في الساعة 17:35، نشرت “الوكالة الوطنية” الخبر الذي نقله “الشفاف” في عامود اليمين، وكان بعنوان: “الراعي عاد من روما: ما تم تناقله عن استقالتي تلفيق وإشاعات”. وقد نشرناه عملاً بالأصول.. كما يقال..!
ولكننا فوجئنا قبل قليل، أي بعد أقل من ٤ ساعات، بأن “الوكالة الوطنية” نفسها عادت فنشرت تصريحات البطريرك الراعي خالية من أي تكذيب مباشر لخبر استقالته!!
أولاً، بالعنوان الذي أصبح:
“الراعي عاد الى بيروت بعد لقائه البابا فرنسيس: لا يمكن لبنان الا أن يكون بلدا حياديا ومنفتحا على الجميع”!
والأهم، من حيث المضمون. فالبطريرك يقول “ردّاً على سؤال جاء فيه: ” ما صحة المعلومات التي ذكرتها احدى الصحف المحلية مؤخرا عن انكم ستقدمون استقالتكم كبطريرك ماروني لتبوؤ مركز جديد في الفاتيكان؟”:
“اشكركم على التهنئة بمرور سنة على الكاردينالية، وآسف ان يكون ما زال عندنا في لبنان اناس يحبون الكذب واختلاق الاخبار، وقد اعتدت على ذلك شخصيا واتقبل هذه الامور طالما انها تخصني……..”. ثم يضيف: “ام ان يطالوا امورا تختص بقداسة البابا والكرادلة ساندري وبرتوني فهذا لا يجوز، وكم شعرنا بالاسف والصغر عندما رأينا وسائل الاعلام تتناقل كذبا، كذبا كذبا وتلفيقا..”.
ثم يطرح عليه صحفي “متحمّس” السؤال التالي: “اذا انتم باقون على كرسي البطريركية في بكركي والبطريرك المعتدل الذي قد لا يطيب وجوده لبعضهم؟” فيجيب البطريرك:
“قداسة البابا فرنسيس عقله راجح والكاردينال ساندري شخصية كبيرة جدا في الفاتيكان وجديرة بالتقدير والاحترام وهما يعرفان مكانتهما وتقديرنا الكبير لهما.”
أي أن البطريرك الراعي، في الإجابة على السؤالين تجنّب الإجابة المباشرة عما إذا كانت استقالته واردة مكتفياً بالحديث عن “كذب وتلفيق”!
ويبقى السؤال: من أوحى لـ”الوكالة الوطنية”بالخبر الأول، وخصوصاً بعنوانه الذي يوحي بما لم يقله البطريرك الراعي؟
ونقطة أخيرة: حرص “الشفاف” دائماً على الإبتعاد عن مسائل شخصية في حياة البطريرك رغم كثرة الشائعات والأقاويل.. ولهذا رفضنا أن ننشر ما نشره كتاب صدر قبل سنوات قليلة في باريس مع أننا كنا نعرف “ما يُقال” منذ سنوات قبل صدور الكتاب!!
المشكلة مع السيد البطريرك الراعي هي مشكلة “سياسية” فقط: وهي تحويل كنيسة الإستقلال والصمود ضد احتلال آل الأسد للبنان، واحتلال “ولاية الفقيه”،للبنان- بقيادة البطريرك صفير- إلى كنيسة تدافع عن “المسكين بشار الأسد”، وتؤيد حزب الله، وتدعو لـ”حلف الأقليات مع أنظمة الإستبداد”!
في ما يلي الخبرين اللذين نشرتهما “الوكالة الوطنية”، بدءاً بالخبر الأخير، وانتهاء بالخبر الأول الذي سبقه بحوالي ٤ ساعات.
الشفاف
*
الراعي عاد الى بيروت بعد لقائه البابا فرنسيس: لا يمكن لبنان الا أن يكون بلدا حياديا ومنفتحا على الجميع
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2013 الساعة 21:14
وطنية – عاد الى بيروت، مساء اليوم، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، آتيا من روما بعد زيارة استمرة عشرة ايام قابل خلالها البابا فرنسيس الاول والبابا بنديكتوس السادس عشر وشارك في حضور مجمع الكنائس الشرقية.
وكان في استقباله بالمطار وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال فادي عبود ممثلا رئيس الجمهورية ميشال سليمان، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، المطرانان بولس الصياح ومطانيوس الخوري، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبده ابو كسم، رئيس فرع مخابرات الجيش في جبل لبنان العميد ريشار حلو، الدكتور الياس صفير والامير حارث شهاب وعدد من الكهنة والشخصيات.
في المطار تحدث البطريرك الراعي الى الصحافيين، فوجه تحية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على ايفاد الوزير عبود الى المطار، وتحية الى كل الشعب اللبناني الذي لم يغب عن بالنا ابدا ونحمل همه اينما كنا.
سئل: لمناسبة مرور سنة على توليكم رتبة الكاردينالية، ما صحة المعلومات التي ذكرتها احدى الصحف المحلية مؤخرا عن انكم ستقدمون استقالتكم كبطريرك ماروني لتبوؤ مركز جديد في الفاتيكان؟
اجاب:”اشكركم على التهنئة بمرور سنة على الكاردينالية، وآسف ان يكون ما زال عندنا في لبنان اناس يحبون الكذب واختلاق الاخبار، وقد اعتدت على ذلك شخصيا واتقبل هذه الامور طالما انها تخصني وان لباس اللون الاحمر ليس للتباهي وانما رمز للاستشهاد، ام ان يطالوا امورا تختص بقداسة البابا والكرادلة ساندري وبرتوني فهذا لا يجوز، وكم شعرنا بالاسف والصغر عندما رأينا وسائل الاعلام تتناقل كذبا، كذبا كذبا وتلفيقا، ونتمنى ان نصلي جميعا للرب لكي يقف هذا الكذب في لبنان، من قبل البعض، خصوصا الاعلاميين، وغير صحيح ان يكون الاعلام عندنا في لبنان وسيلة للكذب والتجني على الاشخاص، ولا اقول كل الاعلام، فأنا قدمت اعتذاري للكاردينال ساندي وللكرادلة وقلت لهم ان يعذرونا، وآمل ان ينتهي حبل الكذب، فلا شيء قادرا على خلاص البشر الا الحقيقة والحقيقة وحدها”.
اضاف:”مع كل هذا انا اتشبث اكثر واكثر بشعاري الذي هو برنامج عملي اليومي، شركة ومحبة، ولبنان بحاجة الى شركة ومحبة ولا وجود للشركة والمحبة من دون الحقيقة، وليعش اللبنانيون كل اللبنانيين بالحقيقة لأن الحقيقة تحرر، وتجمع وترفع كرامتنا الانسانية، اما الكذب والتلفيق والاخبار والشرح واستباحة كل الناس فهذا مرفوض وانا اجدد اعتذاري لكل الذين انزعجوا في الفاتيكان مما قيل.
سئل :اذا انتم باقون على كرسي البطريركية في بكركي والبطريرك المعتدل الذي قد لا يطيب وجوده لبعضهم؟
اجاب: قداسة البابا فرنسيس عقله راجح والكاردينال ساندري شخصية كبيرة جدا في الفاتيكان وجديرة بالتقدير والاحترام وهما يعرفان مكانتهما وتقديرنا الكبير لهما.
سئل: ما تعليقكم على قول قداسة البابا انه لا يرى الشرق من دون المسيحيين؟
أجاب: هذا القول في محله، وعندما نقول المسيحيين نقصد القيم المسيحية، ونحن نؤمن بحكم طبيعتنا وعمرنا ألفا سنة عشناها وطبعنا أرضنا في هذا الشرق الأوسط بقيمنا، وعشنا مع اخوتنا المسلمين وما زلنا منذ 1400 سنة، وما زلنا نبني معهم ثقافة العيش معا ونغني مجتمعاتنا بالقيم الاسلامية والمسيحية. وعندما يذكر قداسة البابا هذا الكلام فلا يعني ذلك أنه ينفي وجود غير المسيحيين، وإنما يدعو ليستمر هذا الشرق بجماله الاسلامي والمسيحي، وأن يكونوا قيمة مضافة، وأن يعملوا لتنقية أنفسهم مما يخالف جوهر الدين الاسلامي وجوهر الدين المسيحي، وليغتنوا بالقيم والأخلاق، فهم لا يستطيعون أن يكونوا عالة على الشعوب ولا أن يستمروا في الحالة التي يعيشونها من حرب وإرهاب وقتل وانتحار وهذا ما يركز عليه قداسة البابا.
سئل: ما هو تعليقكم على ما تعرض له لبنان الاسبوع الماضي من خلال الاعتداء الارهابي على السفارة الايرانية في بيروت؟
أجاب: نستنكر مجددا وقد استنكرنا من قبل وتأسفنا مع جميع اللبنانيين والعالم بأسره لهذا العمل الارهابي ولا أستطيع أن أتصور كيف يقوم أي فرد بوضع حد لحياته ولحياة الآخرين، أوليست كل الأديان تقول لا تقتل. وهنا نطرح السؤال من هو وراء أولئك الجماعات الارهابية ومن هي تلك المراجع السياسية وغير السياسية التي تحمل الانسان على القيام بمثل هذه الأعمال الارهابية والتي تقتل الأبرياء والمدنيين من الناس.
وسأل البطريرك الراعي:”أهذا هو الدين، وهذه هي القيم الانسانية التي يتغنون بها”؟
أضاف: “على كل حال نحن عبرنا واتصلنا واستنكرنا هذا العمل الاجرامي، وقام وفد من بكركي والسادة المطارنة بالتعزية بالضحايا وقدمنا العزاء لأهاليهم وتمنينا الشفاء لكل الجرحى، ونحن نصلي كل يوم لكي يعم السلام والمحبة في القلوب كي يعود الجميع الى ربهم ويحترموا الحياة البشرية وقدسيتها”.
سئل: هل صحيح أنكم تلقيتم دعوة لزيارة إيران، وفي حال تلقيتم مثل هذه الدعوة هل ستلبونها؟
أجاب: بالواقع لا، أنا قرأت ذلك مثلكم في إحدى الصحف.أما بالنسبة الى تلبيتي للدعوة في حال تلقيتها، فأنا ألبي كل الدعوات التي توجه لي، لأننا نحن من دعاة الحوار، فأي دعوة توجه لي ألبيها لأننا لم ولن نقفل بابنا بوجه أحد، ونؤمن بالحوار الذي هو الطريق الوحيد لتلاقي الناس بعضها ببعض، وثقافتنا مبنية على الانفتاح والتواصل والحوار مع كل الناس والأديان لأنه لا مصلحة سياسية أو شخصية لنا مع أحد. لذلك فإن أي دعوة نتلقاها في هذا الاطار تكون مشكورة وطبعا نلبيها، فهذه هي قيمة لبنان التي تتمثل بالتواصل مع كل الشعوب وفي حال فقدانها يفتقد هذه القيمة. فهذه هي قوتنا بتواصلنا الانساني والثقافي لذلك نحن نطالب مع المسؤولين ومع فخامة الرئيس ليس فقط بتحييد لبنان بل بحياد لبنان، لأن لبنان هذا وبحكم طبيعته وموقعه الجغرافي وتاريخه ونظامه السياسي وكيانه الذي هو انفتاحه على كل الناس والأديان والثقافات لا يمكن إلا أن يكون بلدا حياديا ومنفتحا على الجميع، ومن هذا الاطار انا على استعداد لتلبية اي دعوة اتلقاها.
سئل: كيف قرأتم الاتفاق بين الدول 5+1 مع ايران في جنيف، وبرأيكم ما انعكاسه على دول العالم والمنطقة خصوصا لبنان؟
اجاب: ان موقفنا الدائم ان تتحاوز الناس مع بعضها البعض والدول ايضا، وعندما يتوقف مثل هذا الحوار بين الدول يقع علينا الوبال، فمشكلتنا اليوم في لبنان اننا ضحية الخلافات الموجودة في المنطقة والخلافات الموجودة على المستوى الدولي ونحن مع اي تقارب بين الدول، لأن ذلك يبعد العنف والخلافات ويقي الدول الصغيرة مثل لبنان من حسابات الكبار، لذلك نحن نتطلع الى هكذا اتفاق ان يكون منطلقا ليتابعوا الحلول السياسية والاقتصادية لما فيه مصلحة الجميع. ونحن نأمل من هذا اللقاء الذي تم في جنيف ومن اللقاءات الاخرى التي تمت بين الولايات المتحدة الاميركية وايران ان تتسع لكي تطال كل الشرق الاوسط وتنتهي كل المآسي التي نعيشها ويتم ايجاد حلول للاسباب الاساسية التي نعانيها، بدءا من النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وصولا الى النزاعات الاخرى على المستوى الاقليمي مع الارتباطات الدولية.
سئل: هل تتوقع ان يشهد لبنان خلال الشهر المقبل وفترة عيدي الميلاد ورأس السنة هدوءا واستقرارا، وبالتالي هل من رسالة منكم الى المغتربين اللبنانيين للمجيء اليه؟
اجاب: الكل يتشوق للمجيء الى لبنان وقد ابدوا اكثر من مرة اسفهم للظروف التي تحول دون مجيئهم الى هذا البلد. فلبنان هو لكل ابنائه وللمحبين، ومن حق الجميع ان يأتي اليه والتمتع بطبيعته والكل يحب الشعب اللبناني المضياف والسخي والمحب للحياة، لذلك نحن نطلب ونتمنى على كل اللبنانيين ان يوقفوا كل الاسباب التي قد تحول دون مجيء السياح والمغتربين.
اضاف البطريرك الراعي:”بالمناسبة اريد ان انقل سلاما من قداسة البابا فرنسيس الى الشعب اللبناني وهذا الاسبوع التقينا به اكثر من مرة وعبر هو اكثر من مرة عن محبته للبنان فهو يحمل لبنان في قلبه وعنده تقدير كبير لهذا البلد ويعرف جيدا تاريخه ودوره ورسالته، وايضا نحمل معنا سلاما من قداسة البابا بنيدكتوس السادس عشر الذي شرفنا بتقديم كتاب له عن زيارته التاريخية الى لبنان الذي وضعته اللجنة الاسقفية والمركز الكاثوليكي للاعلام، وقد رافقنا مديره الاب عبده كسم خلال تقديمنا الكتاب لقداسته الذي تأثر كثيرا بذلك وذكرنا بجمال ومميزات هذا البلد وشعبه وتحدث عن الايام الجميلة التي امضاها في لبنان والتي انطبعت في ذاكرته ونحن اليوم نجدد محبتنا والتزامنا بلبنان. نعم لبنان اولا واخيرا ولا يعلوه الا الله، وهنا اكرر القول انه يجب علينا الالتزام بالحقيقة التي هي تجمل وترفع وتعطي كرامة وتوحد وتخلص البلد.
* *
الراعي عاد من روما: ما تم تناقله عن استقالتي تلفيق وإشاعات
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2013 الساعة 17:35
وطنية – أسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي لانه “حتى الآن هناك في لبنان أشخاص يختلقون الأخبار ويكذبون”، مؤكدا ان “ما تم تناقله عن استقالتي كذب وتلفيق ومجرد إشاعات”.
ولفت في كلمة من مطار بيروت الدولي بعد عودته من روما، إلى ان “أعضاء الفاتيكان انزعجوا من هذه الاشاعة، وقد اعتذرت منهم”.
وشدد على انه “يجب ان يستمر هذا الشرق بجماله بوجود المسيحيين والمسلمين فيه”، وقال: “نصلي كل يوم كي يعم السلام وتعم المحبة في القلوب، ونحن ندعو إلى الحوار لأنه الطريق الوحيد للتلاقي”.
وطالب الراعي بـ”حياد لبنان وليس فقط بتحييده، لأن لبنان لا يمكن إلا ان يكون بلدا حياديا كي يكون مفتوحا أمام كل الناس”، معتبرا انه “اذا فقد لبنان تواصله مع كل الشعوب فسيفقد قيمته”.
من جهة أخرى، أكد “أننا مع أي تقارب بين الدول لأن التقارب يقي البلاد الصغيرة حسابات الدول الكبرى”، آملا أن “تتسع اللقاءات التي حصلت في جنيف حول الملف النووي الإيراني لتصل إلى كل البلدان”.
ورأى أن “لبنان ليس للبنانيين بل لكل الناس، ومن حقهم أن يأتوا إليه، ويجب وقف كل الأمور التي بسببها يخاف السائح المجيء إلى لبنان، ومنها قطع الطرق”.