فسر مُنظر الجهاديين السيد محمد إمام الشريف المعروف باسم الدكتور فضل الفارق بين ما كتبه عن «الجهاد» في كتابيه الشهيرين «العمدة في إعداد العدة» و «الجامع في طلب العلم الشريف» من جهة وبين ما جاء عن الجهاد في وثيقة «ترشيد الجهاد في مصر والعالم» التي طرحها أخيراً وحرّم فيها قتل الحكام والمسؤولين والسياح وأهل الذمة، وأوضح أن كتابيه «العمدة» و «الجامع» احتويا على أحكام مطلقة واستغرب قيام أشخاص انتقدوا الوثيقة بالرد عليه من كتابيه «من دون أن يدركوا ضوابط تنزيل الأحكام المطلقة أو أن يكونوا مؤهلين للفتوى». وحمل فضل بشدة على بعض الذين هاجموا وثيقته وأكد في الحلقة الخامسة من حواره المطول مع «الحياة» إن الوثيقة «تلقاها مئات الاخوة الجهاديين في مصر بالقبول والاستحسان ومنهم شيوخ بعض المقيمين في الخارج»، ونقلت «الحياة» إلى فضل الانتقادات التي وجهت إلى وثيقته من خلال ردود الفعل عليها في وسائل الإعلام المختلفة منذ تم نشرها قبل نحو ثلاثة أسابيع وهو رحب بالرد عليها كلها، كما بدا وكأنه دوّن في ذاكرته كل ما قيل سلباً عن الوثيقة وأنه رصد الهجوم الذي تعرض له من جانب بعض الإسلاميين الراديكاليين أو حتى من بعض مناوئي الإسلامية، وظهر انه كان مستعداً للرد وتفنيد ما ورد في بعض الصحف وبرامج التلفزيون تجاه الوثيقة. وتناول فضل ما جاء في ردود الفعل المعارضة للوثيقة وقول بعضهم إن الجهاد واجب وأشار إلى أن الذين قالوا ذلك هم أنفسهم من قالوا بأن الظواهري وجماعاته كانا أعلنا وقف العمليات في مصر العام 1995، ودعا ساخراً المطالبين بالجهاد من الخارج بالكف عن جهاد الميكرفونات والعودة إلى مصر للجهاد فيها. ولفت فضل الى أن الاعتراضات على الوثيقة من جانب بعضهم بدأت حتى قبل نشرها. ولم يبد على فضل أثناء ردوده على الأسئلة أو تذكره عبارات جاءت من منتقديه في حقه أي غضب وكانت السخرية والاندهاش والتعجب علامات ظهرت عليه عندما كان يجيب على أسئلة كتلك، وهو استغرب القول إن الجهاديين عقائديون ولا يثقون إلا بالمشايخ المرابطين في الثغور، وقال: «لم يكن أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل والبخاري رحمهم الله كذلك، فهل لا يثقون بهم وبعلمهم؟»
وتناول مسألة الجهاد، وشدد على أن الجهاد «ماض وسيستمر حتى الخلافة بإذن الله». لكنه شدد على أن «ما عند الله لا ينال بمعصيته ولا بالغدر والكذب والخيانة»
وهنا نص الحوار في حلقته الخامسة:
بعض المواطنين العاديين يتساءلون: كيف تقدم خطباً تقر فيها العنف في كتابين ثم تعود بعد سنوات وتقر بخطأ العنف، وهذا يتفق مع مواقف إسلاميين معارضين للوثيقة يرون فيها تناقضاً مع كتابيك «العمدة في إعداد العدة» و «الجامع في طلب العلم الرشيد»؟
– أنا نهيت «جماعة الجهاد» عن العمليات في مصر عام 1992 وهو ما ذكرته في الوثيقة قبل أن أكتب «الجامع في طلب العلم الشريف» واسألوا الظواهري عن ذلك، وما في «العمدة في إعداد العدة» و «الجامع» أحكام مطلقة أي مجرد علم لا يجوز تنزيله على الواقع «أي الفتوى به» إلا من مؤهل للفتوى.
وأنا عادة ما أضرب مثلاً لتقريب فهم هذا الفارق من واقع مهنتي: وهو أن الجرّاح الكبير يعلم الجرّاحين الصغار كيف يجرون العمليات أي مجرد علم (وهذا ما في العمدة والجامع) ثم قد يأتي جراح صغير بمريض يريد أن يجري له العملية التي تعلمها، وهذا تنزيل للعلم على الواقع، فينهاه الجراح الكبير عن العملية لأنها ستفشل وقد يموت المريض الذي لا تسمح حالته بذلك (وهذا ما في الوثيقة) ومن هنا نقول: الجراح الكبير يقرر إجراء العملية والجراح الصغير يجريها.
فكيف لشخص أن يرد علي من كتبي وهو لا يدرك ضوابط تنزيل الأحكام المطلقة على المعيّنين ولا هو من المؤهلين للفتوى. كل ما يمكن أن يفعله أن يأتي بكلام من كتاب وعكسه من كتاب آخر وهو لا يدرك سبب ذلك فيظنه بجهله تناقضاً، هذا غاية ما يمكنه أن يفعله وهو ما سبقه إليه بعض الخونة ممن وصلت إليهم بعض مسودات قديمة متناثرة لي كأمانات فلم يفقهوا ما فيها، ومنها أشياء غير مكتملة وفيها شبهات كنت أنوي الرد عليها، فنشروها بغير إذني فظهر للناس كأن الشبهات هي رأيي، فكان صنيعهم كمن نقل للناس «لا تقربوا الصلاة» وسكت، أو «فويل للمصلين» وسكت. هؤلاء الخونة كانوا يمكرون ويجهّزون للرد على «الوثيقة» منذ أشهر انتصاراً لتنظيم «القاعدة» فساروا على درب شيخهم الظواهري في خيانة الأمانة والاعتداء على كتبي ومسوداتي، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) «من اطلع في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في جهنم»، ونشروا قصاصات غير مكتملة بغير إذني، فلم يمهلهم الله تعالى ليتموا مكرهم وخيانتهم وعاجلهم بالعقوبة فسقط أحدهم، وشرد الله بقية الخائنين، فمات هذا خائناً للأمانة، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) – في الصحيح – «يُبعَث كل عبد على ما مات عليه»، وقال (صلى الله عليه وسلم) – في الصحيح – «إنما الأعمال بالخواتيم»، وقتل رجل في الغزو فقال الصحابة: شهيد، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) «كلا إنه في النار في عباءة غلها» فكيف بمن مات ويبعث يوم القيامة خائناً للأمانة؟ قال تعالى «فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم» (الأنفال 71)، «وإن في ذلك لآية» (الشعراء 8)، فليحذر كل خائن وماكر فإن الله سريع الحساب والسعيد من اتعظ بغيره.
ألا تخشى أن يأتي أثر «الوثيقة» ضعيفاً لأن الجهاديين يستخفون بمثل تلك المبادرات؟
– أنا ما كتبت الوثيقة من أجل فلان أو فلان، كما لم أطلب من أحد أن يوافق عليها، وإنما كتبتها من باب المسؤولية الشرعية لما علمت أن بعض المتفلتين من الشريعة كتنظيم «القاعدة» يستخدم كتبي في تجنيد أفراده، فقد يظن هؤلاء أن سكوتي دليل موافقتي على المخالفات الشرعية في الجهاد سواء وقعت هذه المخالفات من «القاعدة» أو غيرها، و «السكوت في موضع الحاجة بيان» فكان لا بد من أن أتكلم لتبرئة ساحتي مما يقع من مخالفات في الجهاد وأبيّن ما أراه الحق والصواب فيها، قبله الناس أو رفضوه، وقد قال الله تعالى «ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً» (المائدة 41).
لكن الجهاديين يسمعون لابن لادن والظواهري وغيرهما وربما يقتنعون بأن عمليات مسح مخ مثلاً أجريت لك ولإخوانك الذين أيدوا الوثيقة؟
– القول بأن الجهاديين يستخفون بذلك، فهذا من قلة عقل من قال ذلك لأنه يظن أنه هو وأصحابه هم كل الجهاديين في العالم، وكأنه يعلم الغيب ويحكم على الأجيال الناشئة أنها ستكون كلها مثلهم، وأنا لا أكتب لأهل مكان أو زمان معيّنين وإنما أكتب لكل موجود وكل مولود مما يشاء الله، والإنسان إذا قال الحق فقد أدى ما عليه ولا يضره ألا يقبله أحد، فقد أخبرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه يوم القيامة «يأتي النبي وليس معه أحد» الحديث متفق عليه، أي أن بعض الأنبياء لم يتبعه ولا إنسان واحد، فكيف بنا نحن؟ أما «الوثيقة» فقد تلقاها مئات الأخوة الجهاديين في مصر بالقبول والاستحسان ومنهم شيوخ بعض المقيمين في الخارج، والذين اعترضوا هم من الفاشلين ولهم مخاز سترتها عليهم، وما منعهم من ذلك إلا الكبر وعدم الانقياد للشريعة. والقول بإن بعض الجهاديين يستخفون بهذه المبادرات مبرر لفشلهم المزمن، وسبب لانهماكهم في سفك الدماء بغير حق، وسبب دفعهم لإخوانهم بالجملة إلى المشانق والسجون من غير طائل بسبب جهلهم بالشريعة.
بماذا تفسر حدة الانتقادات التي وجهت إليك من بعض الإسلاميين المعترضين على الوثيقة بما اخرج الأمر من مجرد نقاش إلى حد الصراع؟
– بداية أقول للقارئ الكريم، أعلم أن الخصم إذا لجأ إلى السباب والتجريح والبذاءة فإن هذا يدل على أن لا حجة له ولا دليل عنده، أما ما أحب أن أقوله: أني رأيت واحداً من هؤلاء في السودان منتصف العام 1994، ولم يكن هناك ما يستدعي لجوءه إلى أوروبا، ونصحه أخوانه بعدم اللجوء إليها وحذروه من الفتن في بلاد الغرب وأنه لا يحل له اللجوء (والأسماء موجودة والشهود أحياء) فرد عليهم: «ومن فين المم للأولاد»؟ والمم هو الطعام بلغة الأطفال في مصر، يعني هو قَبِل أن يلجأ إلى بلاد الكفار وأن تجرى عليه قوانين الكفر باختياره من أجل المم، فما دخله بالجهاد، وليست له فيه سابقة لا علماً ولا عملاً؟
هل رصدت تناقضات في ردود الفعل الرافضة للوثيقة؟
– قال أحدهم في بيان له إن جهاد هذه الأنظمة واجب، وناقض نفسه وقال إن شيخه الظواهري وتنظيمه أعلن وقف العمليات في مصر من 1995، فكيف يُفسر هذا التناقض؟ وإذا كان الجهاد واجباً فليخرج من حماية الدولة الكافرة التي يحتمي بها ويأتي إلى مصر ويعطينا القدوة العملية ويرينا كيف يجاهد؟ أم أنه يكفيه الصياح من أوروبا في الفضائيات؟ فليترك الجهاد بالريموت كنترول وينزل إلى أرض الواقع وينفذ ما يدعو إليه.
يقول بعضهم أنك لم تقم بمراجعات وإنما تراجعات؟
– قال الله تعالى «لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون» (الصف 2-3)، وقال تعالى «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب، أفلا تعقلون» (البقرة 44)، من قال هذا اقول له: تعال إلى مصر وافعل ما تقول حتى تخرج من مقت الله وغضبه، وأرنا كيف تجاهد فعلاً وليس بالريموت كنترول؟.
أنا نصحتهم بعدم الصدام في مصر العام 1992، وفي باكستان وأول 1994 في السودان، وأصر شيخهم الظواهري على الصدام وباع إخوانهم للسودانيين ولما تحطم أعلن وقف العمليات في 1995 فمن الذي تراجع؟ بعدما علق إخوانهم على المشانق وحشرت بهم السجون من دون أي فائدة ومن دون أن يقدم لهم مساعدة في سجونهم.
لقد شجعوا الجماعة الجزائرية على سفك الدماء وبرروا أفعالهم في نشرتهم «الأنصار» وفي نشرتهم «المجاهدون» ثم تبرأوا من ذلك بعدما ورّطوهم، فمن المتراجع؟ واليوم يبررون لابن لادن غدره وخيانته لماذا سبقوا الأحداث ويعلنون أن تأثير الوثيقة سيكون ضعيفاً؟ وما أدراهم، هل يعلمون الغيب أو يأتيهم الوحي؟
ربما رصد بعضهم في الأجزاء الأولى من الوثيقة ما يستحق النقد؟
– كيف يحكمون على «الوثيقة» حتى قبل أن يكتمل نشرها؟ والله سبحانه يقول «وما شهدنا إلا بما علمنا» (يوسف 81)، أين دينهم بل أين عقولهم؟ كيف يصف أحدهم «الوثيقة» بأنها تصب في خانة الأعداء ـ وقد بيّنت فساد هذا القول وتلبيسه على الجهال من قبل ـ وهو ما يترك له الكفار مركزه إلا للحصول على المعلومات المجانية عن إخوانه للأضرار بهم؟ هل نسيتم ما فعلوه مع أصحابه بسبب الفاكس الذي جاءهم من باكستان؟، الكفار عنده يعلمون جيداً أن شيخه الظواهري كلفه بأن يكون مركزاً للدعاية والتمويل والاتصالات لهم، كما يعلمون أنه المسؤول عن إصدار مجلة «المجاهدون» الخاصة بجماعة «الجهاد»، كما يعلمون أنه الآن البوق المدافع عن الظواهري وتنظيمه «القاعدة» تنظيم الغدر والخيانة، وقد قال الله تعالى «ولا تكن للخائنين خصيماً» (النساء 105). مراكزهم في أوروبا هي التي أوقعت بالمسؤولين عن تفجيرات نيروبي ودار السلام وهم الآن في سجون أميركا، إن فاكسات شيخهم الظواهري من باكستان وأوروبا هي التي سجنت إخوانهم، فمن الذي يضر بالمجاهدين؟ أن مكالمات عادل عبد المجيد في لندن، ومكالمات آخر كان في أذربيجان وآخر كان في الإمارات هي التي أوقعت بمجموعات «الجهاد» في مصر وساقتهم بالجملة إلى المشانق والسجون، فمن الذي يضر بالمجاهدين؟ إن مكالمات لندن هي التي أوقعت بإخوانهم في ألبانيا فمن الذي يضر بالمجاهدين؟ هل يُستغل جهل الناس بما حدث فيتم تضليلهم؟ والأسماء والتفاصيل كلها موجودة، ولكن الله أمر بالستر.
البعض يرى أن هذا الجيل العقائدي لا يثق إلا بالمشايخ المرابطين في الثغور وساحات القتال؟
– إن أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل والبخاري رحمهم الله لم يكونوا كذلك فهل لا يثقون بهم وبعلمهم؟ أنهم في جماعة الجهاد وصفوني في مجلتهم «المجاهدون» التي كانت تصدر من لندن بأنني «مفتي المجاهدين في العالم» وبأنني «العالم المرابط والمفتي المجاهد» فما قولهم الآن؟ لأن كل ما في كتابات الظواهري من أمور شرعية أنا الذي كتبتها له، والتدريب العسكري الذي حصل عليه بعضهم في أفغانستان بل أي شيء نافع فعلته جماعة «الجهاد» كان أثناء صلتي بها ولكن عادتهم أنهم يجحدون النعمة ويعضون اليد التي أحسنت إليهم فلما قاطعتها «الجماعة» صارت مخذولة بقدر الله فوقعت في الكذب والعمالة وتحريف كتب العلم الشرعي وتبرير ما حدث في الجزائر ثم الإيقاع بإخوانهم في مصر ودفعهم إلى المشانق والسجون بالجملة ثم الغدر والخيانة في أحداث ايلول (سبتمبر) وأخواتها.. أما بن لادن فقد كان يكتب له خطبه أتباعه من موريتانيا واليمن (والأسماء موجودة) من طلبة العلم وقد أنكروا عليه ما فعله في ايلول (سبتمبر) لأنهم لم يعلموا بها إلا بعد وقوعها فمن هم الشيوخ المجاهدون؟ هل هم شيوخ الغدر والخيانة بن لادن والظواهري أم آخرون لا نعرفهم؟ إن الظواهري نفذ عمليات في مصر عام 1993 لمجرد أن يقلد الجماعة الإسلامية وللدعاية كما صرحوا لي بذلك لما نهيتهم عام 1992، أي أنها عمليات للرياء، والرياء من الشرك ثم لجأوا لتمويل العمليات إلى العمالة للمخابرات السودانية، وهكذا المعصية تسوق صاحبها إلى معصية حتى انتهى أمره إلى غزوات الغدر والخيانة في 11/9/2001 فأين هم الشيوخ المرابطون؟.
بعض المعترضين على الوثيقة قالوا إنهم يخشون تأثيرها في الجهاد كقيمة في الاسلام؟
– الجهاد ماض وسيستمر والخلافة قادمة بإذن الله وقبل ظهور المهدي رضي الله عنه، هكذا أخبرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) كما ذكرته في آخر بنود الوثيقة، ولكن «وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم» (آل عمران 126)، وما عند الله لا ينال بمعصيته ولا بالغدر والكذب والخيانة، وإنما ينال بطاعته والمؤمن أوّاب ولا يكن للخائنين مدافعاً ومنافحاً.
هل كنت تتوقع خريطة المعترضين على الوثيقة بين من هم داخل السجون المصرية والمقيمين في الخارج؟
– جماعة الجهاد حاكمت صبياً في السودان وقتلته عام 1995 بتهمة العمالة للمخابرات المصرية، ولم يحاكموا أميرهم أيمن الظواهري بتهمة العمالة للمخابرات السودانية، (إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد)، ولكن الذين يصفونهم بالمعارضين للوثيقة: منهم أحمد سلامة مبروك الذي تسبب في سجن غالبية أفراد الجهاد باتصاله بهم تليفونياً من الخارج، ومنهم مجدي سالم الذي تسبب في سجن نحو ألف فرد من الجهاد لمجرد مجاملة «الجماعة الإسلامية» لما أراد شن عمليات ليشغل الأمن عن الضغط على الجماعة في إمبابة فأمر أصحابه بسرقة سيارة لينقل بها سلاحاً من معسكر يعمل به أصحابه، فسرقوا السيارة وقتلوا سائقها وتسلسل الخيط للإيقاع بألف رجل بين قتيل وسجين، ومنهم محمد الظواهري الذي يريد أن يتعهد للحكومة في السر والذي عندما أراد إخوانه في جماعة الجهاد أن يجعلوه رئيساً للجنة العسكرية قال لي احمد سلامه مبروك (الإخوة لا يعرفون محمد الظواهري كما عرفته في السعودية، ومحمد يوجد في عقله شىء مثل أخيه أيمن)، هؤلاء يجب أن تعقد لهم محكمة شرعية على فشلهم والإضرار بإخوانهم.
كيف تخطط لمواجهة المعترضين؟
– أنا أدعو الله تعالى على كل من تكلم عني بغير حق أن يقطع الله لسانه ويده، وكنت دعوت الله على جماعة الجهاد لما مزقوا كتابي «الجامع» أن يمزقهم الله فمزقهم الله سبحانه وتعالى وذهبوا شذراً مذراً وتفرقوا أيدي سبأ. كما أنني دعوت الله على الذين خانوا الأمانة ونشروا مسودات ناقصة لي بغير إذني مكراً منهم منتصف عام 2007 ، دعوت الله أن يكفينهم بما شاء فما أمهلهم الله شهراً حتى سقط أحدهم قتيلاً، وشرد الله بقية الخائنين، ومع ما فعلوه فإني أقول (غفر الله لنا ولهم)، ولكن السعيد من اتعظ بغيره، فإن كان هناك من يكتب من أوروبا دفاعاً عن «القاعدة» الخائنين الغادرين فليعتدّ بمن سبقوه، وإن كان يكتب غيرة للجهاد فأنا أطلب منه دليلاً يثبت للناس به أنه رجل مجاهد: فليأت إلى مصر وينفذ ما يدعو إليه من الجهاد، أو يروج نداء من عنده بوجوب قتل الجنود البريطانيين والأميركيين وحلفائهم المحتلين للعراق وأفغانستان، أو يعلن تأييده هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 أو إذا كانت حراماً فليصدر بيان استنكار، أو يعلن تأييده مذبحة السياح في الأقصر في 1997 وإن كان يراها لا تجوز فليعلن بيان استنكار، وكذلك مذابح السياح في سيناء وخان الخليلي وغيرهما، فإن كان يرى أن أحداث 11/9/2001 وقتل السياح لا تجوز فهذا كلامي في الوثيقة وإن كان يراها جائزة شرعاً ليصدر بيان تأييد ومباركة لها مدعماً بالأدلة الشرعية، فإن لم يفعل هذا ولا هذا حكمنا عليه بأنه من زعماء الميكروفونات وأبطال الجهاد بالريموت كنترول.
لماذا لم تتجاهل الرد على منتقديك وتكتفي بطرح الوثيقة؟
– قال الله تعالى «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم» (النساء 148) ومازال عندي المزيد بإذن الله لكل جاهل وعنيد وأقول لكل من يقيم في أوروبا «إذا كنت مستعجلاً ومتشوقاً للجهاد فعندك الكفار كثر، ولكن قبل ذلك تعلم دينك وتعلم ما يجوز وما لا يجوز في الجهاد حتى لا تسقط في جهنم، وأنا أعلم أنك لست من أهل العلم الذين يعتد بقولهم فأرد عليهم، ولكني رددت عليك حتى لا ينخدع بكلامك من لا يعرفك ولا يعرف بواطن الأمور، والترجيح في الدين بالأدلة الشرعية وليس باللسان الطويل البذيء. أقم وجهك للدين حنيفاً، ولا تقم وجهك لابن لادن والظواهري حتى لا تكون من الذين ذمّهم الله في قوله تعالى «ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً، يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني، وكان الشيطان للإنسان خذولاً» (الفرقان 27 – 29) تدارك أمرك ولا تأخذك العزة بالإثم.
القاهرة – محمد صلاح الحياة