ليس من عادتي أن أرد على تعليقات القراء على كتاباتي، من منطلق حرصي على احترام حقهم وحريتهم في التعبير ….ومن جهة أخرى ما يجده الكاتب من صعوبة في توفر الوقت للرد على كل قارئ على حدة، وما يتطلبه ذلك من مراعاة الحساسية الفردية لهذا القاريء أو ذاك، ومن ثم مدى المراهنة على درجة النضج الذاتي لديه في تقبل الملاحظات المخالفة أو الناقدة، وشكل استقباله لها ودرجة التفاعل معها، مثلما حدث لي مع أحد القراء وهو الأخ كامل عباس، الذي اعتبر –على سبيل المثال – أنني خيبت ظنه لأن ردي على تساؤلاته “جاء مليئا بالاتهامات المباشرة وغير المباشرة “، وذلك عندما نبهته إلى أن وصفه للنظام الشمولي الأمني في سوريا بقوله: بأنه من أنظمة (الديموقراطيات الشعبية-أو الشرعيات الثورية) هي صياغات غير موفقة، و قد أصبحت فاقدة الدلالة والمعنى مع الإنهيار الكبير للعمارة الشمولية (الشيوعية الستالينية) عالميا، أي أن هذا الاستخدام الاصطلاحي خاضع لتأثير موروث مصطلحات (الخطاب الشمولي) السابق الذي كان يعتبر نفسه (شيوعيا) في صورة (النموذج السوفييتي)، ومن ثم اعتباره الأنظمة العسكريتارية الانقلابية الديكتاتورية التي تدور في فلكه هي في مرحلة سابقة على شيوعيته التي يفترض أنها أعلى درجة… أي أنها لم تبلغ بعد سوى مرحلة (الديموقراطية الشعبية) على طريق بلوغ مثله الأعلى القدوة في (الشيوعية الستالينية) التي أنجزها بوصفه قد تجاوز مرحلة الديموقراطية الشعبية!!!
ولهذا فهو يجهز لها جيوشا وأجهزة أمنية لبناء (ديموقراطياتها الشعبية) تلك، لكي تتمكن لا حقا من بلوغ مثاله (الشيوعي)، استنادا إلى (الشرعية الثورية) التي حطمت عبرها الديموقراطيات الدستورية البرلمانية الوليدة في بلدانها التي تحررت من الاستعمار الكولونيالي القديم، بوصف أنظمتها الوطنية التي قادت مرحلة النضال ضد الاستعمار هي أنظمة ديموقراطية زائفة، لأنها ديموقراطيات بورجوازية يمينية رجعية وإقطاعية وريثة الاستعمار، بينما العسكر الإنقلابيون هم ممثلو الديموقراطية الحقيقية (الشعبية: كالناصرية والبعث …….الخ!!!
فكانت ملاحظاتي للقاريء الكريم هي الدعوة لإنتاج المصطلحات النظرية المطابقة لمشروع إعلان دمشق بوصفه مشروعا ديموقراطيا طامحا للقطع مع الاستبداد ومتطلعا لاستعادة المشروعية الوطنية الدستورية البرلمانية، سيما وأن الأخ القاريء المحاور يوافق على وصفها بأنها هي المرحلة الوطنية الطبيعية الديموقراطية الحقة في تاريخ سوريا، وما بعدها كان استثناء، وأنه بالإمكان الانتظام في نسق المرحلة الوطنية الديموقراطية هذه والمعروفة بمرحلة الخمسينات ومن ثم البناء عليها … وعلى هذا فلابد من إنتاج المفردات والمصطلحات المعادلة فكريا ونظريا لهذا التوجه، ومن ثم استلهام وتداول مفردات خطاب عصرنا الذي يشهد هذا التحول العالمي نحو الديموقراطية، وذلك عبر إعادة النظر في تداولنا لمفردات الزمن الشمولي .!!!
ولا أعرف أين الخشونة والاتهامات في مناقشتي هذه ؟ وأين هي (سلاطة اللسان) التي عبر القاريء الكريم عن خشيته من استخدامي لها ضده، ومن ثم استيائه من طريقتي التعبيرية هذه المليئة بالاتهامات … !!! ولهذا فضلنا التوقف عن الاستمرار بالحوار ….متجنبين تسبيب الأذى وخيبات الأمل لقارئنا ومحاورنا المرهف الإحساس !!!
لكن تلقينا للكثير من الرسائل التي تنوه بالحوار والإشكالات التي أثارها حول تقييم مرحلة صدام النظام مع الأخوان المسلمين، بل وخاصة مناقشة مفهوم (المحاصصة الطائفية)ودلالته بالسياق السوري …الذي لم يلفت انتباه الأخ القاريء المعقب، حيث لم يثر اهتمامه أيا من مناقشة هذه الإشكالات التي أثارها من قبل ..وذهب مباشرة للخاتمة التي يدعونا فيها للاستقالة من رئاسة الإعلان في الخارج لأن خطابنا لا ينسجم مع خطاب إعلان دمشق ما دمنا (عاجزين) على التساوق مع خطاب الإعلان وفق فهم السيد القاريء !!!
لكن القراء عادوا فألحوا بالسؤال حول ضرورة مناقشة الأخ بوصف هذا الموضوع مما يتداول في صفوف المعارضة السورية …خاصة بعد الثورة التونسية المباركة وما أثارته كتابتي الأخيرة حول الموضوع التونسي، ومن ثم علاقة خطابي حول الموضوع ودرجة تطابقه مع خطاب إعلان دمشق أو ابتعاده …. إذ يتساءل الأصدقاء: هل لا يزال المعتقدون بأن خطابنا فيه جنوح عن حدود خطاب الإعلان لا يزال هذا رأيهم بعد الزلزال التونسي الذي تجاوز على الأرض كل راديكاليات الخطاب المعارض العربي والتونسي !!!؟؟؟ فقررنا بناء على طلب الأصدقاء أن نعود لمناقشة قارئنا العزيز السيد كامل ..وذلك بالعودة إلى نصه الذي يفترض –حسب الأصدقاء- أنه يعكس وجهة نظر قطاع في المعارضة داخل الإعلان أو خارجه …وها نحن نعود استجابة لرغبة الأصدقاء:
ينبهنا السيد القاريء المعقب–وبتواضع شديد وغريب- إلى أصول الحوار السياسي وأهمية الكلمة وفن قولها: “كل ما أردت قوله للدكتور عيد هو الانتباه إلى أهمية الكلمة وفن قولها في العمل السياسي والذي يجب قولها طبقا لموازين القوى على الأرض” فالسيد القاريء المتواضع يريد تنبيهنا لأهمية الكلمة بعد أن قضينا العمر في محراب تقديس دور الكلمة وأهميتها !!! أي ببساطة هي حرفتنا ومصدر عيشنا ونكباتنا وأفراحنا وأحزاننا، ومع ذلك انزعج السيد القاريء عندما قلنا له المثال المغربي (تعالي يا أمي لأدلك على بيت خالتي) ويعتبرنا أنا نتهمه بالغشم…رغم كل هذا التعالي والمعلمية التي يعبر عنها فهمه لفن الكلمة !! إذ غدونا أمام قارئنا الكريم أمام معادلة جديدة وهي مناشدة الكتاب للقراء أن يتواضعوا في التعامل معهم …وأن يخففوا من أستاذيتهم التعليمية والتوجيهية الفوقية !!!
ما هو فن قول الكلمة المناسبة لإعلان دمشق؟ أي الكلمة التي يدعونا السيد القاريء لتقدير أهميتها وفن قولها وتقدير ميزان القوى عند القول: يقول لنا نصيا بأنه إذا كان لا بد أن ننتقد الممارسات الأمنية ضد الحريات السياسية وقمعها لأي حراك سياسي عن طريق حملات الاعتقالات فينبغي مخاطبتهم بالكياسة والحسنى ونناشدهم بالقول اللين: (في ظل الهجمة الامبريالية الشرسة على وطننا لمصلحة من يُعتقل ….)، طبعا كتب قوله هذا قبل هروب الرئيس التونسي بن علي …ويضيف أحد القراء الأصدقاء، أنه من حسن الحظ أن الشعب التونسي لم يسمع بنصيحة (ميزان القوى) هذه عندما قال كلمته الشجاعة العزلاء (بن علي ياجبان: الشعب التونسي لن يهان) أمام القوى المدججة لابن علي … سيما وأن مفهوم مصطلح توازن القوى بين المعارضة والسلطة في الوطن العربي مفهوم لا ينتج أي وعي مطابق في الحالة العربية المنقسمة إلى (سلطة /مجتمع)، وليس (سلطة/ معارضة) كما هي في السياق الغربي، ما عدا لبنان (المحاصصة الطائفية) السباق على كل الوطنيات العربية الزائفة !!!
وفعلا فقد برهن الشعب الأعزل –دون أن يزن كلماته بميزان حكمة فن قول الكلمة لمحاورنا الأخ كامل- أن ديكتاتوره جبان عندما لم يعرف أين المفر !؟ ومن حسن حظ الشعب التونسي ونخبه السياسية أنها كانت جاهلة بحكمة فن القول المؤسس على توازن القوى …بل وأضاف البعض في رسائلهم: أنه من حسن الحظ أني لم أتعلم وأفهم الدرس الذي ألقاه عليّ قارئي الكريم، وإلا ما كتبت مقالي الذي يستلهم الروح الكفاحي التونسي …وكنت اكتفيت وفق ميزان القوى بأن أكون وكالة أنباء للحدث التونسي الذي أراده لي أنصار حكمة أخينا كامل …فيما قدموه لنا من حكمة فن القول في تبني المعارضة لافتتاحية نشرت في إحدى الصحف تحت عنوان: (تونس تفتح طريق الحرية)، بدون أية صلة باللحظة المعاشة للقاريء السوري أو الواقع السوري، سوى أنها أضافت لمعلوماته ملخصا لما تتناقله كل وكالات الأنباء العربية والعالمية !!
إذا على ضوء النصيحة العقلانية التي يتوجب علينا لنقترب من خطاب إعلان دمشق حفظها وفق ناقدنا، هي نصيحة تذكير السلطة بأنه (ليس من مصلحتها الاعتقلات وهي التي تخوض معركة المواجهة مع الحملة الامبريالية الشرسة !!!)، ويمكننا بعد هذه الديباجة (الجبهوية البكداشية) أن نورد أسماء المعتقلين التي نريد مثل: الطفلة طل الملوحي أو الشيخ هيثم المالح …ولا نعرف إذا كان فن الكلمة وتقدير ميزان قولها في هذا السياق يسمح لنا أن نذكر الأعمار لما في ذلك من إيحاء بالتنديد الإنساني …وذلك لكي لا نبدي نوعا من التضامنية المشاعرية العاطفية –أو الهجائية غير العقلاينة على حد تعبير من يريدون تنظيف الإعلان و(نفضه) منا… وذلك لكي لا نؤذي مشاعر المخابرات عندما نذكرهم بطفولة طل أو شيخوخة هيثم … وهذا ما يتناقض مع ميزان القوى العقلاني بيننا وبين النظام الشمولي وفق خطاب قارئنا الحكيم…رغم أن الشعب التونسي طرد طاغيته بفظاظة ودون مراعاة لفن الكلمة وميزان قواها كما قال لنا قاريء آخر …أي رغم أنه خاطبه بدون ديباجة (لمصلحة من ؟) بل وبصراحة كاملة وبدون أية لياقة أو حصافة في معرفة فنون الكلام: قالوا لرئيسهم بأنه جبان ولص وجلاد …
ما كان لنا أن نتجاوب مع دعوة الأصدقاء لهذه المناقشة لولا استشعارهم –كما عبروا- بأننا تجاه خطاب تجاوز مرحلة تجنب (الترهيب) الأمني الشرس الذي نتفهمه إنسانيا، خصوصا تجاه أخوة قضوا عشرات السنين في السجن مثل قارئنا الكريم الأخ كامل!!!
لكن الخطاب –فيما يرون- يتجاوز مرحلة (الترهيب) باتجاه ولوج مرحلة (الترغيب)، أي الخطاب الذي لا يتجنب بل يتقرب..وإلا ما فهمنا ولم نستطع أن نفهم وظيفة هذه المعلومة القائلة: . إن الحقيقة المرة أن كثيرا من مؤسسي هذه اللجان –لجان إحياء المجتمع المدني- يرون بإعلان دمشق حاليا انه أسوا من النظام الحاكم ومعهم لفيف كبير من مثقفي الألف الذين أنتجوا وثيقتهم الشهيرة . وذلك النهج فرّخ عندنا في اللاذقية ما يدعى لجنة العمل الوطني….
ماذا يريد الأخ القاريء المعتمد والمفوض بشرعية الحوار والرد والنقد مما هو غير متاح لنا نحن ككتاب تجاه قراء بهذا النفوذ !!! نقول: ماذا يريد أن يخبرنا من خلال هذه المعلومة عن اعتبار إعلان دمشق أسوا من السلطة ..!!! في حين أنه يدعونا –من موقع الحرص على إعلان دمشق- للاستقالة، و ذلك بهدف خدمة الإعلان بوصف السيد القاريء وصحبه من القراء المفوضين له فكريا هم العارفون بحدود خطاب الإعلان وما يجوز ومالا يجوز في برنامجه السياسي …إلى الحد الذي يعلن ببساطة أنه غير موافق معي على فكرة أن الإعلان (ائتلافا وليس حزبا)إذ يستنكر بكل حزم
وبدون نقاش القبول بدعوتنا ب إلى (التعدد الصوتي)، رافضا ذلك قطعيا بثقة قيادية شديدة الثقة من سطوتها، مرددا الحجة (الستالينية/البكداشية)بأن (الحزب ليس ناديا) هذه الأطروحة البكداشية الشهيرة المغطاة سلطويا هي التي أدت إلى تفسخ الحزب الشوعي إلى أحزاب وملل و نحل … نقول: إن أخانا القاريء يناقشنا بقسوة (أوامرية) عندما يقرر هذا الأمر بصيغة حاسمة واثقة من موقعها المدعوم والمسؤول …وهنا في الأمر مظنة: حيث أن استشعار المسؤولية (التوجيهية –الأوامرية) هنا تتجاوز الثقة التي يمكن أن تكون مستمدة من دعم بعض أعضاء الإعلان لأحد أصدقائهم بتفويضه أن يكون صوتهم الفكري والنظري، بل إن اللهجة تتبدى عن التعزز بثقة أشد وأوثق، وهي ثقة دعم وتأييد ومساندة من قبل الذين يتعرضون للهجمة الإمبريالية الشرسة!!! الذين يدعونا قارئنا (المعلم) لمناشدتهم بلياقة وخبرة معرفة فن الكلمة، الذي أدى عدم معرفة الشعب التونسي لهذه الخبرات بفن الكلمة وميزان قواها ليخسر ديكتاتوره بطيش …!!!
ولهذا قال لنا العديد من الذين ناشدونا الرد، أن وظيفة هذا القول تتجاوز حدود الترهيب المتجنب لبطش الحاكم، لتنم عن رغبة مضمرة بل ومعلنة لتتطوع بجوقة استجلاب الترغيب … وذلك (من موقع إعلان دمشق ضد إعلان دمشق) الذي غدا أكثر سوءا من النظام الحاكم لدى الكثيرين من الموقعين الألف على وثيقة لجان إحياء المجتمع المدني على حد ما يخبرنا أستاذنا (القاريء)…أما لماذا اللاذقية بالذات….؟؟؟، فإن القاريء المعقب المنتقد لا يذكر ولا يفسر ..بل يكتفي بالإيحاء لمن يهمه الأمر … فإذا ما فسرنا وشرحنا ووضحنا رمينا بالطائفية وانسل منها على طريقة الحاكم الذي يحاكم شعبه وخيرة مثقفيه العلمانيين بالطائفية، ويحبسهم لإثارة النعرات الطائفية في حين أنه يمارسها فعليا وعلنيا كل يوم باطنا وظاهرا لكن عبر تجنب إظهار ملفوظها، أي النطق بها …أي أنه يمارس الطائفية كفعل ممارس ومعاش ويتجنبها (فونيتيكيا)، حيث المهم بالنسبة للنظام أنه يترك الآخرين التورط (الفونيتيكي /اللفظي) … !!!
إن ما يريد هذا القول توصيله لنا عن معارضي اللاذقية الذين (يفضلون النظام على إعلان دمشق) إنما هو مضمر باطني وفق أصدقاء عارفين ببواطن الأمور في الداخل الوطني، وهو خطاب له وظائف عدة: فمن جهة يريد التودد للمالكين لموازين القوى بأنهم محبوبون أكثر من إعلان دمشق من جهة، ومن جهة أخرى يريد أن يعلن عن هذا التحفظ (الطائفي المضمر) في اللاذقية بالذات !!! ضد مبدأ فتح أي حوار مع الإسلاميين الذي قام به تحالف (الإعلان)، حيث أن المتحمسين للجان إحياء المجتمع المدني كانوا متحمسين للمجموعة المؤسسة للجان لعلمانيتها الراديكالية، ولهذا فإن هؤلاء المتحمسين راحوا يتخلون عن حماسهم عن المعارضة في صيغة (إعلان دمشق) ما دام يشارك فيها الإسلاميون، حتى ولو انسحب الأخوان المسلمون تضامنا وتوحيدا للجهود مع الذين يواجهون الحملة الإمبريالية الشرسة بعد غزة …!!!
والسؤال الذي يمزق العقل والوجدان: إلى متى سيبقى الحراك الديموقراطي المعارض في سوريا يتعامل مع وعي الأغلبية الشعبية بحس وحساسية أمنية بوصفه وعيا رجعيا ينبغي استئصاله …كيف يمكن أن ننسجم مع الحد الأدنى لادعاءاتنا الديموقراطية إذا كنا نضمر هذه الكراهية والرفض للأغلبية تحت ذريعة رجعيتها ومحافظتها ومن ثم خطرها كحامل مستقبلي للإسلاميين … دون أن أية مبادرة أو رغبة في عملية دمج وعي الأغلبية الوطنية بوعي المعاصرة الإنساني والحداثي الكوني، لن نتحدث عن المثال التركي الذي ينبغي الشغل الفكري والنظري والسياسي عليه بعمق وجدية وإخلاص ليس من فبل الإسلاميين فحسب، بل من قبل كل القوى الوطنية الديموقراطية التي تؤمن بأن سوريا هي لكل السوريين بكل مكوناتهم الدينية والمذهبية والقومية، والتي تؤمن أنه تستحيل أية ديموقراطية باستبعاد أية أقلية …. فكيف باستبعاد الأغلبية …!!!
بل نقول: ها هي الديكتاتورية التونسية تنهار دون أن تحل محلها الأصولية والإرهاب !!!، وهي الديكتاتورية التي كانت تزعم أنها الحصن العلماني الحداثي أمام الأصولية والإرهاب، وفق ما كانت تسوق نفسها للداخل والخارج …لقد سقطت الديكتاتورية دون أن يحل محلها الإسلاميون الأصوليون، لكن –في الآن ذاته- ليس بالتضاد النخبوي (العلمانوي) مع الإسلام والإسلاميين الذين يبرهنون في تونس أنهم الأكثر وعيا مدنيا وعصريا وكونيا من كل القوى الإسلامية العربية بدون عقد الهويات العتيقة القاتلة، وثقافة تعريف الذات بدلالة كراهية الآخر !!!
mr_glory@hotmail.com
* كاتب سوري- فرنسا
الديموقراطية مستحيلة باستبعاد أية أقلية… فكيف تمكن باستبعاد الأغلبية!؟
“الواقع المستجد في الساحة العربية هو التحرك والمواجهة بدلاً من السكون، وإسرائيل لا تتمنى أن تسود أنظمة عادلة تحقق قيماً جيدة في الديموقراطية والتنمية، بل تجد في حالات الاحتقان هدفاً لتمزيق هذا الوطن الكبير”
الديموقراطية مستحيلة باستبعاد أية أقلية… فكيف تمكن باستبعاد الأغلبية!؟
بافي خسرو — kaq3@hotmail.com
الدكتور عيد يتكلم عن الديمقراطية في مجتمع لا يمكن ان يؤمن بها على الاقل في الوقت الحالي ان المجتمع الذي تعلم وترسخ في عقله المطالبة بالحقوق دون ان يفكر في منحها للاخرين بحجج دينية تارة وايديولوجية تارة اخرى ان المجتمع الذي سلاحه الاتهام بالعمالة او التكفير لا يمكن ان يؤسس دولة المواطنة والمهمشون على سلم الترتيب الاجتماعي لديها سوف يحين ذلك الوقت الذي يقولوا فيه وداعا بلا رجعة ان شاء الله احييك ككاتب واتمنى ان يكون فكر الكثير من الكتاب بهذا الاتجاه.
الديموقراطية مستحيلة باستبعاد أية أقلية… فكيف تمكن باستبعاد الأغلبية!؟
سوري قرفان
مقالة موفقه للسيد عيد، موضوعيه وبعيده عن أسلوب الخطاب التحريضي الذي اعتدنا عليه. السوري اصابه السأم من الخطابات الايديولوجيه والحماسيه منذ عبد الناصر إلى دولة البعث إلى الثيوقراطيه الاسلاميه. والتي بمجموعها اوصلتنا إلى ما نحن عليه، من تشوش وضعف البصيره لإدراك الوضع المأسوي الذي وصلناه