثلة في ذهنه، خصوصا الاتفاقات التي ابرمت برعاية سعودية مع النظام السوري، والتي شكلت بالنسبة لجنبلاط، تخلّياً عن كل مكتسبات « ثورة الارز » لقاء وعودٍ لا تلامس حتى ادنى تطلعات الشعب اللبناني حينها برفع وصاية نظام دمشق ومن خلفه حزب الله عن الدولة اللبنانية.
الدعم المالي السعودي توقّف، ولكن الإغتيالات الإيرانية-السورية استمرت!
وتضيف المصادر ان جنبلاط، توقف عند ما ورد في هذا الاتفاق لجهة تأكيد السلطات السعودية حينها التزامها بوقف تمويل قوى 14 آذار مقابل وقف الاغتيالات في لبنان. وهذا ما التزمت به المملكة منذ تلك الايام وحتى اليوم في حين الاغتيالات استمرت لاكثر من ثلاث سنوات لما بعد الاتفاق، تزامنا مع استمرار إيران في توفير كل مستلزمات الدعم لحزب الله، وتركت قوى 14 آذار تواجه مصيرها منفردة، ما ادى الى انفراط عقدها تباعاً.
وتشير المعلومات الى ان تيار المستقبل كان اول ضحايا السياسة السعودية لجهة وقف التمويل، وتحميل الرئيس الحريري مسؤولية ما يسمى “اتفاق السين سين”، علما انه حصل برعاية عاهل سعودي. ففقدَ « التيار » الكثير من صدقيته الشعبية والسياسية، إضافة الى ان المملكة العربية السعودية مارست ما سمي بـ« سياسة انفتاح » على قوى سنية تُصنَّف في خانة “محور الممانعة”، ما ساهم في إضعاف موقف الحريري وتياره، إضافة الى دعم قوى سنية كانت حليفة لتيار المستقبل للخروج على سياسة « التيار »، ومدّها بكل وسائط الدعم لتدمير التيار الازرق. فضلا عن ما يواجهه التيار من ضغوط شعبية في شارعه تنحو نحو التطرف كنتيجة لما يجري في الاقليم في حق “اهل السنة” في سوريا والعراق.
الى ذلك رجحت المعلومات ان تكون جولة الرئيس الحريري الخارجية واللقاءات التي من المقرر ان يعقدها مع كل من الرئيس الاميركي دونالد ترامب والفرنسي ماكرون والروسي فلاديمير بوتن تهدف الى استكشاف معالم السياسة الدولة في المرحلة المقبلة في منطقة الشرق الاوسط ليبني الحريري والحلفاء على الشيء مقتضاه.
تزامنا ايضا رجحت معلومات ان يلجأ حزب اله الى تنفيذ تهديداته باجتياح « عرسال » في محاولة لاستباق لنتائج الجولة التي سيقوم بها الحريري، فيضعه مع جنبلاط وجعجع امام امر واقع جديد يتمثل في تهجير اهالي « عرسال » من السنّة الى الداخل اللبناني، ويمارس عليه ضغوطا مزدوجة من شارعه بالدرجة الاولى، ومن الحلفاء ومن المملكة العربية السعودية، فيجعله يفكر الف مرة قبل الاقدام على إحياء قوى 14 آذار من جديد.