“الشفاف”- خاص
من هم الديبلوماسيون الإيرانيون الأربعة المفقودون، الذين فتح السيد حسن نصرالله ملف خطفهم وتصفيتهم يوم أمس، بعد مرور 27 عاماً على الأحداث؟ الإنطباع ا لسائد في بيروت هو أن السيد نصرالله فتح هذا الملفّ فجأة لتدعيم مواقع حليفه ميشال عون في الإنتخابات النيابية المقبلة.
*
في 6 حزيران/يونيو 1982، بدأ الغزو الإسرائيلي للبنان.. في هذه الأثناء، كان الجيش الإيراني قد استعاد “خورّمشهر” من القوات العراقية. وكان الإيرانيون يرغبون في مواصلة القتال حتى.. كربلاء. ولكن اللبنانيين والفلسطينيين الذين كانوا يتواجدون في طهران لحضور المؤتمر الدولي للمستضعفين طالبوا الإيرانيون بإيقاف الحرب مع العراق وبإرسال قواتهم إلى لبنان. وكان قسم من الإيرانيون يؤيدهم في هذا الموقف. وبعد نقاشات طويلة ومحمومة، وافق الخميني على إرسال كتيبة تم تشكيلها على عجل (هي “كتيبة القدس” المشهورة).
وصل الإيرانيون، وهم عبارة عن 800 عضو في “الباسداران” إلى دمشق مساء يوم 11 يونيو، وقد أصيب السوريون بالذهول لأن الإيرانيين لم يبلغونهم مسبقاً عن وصولهم. وبعد 7 أو 8 ساعات من المفاوضات، قام السوريون بمواكبة الإيرانيين إلى معسكر يقع في منطقة “الزبداني”. وقد أحاط بالإيرانيين ألوف من الجنود السوريين المجهزين بالدبابات والصواريخ. وحظر السوريون على الإيرانيين الخروج من المعسكر لأي سبب كان.
وفي يوم 12 حزيران يونيو، وقّع حافظ الأسد على إتفاق لوقف إطلاق النار مع الإسرائيليين، وسحب قواته من جنوب لبنان ومن جبل لبنان. أما القوات السورية المتواجدة في بيروت، فقد ظلت فيها حتى رفع الحصار عن العاصمة، وباتت خاضعة لأوامر منظمة التحرير الفلسطينية.
وبعد توقيع إتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، لم يعد وارداً أن يوافق السوريون على انتقال الإيرانيين إلى البقاع. وبالعكس، فقد طوّقوا المعسكر وحظروا أية حركة.
وهنا قام “أبو جهاد” (خليل الوزير) بإرسال “عماد مغنية” إلى المعسكر حيث نجح مغنية (بمساعدة ضابط سوري كبير) في إخراج قائد القوات الإيرانية ونقله إلى البقاع. وكان إسم هذا المسؤول العسكري الإيراني هو “الحاج أحمد متوسليان”. وكان “متوسليان” قد خاض في نقاشات حادوة صاخبة مع حافظ الأسد وأبنائه.. ولكن، خصوصاً، مع رفعت الأسد الذي كان ما يزال يتمتع بنفوذ كبير في تلك الفترة، والذي كان معروفاً بمواقفه المناوئة للإسلاميين.
وقد غادر “الحاج أحمد” البقاع متوجهاً إلى طرابلس للإجتماع مع الشيخ “سعيد شعبان” ولتعبئة السنّة في مقاومة لبنانية ترتكز إلى القوات الفلسطينية التي كانت تراجعت من الحنوب إلى البقاع. وهذا، علاوة على إسلاميين لبنانيين “جدد” في ذلك الحين، كان على رأسهم “صبحي الطفيلي”، و”راغب حرب”، و”عماد مغنية”. وكان هؤلاء الثلاثة (الطفيلي وحرب ومغنية) قريبين جداً من “فتح” في تلك الفترة.
عاد “أحمد متوسليان” من طرابلس إلى بيروت لكي يطلب موافقة السلطات الإيرانية رسمياً على نقل القوة الإيرانية المحتجزة في “الزبداني” إلى البقاع (وهذه مسألة سهلة، إذ يكفي إجتياز الجبال القريبة). ثم عاد إلى طرابلس برفقة القائم بالأعمال الإيراني “محسن موسوي”، وإيرانيين آخرين هما السائق وحارس.
وعند نقطة البربارة، أوقفتهم قوة خاصة تابعة لإيلي حبيقة (الذي كان يتعامل مع السوريين ومع الإسرائيليين في آن واحد، في تلك الفترة).. ويروي مساعد حبيقة السابق المعروف بإسم “كوبرا” في “مذكراته” كيف أعطيت الأوامر بسرعة لتصفية الإيرانيين الأربعة، ويصف المكان الذي دفنوا فيه.
لماذا هذه “السرعة” في تصفيتهم؟
المرحوم الحاج أحمد متوسليان لم يكن “ديبلوماسياً” إذاً، بالمعنى الدقيق للكلمة بل مسؤول قوة “باسداران” حجزها حافظ ورفعت الأسد في الزبداني، وكان عند اغتياله على صلة وثيقة بحركة “فتح” التي لم يكن السوريون يكنّون لها ودّاً كثيراً. وبعد أشهر من هذه الأحداث، قام الجيش السوري بإخراج فلسطينيي “فتح” من آخر معاقلهم في لبنان، أي من مدينة طرابلس تحديداً، التي كان متوسليان متوجّهاً إليها.
من جهته، المرحوم إيلي حبيقة كان في الفترة نفسها على “مفترق طرق” بين السوريين والإسرائيليين!
………
……..
بعد سنوات، قُتل إيلي حبيقة بتفخيخ سيارته “في منطقة خاضعة للأمن السوري”! ولكن، قبل ذلك، كان حبيقة قد أصبح أحد رجال سوريا في لبنان، وكان “حزب الله” قد اعتبر التصويت له في الإنتخابات “تكليفاً شرعياً”! وكان زعماء الأحزاب الموالية لسوريا الأسد يستقبلون بالترحاب “الرفيق أبو علي حبيقة”!
بعدها بسنوات، قُتِل “عماد مغنية” بتفخيخ سيارته في.. دمشق!
أخيراً، الجنرال عون نفسه كان، حسب أبرز كتاب صدر بالفرنسية عن هذه المرحلة، ورغم رتبته العسكرية، عضواً سرّياً في خلية مستشاري المرحوم بشير الجميل الذي أسّس “القوات اللبنانية”. يُفتَرَض بعون، إذاً، أن يكون مطّلعاً على ما حدث لـ”الديبلوماسيين الأربعة”!
إقرأ أيضاً:
الحاج أحمد متوسليان: حجزه السوريون في “الزبداني” وهرّبه “عماد مغنية” بطلب من “أبو جهاد”كتب الصحفي الشهير روبرت فيسك مقالا بصحيفة ذي إندبندنت تحت عنوان “منذ متى لم نأبه للقتلى المدنيين في الحروب؟” يعرب فيه عن دهشته واستغرابه من انتهاك العالم الغربي لحقوق الإنسان وعدم الالتفات إلى القتلى المدنيين الذين يسقطون من جراء الحروب. واستهل مقاله بالقول “إنني أتساءل: هل حولنا الحرب إلى شيء عادي؟ فها هي إسرائيل تفلت من العقاب مجددا بعد ما أوقعته من مئات الضحايا في صفوف الأطفال بغزة”. ويمضي “يبدو أننا فقدنا الإحساس بـ”اللاأخلاقية” التي عادة ما ترافق النزاعات والحروب، فكان آخر شاهد على ذلك رفض هيئة… قراءة المزيد ..
الحاج أحمد متوسليان: حجزه السوريون في “الزبداني” وهرّبه “عماد مغنية” بطلب من “أبو جهاد”
جنبلاط: حسمت ترشيحات “التقدمي” في بعبدا وعاليه لصالح غاريوس وحنين وفرحات وشقير ويبقى الاتفاق على المقاعد المارونية في الشوف. (الشرق الأوسط)
الحاج أحمد متوسليان: حجزه السوريون في “الزبداني” وهرّبه “عماد مغنية” بطلب من “أبو جهاد” لن ادعي في العلم معرفةلما ادركتها .. ولن ادخل في صجال مخابراتي..ولا عمالة لغير (الله) بدون (دوله وسياسييه) او احزابه او جنوده.. ولا انشد زعامة على احد حتى على نفسي ولدت كفياً حراً وعملت غنياً بالكفاف لأبقى سيداً مستقلاً حرا الى جانب احرار لا اتدخل في مواقفهم السياسية والجسدية (…) ً ولا يعنيني من ابدل رأي برأي.. او دين بدين اوحتى مذهب بمذهب مأجوراً كان ام مسعوراً عام 76 تركت الصحافة ورحت الى الاردن لاعمل في صحيفة الاخبار الاردنية بشرط مني الا اكتب بالسياسة..وتسلمت مسؤلية خمس… قراءة المزيد ..
الحاج أحمد متوسليان: حجزه السوريون في “الزبداني” وهرّبه “عماد مغنية” بطلب من “أبو جهاد”
مستشفى Hotel Dieu بحاجة ماسة إلى دم من فئة B+ للتبرع الإتصال 70996427